مُغرّدون عرب يردّون على صبر أردوغان الذي بدأ ينفد

مُغرّدون عرب يردّون على صبر أردوغان الذي بدأ ينفد


09/05/2020

أصداء واسعة مُتصاعدة، حظي به التقرير الذي نشره مؤخراً موقع "المونيتور" الذي يتخذ من العاصمة الأميركية واشنطن، مقرا له، بعنوان "الحرب الباردة لأردوغان مع السعودية والإمارات" للكاتبة بينار تريمبلاي، التي تحدثت عن الحجب المُتبادل للمواقع الإخبارية بين الرياض وأنقرة، ورأت أن "صبر أردوغان بدأ ينفذ تجاه السعودية والإمارات"، وهو ما احتفت به بشدّة وهللت له وسائل الإعلام القطرية وفي مُقدّمتها قناة الجزيرة.

وتوضح الكاتبة أنّ "المواجهة الأخيرة بين أنقرة والرياض ليست سوى الواجهة للحرب الباردة الدائرة بين السعودية والإمارات مع تركيا منذ عام 2013، إذ كانت التوترات بين أنقرة والرياض شديدة، خاصة منذ أن اختارت الرياض التحالف مع أبو ظبي وسياستها المناهضة للإخوان المسلمين في المنطقة، ودعم أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين هو أصل المشكلة".
بالمقابل، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في معظم الدول العربية غضباً وسخرية بعد مقال "المونيتور"، تأييداً للمواقف السعودية والإماراتية، مُتهمة الرئيس التركي بمحاولة الظهور كزعيم للأمة الإسلامية بينما هو لم يجلب للمنطقة سوى التدمير والخراب والإرهاب.
وتُعد تركيا أكبر داعم للإخوان في العالم بجانب قطر، بينما دعمت الدول العربية ثورة 30 يونيو في مصر والتي أطاحت بحكم الإخوان، وهو ما جعل التوترات بين كافة الأطراف شديدة للغاية، خصوصًا وأن السعودية والإمارات وجهوا كافة الدعم لمصر في مرحلتها الانتقالية.
وبحسب المقال، فقد أعلنت السعودية في منتصف إبريل أنها حجبت الوصول إلى وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية، بالإضافة إلى العديد من المواقع التركية الأخرى. وفي أعقاب ذلك، تعذّر الوصول إلى العديد من وكالات الأنباء السعودية والإماراتية في تركيا.
وتحت وسم #تخسي_وتخسي_يالعصملي، الذي كان من ضمن قائمة أكثر الوسوم انتشارًا في السعودية وحصد أكثر من 54 ألف تغريدة، هاجم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تركيا ورئيسها أردوغان ومؤيديه الذين يعيشون في الأوهام..

وطالب عدد من المغردين بمقاطعة البضائع التركية وطرد جميع الأتراك من المملكة العربية السعودية.

وتحدث كثيرون عن التنسيق السياسي الكبير بين الرياض وأبوظبي:

كما علّق آخرون بسخرية واسعة من أردوغان ومؤيديه:

والشهر الماضي، حجبت السلطات التركية مواقع إخبارية للسعودية والإمارات، بعد أيام من حجب مواقع حكومية تركية في السعودية.
وأعلنت وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية، التي تعكس سياسة حزب العدالة والتنمية الإسلامي التركي الحاكم، حجب الموقع الخاص بالوكالة في السعودية وعدم إمكانية الوصول إليه.
واحتفلت الأناضول مؤخراً بمئويتها الأولى، حيث تأسست قبل الإعلان عن تأسيس الجمهورية التركية، وبثّت بهذه المناسبة شهادات وتصريحات أكدت على موضوعية الأناضول ومصداقية أخبارها وتقاريرها، وذلك على لسان شخصيات سياسية وإعلامية متواضعة مؤيدة في غالبيتها العظمى لتيار الإسلام السياسي وحركة الإخوان المسلمين.
يُذكر أنّ وكالة أنباء الأناضول، ومنذ تأسيس القسم العربي فيها عام 2011 مع انطلاق حملات التحريض الإخوانية خلال ما سُمّي حينها "ثورات الربيع العربي"، أظهرت انحيازا بنسبة 100% لرؤى النظام التركي الحالي، وقادت العديد من الحملات الإعلامية لتشويه الحكومات العربية، والتحريض عليها، مستعينة في ذلك بتقارير غير دقيقة، ومعلومات منسوبة لجهات غير موثوقة.
ويُعدّ الإعلام إحدى أهم أذرع سلطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة خصوصا مع تراجع الدور السياسي التركي وانحسار السوق التجارية للبضائع التركية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتقع تركيا في ذيل قائمة دول العالم التي تراعي حرية الصحافة، ودائماً ما تصفها منظمة "مراسلون بلا حدود" الدولية في تقاريرها السنوية، بأنّها أكبر سجن للصحافيين في العالم، فيما يفرض الرئيس التركي سيطرته التامة على وسائل الإعلام في بلاده، ويتم اعتقال أيّ صحافي لا يسير على النهج الذي ترسمه حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم.

عن "أحوال" التركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية