هدوء حذر وإجلاء أجانب وحصيلة جديدة للضحايا... آخر تطورات المشهد السوداني

يسود هدوء حذر في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الإثنين بعد انتهاء هدنة عيد الفطر المبارك، في حين كشفت نقابة الأطباء عن عدد الضحايا المدنيين خلال الاشتباكات في السودان.

وشهدت مناطق في العاصمة السودانية صباح اليوم وأمس معارك متقطعة بين قوات الجيش والدعم السريع، في وقت انتهت فيه هدنة أيام عيد الفطر المبارك الـ (3).  

وأكدت وكالة "رويترز" انقطاع التيار الكهربائي ونقص مياه الشرب في عدد من أحياء العاصمة، ونقلت الوكالة نفسها أخباراً تتعلق بنزوح الآلاف من العاصمة إلى ولايات أكثر أمناً، مثل الجزيرة وود مدني.

معارك متقطعة بين قوات الجيش والدعم السريع، في وقت انتهت فيه هدنة أيام عيد الفطر المبارك الـ (3)

هذا، وأعلنت نقابة أطباء السودان اليوم ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات من المدنيين إلى (273) قتيلاً و(1579) جريحاً منذ (10) أيام، بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية مقتل (420) شخصاً وإصابة (3700) آخرين في السودان منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف الشهر الجاري.

وتتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تصريح صحفي نقلته وكالة "فرانس برس": إنّه تم إجلاء أكثر من (1000) من الرعايا الأوروبيين من السودان، ووصف عمليات الإجلاء بأنّها كانت معقدة وناجحة.

وأضاف بوريل أنّه تحدث إلى كل من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وحثهما على وقف فوري لإطلاق النار، كما حثهما على حماية المدنيين وضمان الإجلاء الآمن لرعايا الاتحاد الأوروبي.

وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس: إنّ بلاده أرسلت طائرات عسكرية إلى مصر مع أفراد من الجيش لإجلاء رعايا يونانيين وقبارصة من السودان.

نقابة أطباء السودان أعلنت اليوم ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات من المدنيين إلى (273) قتيلاً و(1579) جريحاً منذ (10) أيام

وأضاف دندياس أنّ الخارجية اليونانية ستطرح مقترح عملية إجلاء مشتركة للرعايا الأوروبيين من السودان في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين في لوكسمبورغ.

وأعلنت الحكومة الفرنسية اليوم أنّها تواصل عمليات الإجلاء من السودان، وجددت دعوة أطراف النزاع لوقف القتال والعودة إلى المحادثات.

وقالت الحكومة الفرنسية إنّها على اتصال وثيق مع الشركاء الأوروبيين بشأن الوضع في السودان.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر عسكري ألماني قوله: إنه تم إجلاء (313) ألمانيّاً من السودان حتى الآن.

وأعلن الجيش الألماني أنّ إحدى طائراته نقلت (100) شخص وغادرت الخرطوم، وهي إحدى (3) طائرات ألمانية وصلت السودان بغرض إجلاء الرعايا الألمان.

وأجلت إسبانيا نحو (100) شخص من السودان على متن طائرة عسكرية، من بينهم (30) إسبانيّاً، إضافة إلى (70) من جنسيات أوروبية ومن أمريكا اللاتينية، حسب ما أفادت به وزارة الخارجية أمس.

وأعلن الأردن أمس إجلاء (343) أردنياً وفلسطينياً وعراقياً وسورياً وألمانياً من السودان، على متن (4) طائرات عسكرية أقلعت من مطار بورتسودان الدولي، متجهة إلى مطار ماركا العسكري في العاصمة عمّان، وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية.

وذكر البيان أنّه "بتوجيهات ملكية سامية، أقلعت (4) طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني من مطار بورتسودان الدولي في جمهورية السودان الشقيق متجهة إلى مطار ماركا العسكري في العاصمة عمّان".

وأوضح البيان أنّ الطائرات "تحمل على متنها (343) مواطناً من أبناء الجالية الأردنية، ورعايا من الأشقاء في دولة فلسطين وجمهورية العراق وسوريا وألمانيا الاتحادية الصديقة".

إجلاء رعايا دول عربية وأوروبية وأمريكية ودبلوماسييها من السودان بتنسيق مع الجيش وقوات الدعم السريع

من جهتها، أعلنت الخارجية المصرية إجلاء (436) مصرياً من السودان عبر المنافذ البرية واستمرار ترتيبات إجلاء الأعداد المتبقية.

بدوره، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني لقناة (راي 3): "قمنا بالتواصل مع (140) إيطاليّاً يتواجدون في السودان، ونقوم بكل ما هو ممكن لضمان سلامتهم".

ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الهولندية: إنّها "تشارك في عملية إجلاء دولية"، وقال وزير الخارجية ووبكي هوكسترا: إنّ الفرق "ستبذل قصارى جهدها لجمع الهولنديين بأسرع ما يمكن وبأمان".

هذا، وأعلنت قوات الدعم السريع أنّها نسقت مع بعثة القوات الأمريكية المكونة من (6) طائرات فجر أمس، بغرض إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين وأسرهم من السودان.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك: إنّ العملية تتم بعد ترتيبات سبقت الإجلاء، مؤكدة "تعاونها الكامل مع البعثات الدبلوماسية كافة ووقوفها إلى جانبهم وتقديم سبل الحماية اللازمة لضمان عودتهم إلى بلدانهم آمنين".

وقبل ساعات، ذكرت شبكة "سي بي إس" الأمريكية أنّ (70) موظفاً في السفارة الأمريكية تم إجلاؤهم، وأنّ عملية الإجلاء لا تشمل الرعايا الأمريكيين.

ويأتي هذا التطور بعد أن حذّرت السفارة الأمريكية مواطنيها من أنّها لا تستطيع تقديم المساعدة فيما يتعلق بالقوافل المغادرة من الخرطوم إلى بورسودان، موضحة أنّ السفر سيكون على مسؤولية الأفراد.

ومن الدول الأجنبية الأخرى التي تستعد لعمليات الإجلاء كوريا الجنوبية واليابان، وقد نشرتا قوات في دول مجاورة.

وقال الجيش السوداني: إنّه ينسق أيضاً جهود إجلاء الدبلوماسيين الصينيين، وذكرت إندونيسيا أنّ (43) من رعاياها لجؤوا إلى مجمع السفارة في الخرطوم.