هل اتخذ الجيش الأوكراني مواقعه على الجبهة الشرقية لنهر دنيبرو؟

هل اتخذ الجيش الأوكراني مواقعه على الجبهة الشرقية لنهر دنيبرو؟

هل اتخذ الجيش الأوكراني مواقعه على الجبهة الشرقية لنهر دنيبرو؟


25/04/2023

وفقاً لمصادر عسكرية أمريكية، اتخذت القوات الأوكرانية مواقع  لها على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو في خيرسون. وعليه أصبح لدى كييف مواقع ثابتة على الضفة الشرقية، على الرغم من أنّ المصادر لم توضح نطاق وجودها أو نواياها، لكنّها تُعدّ مؤشراً قوياً على التطور النوعي لدى الجيش الأوكراني، وتنامي قدرته على شنّ هجمات في عمق الأراضي المحتلة.

من جهته، وبحسب الإندبندنت البريطانية، نفى فلاديمير سالدو رئيس المنطقة الجنوبية لأوكرانيا، الموالي لروسيا، هذه الأنباء، وقال: "لا يوجد موطئ قدم للعدو على الضفة الشرقية اليسرى لنهر دنيبرو، جيشنا يسيطر تماماً على تلك المنطقة". لكنّه لم ينفِ وجود عمليات تخريبية معادية، أو عمليات إنزال تقوم بها القوات الأوكرانية لالتقاط صور من وقت إلى آخر.

يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه روسيا: إنّ أسطولها في البحر الأسود صدّ هجوماً بطائرة بدون طيار، على ميناء سيفاستوبول في القرم، في الساعات الأولى من يوم أمس الإثنين.

اتخاذ مواقع دفاعية

بحسب صحيفة (الجارديان)، فإنّ القوات الروسية انتقلت إلى مواقع دفاعية في جميع مناطق القتال باستثناء باخموت، وذلك وفقاً لتصريحات رئيس المخابرات الأوكرانية كيريلو بودانوف، الذي أضاف: "لقد تحولوا تماماً إلى الدفاع الثابت في كل مكان، الأماكن الوحيدة على خط المواجهة التي يقومون فيها بالمحاولات هي مدينة باخموت، وهي محاولة لتطويق مدينة أفدييفكا من الشمال، بالإضافة إلى القتال المحلي في مدينة مارينكا، وتتطابق التكتيكات في أفدييفكا ومارينكا مع تلك الموجودة في باخموت، مجرد محاولات للقضاء على المدينة، وإزالتها من على وجه الأرض".

 القوات الروسية انتقلت إلى مواقع دفاعية في جميع مناطق القتال باستثناء باخموت

وتابع بودانوف: "كانت هناك فرصة محدودة للاستيلاء على فولدار في منطقة دونباس، التي كانت موقعاً لمعركة دبابات طويلة الأمد، ولا أعتقد أنّ الروس يخططون لتكثيف أو شن عمليات هجومية على الخطوط الأمامية".

وعلى مدار اليومين الماضيين، كان الروس يتقدمون على جبهات باخموت وأفدييفكا ومارينكا، وتمّ صد أكثر من (30) هجوماً روسياً. وبحسب الأركان العامة للجيش الأوكراني، نفذت القوات الجوية الأوكرانية خلال أمس (6) ضربات على مناطق تمركز فيها أفراد روس ومعدات عسكرية.

قالت روسيا إنّ أسطولها في البحر الأسود صدّ هجوماً بطائرة بدون طيار، على ميناء سيفاستوبول في القرم، في الساعات الأولى من يوم أمس الإثنين

بدورها، أطلقت روسيا (6) صواريخ، وشنت نحو (47) غارة جوية، ونفذت (25) هجوماً عبر أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، مستهدفة مواقع القوات الأوكرانية والبنية التحتية الحيوية، وما يزال احتمال حدوث مزيد من الضربات الصاروخية والجوية في جميع أنحاء أوكرانيا مرتفعاً، وتركز روسيا جهودها الأساسية على شن عمليات هجومية على جبهات باخموت وأفدييفكا ومارينكا، وتمّ صد عشرات الهجمات الروسية، بالتزامن مع استمرار المعارك الشرسة حول باخموت ومارينكا. أمّا بالنسبة إلى جبهتي فولين وبوليسيا، فلم يتم تغيير الوضع العملياتي بشكل كبير، ولا توجد علامات على تشكيل مجموعات هجومية.

مناوشات اعتيادية على الجبهات الساخنة

يحتفظ الروس بوجود عسكري في أقاليم بريانسك وكورسك وبلغورود المتاخمة لأوكرانيا، كمواقع لشن الهجمات، وهاجمت روسيا خلال نهار أمس مناطق هرمياخ، وتشيرنيهيف أوبلاست، وعدة أهداف أخرى في خاركيف أوبلاست. وعلى جبهة كوبيانسك تواصل روسيا تعزيز مواقعها، مع شن هجمات بالمدفعية وقذائف الهاون على مناطق في خاركيف أوبلاست، ونوفوسيلوفسكوي الواقعة في لوهانسك أوبلاست.

وعلى جبهة ليمان، لم تقم روسيا بأيّ أعمال هجومية، وإن تعرضت عدة مناطق في دونيتسك أوبلاست لقصف مدفعي متقطع، بينما يواصل الجيش الروسي شن عمليات هجومية واسعة على جبهة باخموت. بالإضافة إلى ذلك، نفذت روسيا أمس عمليات هجومية فاشلة في اتجاه مدينتي نوفوماركوف وخروموف.

وبحسب شبكة (سي إن إن) الأمريكية، فإنّ التركيز الروسي على منطقة دونيتسك الشرقية قد تحول قليلاً، لكنّ مدينة باخموت، وبلدتي مارينكا وأفدييفكا المدمرتين، ما تزالان محور الهجمات الروسية. بينما تواصل القوات الأوكرانية التشبث بأجزاء من مدينة باخموت، بعد قرار الجيش بالدفاع عنها حتى النهاية، ومنع سقوطها بأيّ ثمن.

على مدار اليومين الماضيين، كان الروس يتقدمون على جبهات باخموت وأفدييفكا ومارينكا

نائبة وزير الدفاع حنا ماليار قالت: إنّ الروس في قطاع باخموت يستخدمون ما وصفته بـ "التكتيكات السورية"، المتمثلة في التدمير الكامل للمباني والمنشآت. وأضافت: "في الوقت نفسه ينفذ المدافعون عن المدينة عمليات هجومية نشطة، ويمنعون العدو من السيطرة عليها". ولاحظت ماليار انخفاضاً في وتيرة الهجمات الروسية في منطقة واحدة من خط المواجهة، كانت نشطة للغاية لعدة أشهر، وهي تلك التي تقع بالقرب من بلدة ليمان التي تسيطر عليها أوكرانيا. وقالت: "في قطاع ليمان فشل المعتدي في اختراق دفاعاتنا، وانخفض نشاطه بشكل ملحوظ".

عمليات الاختراق الأوكرانية، ومحاولتها فتح ثغرات في الدفاعات الروسية، ربما تكون تمهيداً لهجوم أوكراني مضاد في المستقبل القريب

وفي الجنوب، بحسب هيئة الأركان الأوكرانية، تقوم القوات الروسية بـ "عمليات دفاعية في اتجاهي زابوريزهزيا وخيرسون". ويشمل ذلك قصفاً عنيفاً للمناطق القريبة من الخطوط الأمامية. وقالت ماليار: إنّ الروس يبذلون قصارى جهدهم "للحفاظ على السيطرة على الحدود المحتلة، ومنع تقدم قوات الجيش الأوكراني نحو الجنوب".

ربما لا يعطي هذا الجمود على جبهات القتال مؤشراً على نية موسكو شن هجوم الربيع الذي توقعته الدوائر الغربية، لكنّ كلّ الاحتمالات مطروحة على الأرض، وفي المقابل، فإنّ عمليات الاختراق الأوكرانية، ومحاولتها فتح ثغرات في الدفاعات الروسية، ربما تكون تمهيداً لهجوم أوكراني مضاد في المستقبل القريب.

مواضيع ذات صلة:

هل يمتلك الروس دوافع أكبر لمواصلة القتال في باخموت؟

رئاسة روسيا لمجلس الأمن... كيف تنعكس على الأزمة الأوكرانية؟

الحرب الروسية الأوكرانية في الفضاء السيبراني: صراع عابر لساحات القتال



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية