مُتكئاً على عصا الجيش السوداني ... قائد ميليشيات الإخوان ينفخ كير الحرب

مُتكئاً على عصا الجيش السوداني ... قائد ميليشيات الإخوان ينفخ كير الحرب

مُتكئاً على عصا الجيش السوداني ... قائد ميليشيات الإخوان ينفخ كير الحرب


23/12/2023

مرةً أخرى، يعود الإخواني المُتشدّد ومؤسس وقائد ميليشيات الجماعة في السودان، ووزير خارجية نظام الرئيس المعزول عمر البشير، علي كرتي، إلى الواجهة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على إحدى أكبر وأهم المدن السودانية من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية، الإثنين 18 كانون الأول (ديسمبر)، فقد شغل الرجل الأوساط السياسية والأمنية في السودان، عندما عاد إلى السطح للمرة الأولى بعد سقوط نظام البشير، عقب انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على حكومة عبد الله حمدوك الانتقالية في 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021، ثم مع بداية اشتعال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 نيسان (أبريل) التي يُتهم هو شخصياً وجماعته بإشعالها وعرقلة الجهود الرامية إلى إيقافها، قبل أن تصدر وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات بحقه باعتباره الشخص الذي يعمل على عرقلة تقدم السودان نحو التحول الديمقراطي الكامل، كما أنّها عدته مسؤولاً، أو متواطئاً، أو مشاركاً،  أو منخرطاً بشكل مباشر أو غير مباشر في أعمال أو سياسات تهدد السلام والأمن والاستقرار في السودان.

يأتي بيان زعيم الحركة الإسلامية السودانية (إخوان) وقائد ميليشياتها في هذا التوقيت ليؤكد مسؤولية الجماعة عن الحرب، وإصرارها على الاستمرار فيها

 

أمّا الآن، وبعد أن فرضت قوات الدعم السريع سيطرتها على كامل ولاية الجزيرة (وسط السودان) ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية الكبرى، عاد الرجل إلى المشهد في بيان صوتي بثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتم تداوله على نطاق واسع، خصوصاً أنّه جاء في وقت غاية في الحرج بالنسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي يتولى قيادتها بالتكليف، تحت اسم الحركة الإسلامية السودانية التي خططت وتقود الحرب الراهنة، وفقاً لمراقبين ومحللين سياسيين. 

مستنفرون من مِلح 

بيان كرتي موجّه بشكل رئيس إلى منسوبي حركته، ممّن أطلق عليهم: "المرابطين في ثغور السودان من أبناء القوات المسلحة وجهاز المخابرات والشرطة والمستنفرين"، وهو في غالب الأمر يقصد ضباط الجيش والشرطة من منسوبي الإخوان، أمّا جهاز المخابرات، فيقع بالكامل تحت سيطرة الجماعة، وفقاً لمراقبين، أمّا المُستنفرون، فهم أعضاء الجماعة الذين تمّ استدعاؤهم للتدريب العسكري من أجل الانخراط في الحرب الدائرة، إلّا أنّ معظمهم فروا من الميدان وذابوا كفصّ ملح، وقُتل بعضهم أو أسر. 

 فرضت قوات الدعم السريع سيطرتها على كامل ولاية الجزيرة (وسط السودان)

وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قد زار مدينة (ود مدني) قبل سقوطها بيد قوات الدعم السريع بأيام قليلة، وكشف عن وجود (40) ألف مقاتل سمّاهم المُستنفرين بالمدينة، وأنّهم جاهزون لقتال قوات الدعم السريع وملاحقتها في أيّ بقعة من بقاع السودان، لكنّه لم يرَ أحد هؤلاء عقب دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة، وكأنّهم جنود من خيال. 

جماعة إرهابية 

ويأتي بيان زعيم الحركة الإسلامية السودانية (إخوان) وقائد ميليشياتها في هذا التوقيت ليؤكد مسؤولية الجماعة عن الحرب، وإصرارها على الاستمرار فيها، وقد علّق الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي (إخوان جناح الترابي) المؤيد للتحول الديمقراطي والاتفاق الإطاري والرافض للحرب، المحامي كمال عمر، على بيان كرتي الذي دعا المواطنين إلى التسلح ومقاومة من سمّاهم المتمردين، علّق بأنّ الجماهير لن تستجيب له، وستنتصر قوى الحرية والديمقراطية على أعداء الثورة، على حدّ قوله. 

وكان عمر يتحدث إلى (راديو دبنقا)، عندما شدّد بأنّ حزبه سيفصل أيّ عضو تثبت مشاركته في أيّ عملية "استنفار" أو حمل سلاح، مضيفاً: في تقديري لن يستجيب أيّ سوداني لدعوات ما يُسمّى بالحركة الإسلامية جناح المؤتمر الوطني، لذلك نعمل مع كتلة قوية لوقف الحرب، والأنسب للسودان الآن منبر جدة، لوأد هذه الفتنة التي لا ينهيها الحشد وإضرام النار وزيادة اشتعال الحرب، على حدّ قوله، وطالب المتحدث باسم الحرية والتغيير شهاب إبراهيم بتصنيف الحركة الإسلامية جماعة إرهابية، لأنّها ظلت تدعو إلى استمرار الحرب، وتقف ضد إنهائها.

أرجع مراقبون ردّ الفعل السريع لقائد ميليشيات الإخوان إزاء خسارة مدينة (ود مدني) بأنّه استشعار للخطر المحدق بالجماعة، مع اقتراب قوات الدعم السريع من الوصول إلى بورتسودان التي تتخذها جماعة الإخوان عاصمة للحرب بعد خسارتها معظم ولاية الخرطوم

من جهته، وصف ياسر سعيد عرمان، القيادي بقوى الحرية والتغيير، بيان علي كرتي بأنّ الرجل بعد أن صمت دهراً نطق بضرورة إطالة أمد الحرب وتقديم المستنفرين حطباً لها، وأنّه لم يتحدث عن معاناة الناس، ولا عن أمنهم وأوضاعهم الإنسانية الكارثية، ولا عن المرضى والنازحين واللاجئين، ولا عن السلام، ووسمه بأنّه متعطش للحرب، يتكئ على عصا القوات المسلحة التي كسرها.

نهاية حتمية 

كلّ يوم يمرّ في مسيرة الحرب السودانية يتكشف فيه دور جماعة الإخوان وميليشياتهم المسلحة وعناصرهم في الجيش والمخابرات في إشعال الحرب الراهنة وإدارتها، والعمل على عرقلة كافة الجهود التي تُبذل من أجل إيقافها، بل يتأكد صحة ودقة ما ذهبت إليه أطراف من تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير بأنّ الحرب الماثلة، إنّما هي حرب الإخوان من أجل استعادة الحكم في السودان، وهذا ما ظل يردده قائد قوات الدعم السريع منذ الساعات الأولى لانطلاق القتال. 

قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)

من جهة أخرى، أرجع مراقبون ردّ الفعل السريع لقائد ميليشيات الإخوان إزاء خسارة مدينة (ود مدني) وسيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة برمتها وقيادة الفرقة العسكرية الأولى بمعداتها وعتادها، بأنّه استشعار للخطر المحدق بالجماعة، مع اقتراب قوات الدعم السريع من الوصول إلى بورتسودان التي تتخذها جماعة الإخوان عاصمة للحرب بعد خسارتها معظم ولاية الخرطوم، واعتبره آخرون اعترافاً مبطناً بالهزيمة ومحاولة أخيرة غير مُجدية لاستعادة زمام المبادرة وتنظيم صفوف الميليشيات الإخوانية الهاربة من ميادين القتال، بعد فقدان الجماعة أهم مراكزها السياسية (الخرطوم ثمّ ود مدني) الرابطة بين شمال ووسط وشرق السودان، والتي كانت تدير منها الحرب والدعاية السياسية والعسكرية والإمداد اللوجستي والبشري، الأمر الذي فسّره مراقبون بموت وشيك للحركة الإسلامية وحزبها المؤتمر الوطني، وإخراجهما بشكل نهائي من المعادلة السياسية في السودان، ربما لأعوام طويلة مقبلة.

مواضيع ذات صلة:

ماذا يعني إثبات علاقة انقلاب البشير بتنظيم "الإخوان"؟

حملات أمنية سودانية ضد فلول نظام البشير... ما التهم الموجهة إليهم؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية