من تونس ومصر إلى الأردن.. الإرهاب ببصمة الإخوان

من تونس ومصر إلى الأردن.. الإرهاب ببصمة الإخوان

من تونس ومصر إلى الأردن.. الإرهاب ببصمة الإخوان


17/05/2023

لم يكن تحريض زعيم حركة النهضة الإخوانية التونسية راشد الغنوشي، على الشرطة، أمراً جديداً بالنسبة لتنظيم يملك سجلاً حافلاً في الدعوة إلى العنف منذ أربعينيات القرن الماضي.

الإخوان أطلقوا رصاصة الاشتباكات في السودان لاستغلال الاحتقان بخدمة مصالحهم

وقضت محكمة تونسية أمس الإثنين، بسجن الغنوشي سنة واحدة، بعدما أدين بالتحريض على الشرطة خلال فعالية للإخوان.

والقضية التي اتهم فيها الغنوشي ترتبط بـ"تمجيد الإرهاب" وبوصف عناصر الأمن بأنهم "طواغيت".

ولم تسلم تونس من سموم التنظيم على مدار السنوات الماضية، إذ عانى المواطنون من تهديدات صريحة من قبل قادة الإخوان على رأسهم الغنوشي، من خلال حشد الأنصار لانتزاع مساحات تفاوضية ومكاسب سياسية.

وتتناول دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات، نشرت في سبتمبر (أيلول) 2021، أبرز العمليات الإرهابية والتحريض على العنف الذي مارسته الجماعة ضد الشعب التونسي.

ويذكر التقرير عملية "باب سويقة" التي نفذتها الحركة عام 1991، وأسفرت عن مقتل رجل أمن وعشرات الجرحى.

وبعد 30 عاماً من الحادثة، عادت للواجهة مجدداً، بعد أن كشف عنصر سابق في التنظيم يدعى كريم عبدالسلام، عن مخطط لحركة النهضة لاستهداف مقر لجنة التنسيق الحزبى فى منطقة باب سويقة وسط العاصمة تونس.

وفى حادث إرهابى آخر وقع فى سبتمبر (أيلول) عام 2020 تعرض عنصرا أمن تابعان لسلك الأمن التونسى لعملية دهس من قبل أربعة إرهابيين بواسطة سيارة فى مفترق "أكودة القنطاوي" سوسة وسط شرق تونس. وأشارت أصابع الاتهام إلى علاقة حركة النهضة بالهجوم.

إخوان مصر

وتأسس تنظيم الإخوان، على يد حسن البنا في مصر عام 1928، وتمدد إلى دول عربية وأجنبية، ويعد أبرز التنظيمات المتشددة التي تتستر خلف الدين، ويعتبر أول من نادى بفكرة استخدام السلاح والعنف للوصول إلى السلطة.

ويكشف كتاب "الرسائل" الذي يجمع أفكار وأحاديث البنا في مؤتمرات الإخوان، عن أن الوصول للحكم عند الجماعة بمثابة "ركن رئيسي في الإسلام" أي مثل الصلاة والصيام.

وبشكل صريح حرض البنا على العنف، بعدما منح تنظيمه الحق في محاربة كل من يرفض إقامة نظام سياسي يتوافق مع أيدولوجيا التنظيم.

كما يسلط كتاب للصحافي المصري محمد الباز، "القتلة.. جذور العنف عند مرشدي الإخوان"، الضوء على المواقف التي استغل فيها البنا الدين لتحقيق أهداف ومصالح خاصة.

ويتناول الكتاب علاقة حسن البنا بالزعيم الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني، والنازي الألماني أدولف هتلر، والرسائل المتبادلة بينهما.

وظلت مصر منذ تأسيس الجماعة وحتى اليوم، من أكثر الدول التي عانت من عنف وإرهاب الإخوان الذي لم يستثن مدنيا أو عسكريا من شره.

وشهدت الدولة الإفريقية في أربعينيات القرن الماضي، حوادث عنف على يد الإخوان، من الاعتداء على منطقة الجمرك في الاسكندرية عام 1942، وتخريب ممتلكات للمواطنين في الاسماعيلية 1946، إضافة لاعتداءات أخرى مراكز للشرطة وعلى معارضين للتنظيم.

ولم يتوقف عنف إخوان مصر هنا، بل امتد حتى وصل إلى يومنا هذا، ولعل أبرز المواقف التي بلغ فيها إرهاب الإخوان ذروته، هي الأحداث التي رافقت فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين عام 2013.

في مايو (أيار) الماضي، وضح مفتي مصر عنف تنظيم الإخوان أمام البرلمان البريطاني، وقام بتوزيع تقرير موثق باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني، يكشف منهج الإخوان منذ نشأة التنظيم، وارتباطه بالتنظيمات الإرهابية.

وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة الإخوان بداعش والقاعدة، وانضمام عدد كبير من أعضاء الإخوان لصفوف التنظيمات الإرهابية عقب عزل محمد مرسي عن السلطة عام 2013، كما لفت إلى أذرع الإخوان من الحركات المسلحة، مثل لواء الثورة وحسم.

إخوان الأردن

في الأردن لم يختلف الحال كثير عن مصر، إذ تملك القيادات تاريخاً حافلاً بدعم العنف والوقوف إلى جانب التنظيمات الإرهابية.

ومن أكثر الأمثلة على ذلك، الزيارة التي قام بها أربعة قيادات من حزب جبهة العمل الإسلامي المنبثق عن الجماعة عام 2006 لبيت عزاء زعيم تنظيم القاعدة في العراق الأردني أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل بغارة لطائرات أمريكية.

واشتعلت أزمة كبيرة بين الحكومة والجماعة، آنذاك، انتهت باعتقال أربعة من قيادات الحزب على خلفية هذه الزيارة.

وفي تحد آخر للسلطات، كررت الجماعة موقفها، بعد أن زارت بيت عزاء لمنف هجوم إرهابي في الأردن سنة 2015، راح ضحيته 12 قتيلاً وجريحاً.

ورغم أن الجماعة لم تهدد الدولة رسمياً باللجوء للعنف، إلا أنها وجهت رسائل ضمنية للسلطات بعد أن نظم منتمون لها مسيرة في وسط عمان، في 2012، شهدت استعراضاً عسكرياً أثار دعوات شعبية للتصدي للإخوان.

وفي السودان التي تشهد منذ شهر تقريباً، اشتباكات عسكرية، وجهت أصابع الاتهام إلى التنظيم الإرهابي بجر البلاد إلى العنف.

وقال الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب منير أديب في وقت سابق لـ"24" إن الإخوان أطلقوا رصاصة الاشتباكات في السودان، و الصراع المسلح لاستغلال الاحتقان للتعبئة السياسية لخدمة مصالحهم.

وأوضح أديب أن الإخوان يستفيدون من الصراع لمحاولة العودة للمشهد السياسي، بإشعال السودان لدفعه إلى الحرب الأهلية، والتي ستسملح لهم بالعودة إلى السلطة.

وعانت مناطق أخرى من العنف الصادر عن جماعات مرتبطة بالإخوان، ما دفع العديد من الدول العربية إلى وضع الجماعة على قوائم الإرهاب.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية