من لندن وهانوي... الإخوان يجددون نشاطهم الإعلامي بفضائيتين جديدتين.. هذه أهدافهما

قناتا الشعوب والحرية 11-11... الإخوان يجددون نشاطهم الإعلامي

من لندن وهانوي... الإخوان يجددون نشاطهم الإعلامي بفضائيتين جديدتين.. هذه أهدافهما


23/10/2022

بعد إيقاف تركيا الكثير من المنصات ووسائل الإعلام الإخوانية، وطردها لعدد من الإعلاميين المحسوبين على الجماعة، لجأت جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين إلى الأراضي البريطانية لتدشين منصتها الإعلامية الجديدة، لمهاجمة الأنظمة في البلدان العربية، ومحاولة إدارة المشهد داخل الجماعة في ظل الصراعات بين جبهتي محمود حسين، وإبراهيم منير، بالإضافة إلى الجبهة المستحدثة وهي "تيار التغيير" التي تلوّح بزعزعة الأمن والاستقرار في مصر.

وقد أطلقت جماعة الإخوان المسلمين فضائية جديدة تحت مُسمّى "قناة الشعوب" تبث من العاصمة البريطانية لندن لمهاجمة مصر والدعوة لإسقاط الدولة والحشد لتظاهرات ضد النظام.

ووفقاً لقناة "العربية"، فإنّ القناة يديرها بشكل أساسي معتز مطر الذي سبق أن رحل من تركيا وأوقفت برنامجه على فضائية "الشرق"، ويمولها رجل الأعمال الإخواني مدحت الحداد المقيم في تركيا، وهو أبرز قيادات جماعة الإخوان والذراع المالية للتنظيم، وتحديداً جبهة محمود حسين في إسطنبول، ويدير عدة محافظ مالية وشركات استثمارية كبيرة لها، فضلاً عن أنّه شقيق عصام الحداد مستشار الرئيس الأسبق محمد مرسي، وعمّ جهاد الحداد مستشار السياسة الخارجية لمرسي أيضاً.

ومن المقرر أن يستقطب معتز مطر باقي المذيعين والإعلاميين الذين سيرحلون من إسطنبول وتوقفت برامجهم وأنشطتهم الإعلامية هناك وفقاً لقرار السلطات التركية، وسيتم الاستعانة بعدد كبير من المعدين والمراسلين والفنيين التابعين للجماعة في المقر الرئيسي للفضائية في لندن والمكاتب المقرر افتتاحها في عدد من الدول.

 أطلقت جماعة الإخوان المسلمين فضائية جديدة تحت مُسمّى "قناة الشعوب" تبث من العاصمة البريطانية لندن

هذا، وأكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية عمرو عبد المنعم، "إطلاق الفضائية الجديدة من لندن"، لافتاً الى أنّ القناة سوف تركز في برامجها على الشأن المصري، وستقوم بالتحريض ضد الدولة المصرية".

وأضاف عبد المنعم في تصريح صحفي لصحيفة "الشرق الأوسط": إنّ "القناة سوف تعتمد على نشر فيديوهات قصيرة عن وقائع معينة بمصر، مع تعليق من جانب مقدمي البرامج، ومن بينهم معتز مطر"، مؤكداً أنّ القناة "أُطلقت بتمويل إخواني بالكامل، وتديرها جبهة إسطنبول".

وأيّ متابع لحسابات القناة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أطلقت في 8 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري يجد أنّ القناة تسلط الضوء فقط على السلبيات في مصر والمغرب العربي ولبنان وسوريا، متجاهلة أيّ حراك إيجابي لحكومات تلك البلدان، بهدف تخفيف "المعاناة" عن مواطنيها.

جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين تلجأ إلى الأراضي البريطانية، لتدشين منصتها الإعلامية الجديدة قناة الشعوب

وأعلن معتز مطر الذي يدير القناة، في مقطع نشره حساب القناة الرسمي، بعد يوم واحد من إطلاق حسابات القناة على منصات التواصل الاجتماعي، أنّ شعار القناة سيكون "الشعوب... حيث إنّ للحرية ثمناً".

وبالنظر إلى مهنئي الذراع الإخوانية الجديدة يتضح الكثير؛ فإنّ عصام الحداد مستشار الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي، والملقب بمهندس العلاقات الإخوانية الأمريكية، بارك الانطلاقة الجديدة للقناة.

