ميليشيا الحوثي تواصل دفن "الجثث المجهولة".. ما الذي تريد إخفاءه؟

في وقت كشفت فيه تقارير حكومية مقتل أكثر من (300) مختطف ومخفي قسراً تحت التعذيب في أقبية الميليشيات خلال (7) أعوام ماضية من عمر الانقلاب، اعترفت جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بدفن (28) جثة قامت بتصفيتها وزعمت أنّها مجهولة الهوية في العاصمة صنعاء.

وادّعت النسخة الحوثية من وكالة "سبأ" أنّ النيابة العامة الخاضعة للميليشيات في صنعاء دشنت بالتنسيق مع لجنة الصليب الأحمر الدولية ما وصفته بالمرحلة الأولى لدفن (28) جثة لمجهولين، زاعمة أنّها مجهولة الهوية.

وبحسب إعلام الجماعة، ستعقب المرحلة الأولى من دفن الجثث المجهولة مراحل أخرى جديدة ضمن خطة شاملة لدفن بقية الجثث التي ما تزال تعج بها منذ أعوام ثلاجات الموتى في مستشفيات العاصمة وغيرها.

يتوقع محامون في صنعاء أن تكون بعض تلك الجثث لمختطفين مدنيين من الجنسين لقوا حتفهم تحت التعذيب

ويتوقع محامون في صنعاء أن تكون بعض تلك الجثث "لمختطفين مدنيين من الجنسين لقوا حتفهم تحت التعذيب وشُوّهوا بحيث يصعب التعرف عليهم، لذا تم دفنهم بزعم أنّهم مجهولو الهوية"، وتكهنت مصادر حقوقية بأنّ بعض الجثث قد تعود لحوثيين قُتلوا سابقاً في الجبهات ولم يتم التعرف على هويات أصحابها أو ملامحهم، منذ أعوام ما بعد الانقلاب.

وكشف مصدر مقرّب من دائرة حكم الجماعة في صنعاء لـ"الشرق الأوسط" عن وجود (3) جثث لإناث من مختلف الأعمار من أصل (28) جثة، وقد حرصت الميليشيات قبل عملية الدفن على وضع الجثث التي ادعت أنّها مجهولة الهوية داخل أكياس محكمة الإغلاق حتى لا يتعرف عليها أيّ من الجهات المشاركة في عملية الدفن.

وسبق للجماعة المدعومة إيرانياً أن دشنت في 2020 (3) مراحل دفنت فيها (232) جثة من أصل (715) جثة في صنعاء العاصمة ومحافظتي الحديدة وذمار، وادّعت أنّها لمجهولي الهوية، ‎وفي آذار (مارس) من العام ذاته أطلقت المرحلة الأولى من دفن الجثث المجهولة، وذلك بالتزامن مع بدء تفشي "كوفيد ـ 19"، ودفنت خلالها نحو (67) جثة مجهولة في محافظة الحديدة.

تكهنت مصادر حقوقية بأنّ بعض الجثث قد تعود لحوثيين قُتلوا سابقاً في الجبهات، ولم يتم التعرف على هوياتهم

وقد استنكرت حينها "إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري" قيام الصليب الأحمر بالمشاركة في دفن تلك الجثث، مؤكدة أنّ دفنها بتلك الطريقة يساعد الجناة الحوثيين على الإفلات من العقاب، والاستمرار في عمليات القتل الممنهج الذي يقومون به.

وطالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياتهما حيال ما يقوم به الحوثيون من جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، وجرائم تطهير عرقي.