وقال الحداد وهو أحد قادة جبهة إسطنبول، في مقطع بثته القناة عبر حسابها بـ "تويتر": "نهنئ الشعوب بهذه الانطلاقة التي ستعبّر عن شعوب الأمتين العربية والإسلامية"، مشيراً إلى أنّ "القناة لن تستطيع أجهزة القمع أن تؤثر عليها، أو أن تحجب بوصلتها، أو تجعلها تحيد عن خطها الذي أنشئت من أجله"، في إشارة إلى التضييق الذي فرضته السلطات التركية على الأذرع الإعلامية الإخوانية.

الباحث عمرو عبدالمنعم: القناة سوف تركز في برامجها على الشأن المصري، وستقوم بالتحريض ضد الدولة المصرية

وقد هنّأ الحداد، الحاصل على الجنسية البريطانية، الإعلامي الطريد من مصر لتركيا في بريطانيا معتز مطر على هذه الانطلاقة الجديدة.

ومن تهنئة الحداد إلى القيادي الإخواني البارز الهارب في بريطانيا أسامة رشدي، لم يختلف الأمر كثيراً، إلا أنّ تهنئة الأخير أشارت إلى ما يُسمّى بـ "الربيع العربي"، الذي يحاول تنظيم الإخوان إعادته مجدداً إلى شعوب المنطقة، ممّا يكشف عن الهدف الكامن وراء اختيار اسم القناة والأهداف الخفية وراء انطلاقها من بريطانيا.

ولم تتوقف المساعي الإخوانية على قناة الشعوب، بل دشنت قناة لم يُعرف حتى اللحظة من القائمين عليها باسم (الحرية 11-11)، ومن المقرر أن تبدأ البث يوم 25 تشرين الأول (أكتوبر).  وزعمت مصادر، نقلت عنها وسائل إعلام موالية للتنظيم، أنّ "إرادات مصرية وطنية من مختلف القوى السياسية، والحركات الثورية، والمجموعات والشخصيات الداعية لحراك الشعب المصري، انطلاقاً من يوم 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، توافقت على إطلاق قناة فضائية تنقل على مدار الساعة حراك الشعب المصري القادم، وترفع صوته، وتعلي كلمته، وتدافع عن حريته وحقوقه".

معتز مطر يستقطب المذيعين والإعلاميين الذين سيرحلون من إسطنبول وتوقفت برامجهم وأنشطتهم الإعلامية هناك وفقاً لقرار السلطات التركية

وأوضحت المصادر التي رفضت الإفصاح عن هويتها أنّ قناة (الحرية 11-11) ستنطلق يوم الثلاثاء 25 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري من العاصمة الفيتنامية هانوي، ومن عدد من المدن الأوروبية والأمريكية".

وأشارت المصادر إلى أنّ "قناة (الحرية 11-11) ستُخصص كل ساعات بثها لأصوات وفيديوهات المصريين"، لافتة إلى أنّ "القناة ستصل وتبث مباشرة كل الاحتجاجات والمظاهرات لتكون نبض وصوت الشارع المصري، وجسر التواصل بين الداعين والمدعوين لحراك 11 تشرين الثاني (نوفمبر)، وأيّ حراك ثوري آخر خلال الفترة المقبلة".

 وزعمت المصادر أنّ "القناة الجديدة ليست قناة لحزب أو جماعة أو فريق أو مجموعة، بل هي قناة للجميع، ولتجميع كل مكونات مصر بتنوعاتها السياسية والدينية والجغرافية والعرقية، وهي صوت لمَن لا صوت لهم في مصر، وفي كل دول الربيع العربي"، في محاولة لتضليل المواطنين الذين يرفضون الانسياق وراء دعوات الإخوان.

هذا، ويتزامن إطلاق القناتين مع دعوات الفوضى ومخططات تنظيم الإخوان، المصنف في الكثير من الدول جماعة إرهابية، لتنظيم احتجاجات في مصر، بهدف "تشويه" النجاحات التي سطّرها المصريون في الأعوام القليلة الماضية.

وروّج الكثير من وسائل الإعلام العربية الموالية للتنظيم على أنّ وسائل الإعلام الجديد ستكون وسيلة جيدة لحشد المظاهرات التي من المخطط إجراؤها في مصر يوم 11 تشرين الثاني (نوفمبر).

وتتزامن مع تدشين ما يوصف بـ "تيار التغيير" الذي يُعدّ الجناح المسلح لـ "الإخوان"، ووثيقته الجديدة الداعية إلى اتخاذ العنف سبيلاً لتحقيق أهداف التنظيم.

مواضيع ذات صلة:

هكذا وظف الإخوان الإعلام الرقمي لتنفيذ أجندة الجماعة

ما مدى تأثير الإعلام الرقمي في نشر ثقافة التسامح والتعايش؟

لماذا فشل رهان تنظيم الإخوان على الإعلام؟ وما بدائله المستقبلية؟


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية