هل استدعى إخوان تونس "الشابي" لتحسين صورتهم؟ وما تفاصيل تحالفهم القديم؟

هل استدعى إخوان تونس "الشابي" لتحسين صورتهم؟ وما تفاصيل تحالفهم القديم؟


23/04/2022

قرأ مراقبون وخبراء تونسيون التحولات في خطاب رئيس الهيئة السياسية لحزب أمل تونس أحمد نجيب الشابي بخصوص حركة النهضة، الذراع السياسية لإخوان تونس، بأنها دليل جديد يؤكد التحالف الواقع بين الطرفين منذ زمن، مؤكدين أنّ هجوم الأول السابق على الحركة الإخوانية لم يعدو كونه أحد أنماط تبادل الأدوار بين جماعة الإخوان وحلفائها. 

وفي تصريح اعتبره المراقبون "تناقضاً"، قال "الشابي" إنّ "النهضة تسعى لتحقيق الديمقراطية"، وبحسب تصريحات نقلها عنه، موقع إذاعة "موزاييك" التونسية، قال الشابي إنّ "حركة النهضة أهم طرف اليوم"، قبل أن يناقض نفسه مجدداً بالقول: "لا أحد ينكر أنّ النهضة حاولت التمدد داخل أجهزة الدولة، وتغلغلت فيها".

تحالف قديم وأجندات مشتركة

وفي تصريح لـ"حفريات" ترى الإعلامية التونسية ضحى طليق أنه يخطئ من يعتقد أنّ أحمد نجيب الشابي ليس بحليف للإخوان ممثلين في حركة النهضة في تونس، موضحة أنّ التحالف ممتد منذ عام 2005 من خلال تحالف 18 تشرين الأول (أكتوبر)، حينها كان الشابي حليفاً قوياً للإخوان وخاض المعركة عوضاً عنهم ضد نظام الرئيس التونسي الأسبق بن علي.

طليق: مخطئ من يعتقد أنّ أحمد نجيب الشابي ليس بحليف للإخوان ممثلين في حركة النهضة في تونس

وتقول ضحى طليق إنّ الشابي الطامع في مركز سياسي مرموق في تونس بأن يصبح مثلاً رئيس جمهورية أو رئيس حكومة، لم ينل مراده من الإخوان خلال العشرية الأخيرة التي حكموا خلالها البلاد وتعاملوا مع تونس بمنطق الغنيمة ووزعوا المكاسب على قيادات الحركة فقط، ما دفعه إلى انتقادهم وإعلانه اعتزال الحياة الحزبية في 2015، إلا أنه عاد اليوم مجدداً ليقدم لهم طوق النجاة بعد أن خسر حزبه وتأسيسه لحزب تحت مسمى جديد.

واجهة إخوانية

وتؤكد الإعلامية التونسية أنّ الشابي كان وما يزال، ليس كما يعتقد البعض حليفاً للإخوان، بل هو الواجهة التي تعمل من خلالها حركة النهضة، فها هو يعلن عن مقترح تشكيل حكومة بهدف إنقاذ أعضاء الحركة وحلفائها الحيويين من ائتلاف الكرامة إلى جانب نائب رئيس مجلس النواب عن حزب قلب تونس. 

ضحى طليق: أحمد نجيب الشابي كان وما يزال، ليس كما يعتقد البعض حليفاً للإخوان، بل هو الواجهة التي تعمل من خلالها حركة النهضة

وتصف طليق المسار السياسي للشابي في علاقته بحركة النهضة بأنه كان وما يزال مساراً متقلباً ومتغيراً بتغير الأوضاع السياسية والوعود التي يحصل عليها من الحركة وهو ما يجعله في موقع الكومبارس الذي تلجأ له الحركة في مواجهة خصومها بين الحين والآخر. 

وتقول إنه على مدار ما يقارب الـ (20) عاماً قدم الشابي خدماته للحركة لكنه لم ينل مبتغاه منها. وتصريحه الأخير بأنها ديمقراطية لا يختلف في الواقع عما يحمله من فكر ليبرالي لا يتناقض مع توجهات النهضة وخياراتها السياسية فهي حركة ليبرالية تسعى لإرساء نظام سياسي ليبرالي لا يولي أي أهمية للبعد الاجتماعي وهو ما كان جلياً وواضحاً خلال العشرية الأخيرة، على حد وصفها.

تحالف اليسار والإخوان لصناعة معارضة زائفة

وفي السياق نفسه يتفق المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي حول فكرة التحالف القديم بين حركة النهضة والشابي، الباحث دائماً عن أي وسيلة للوصول إلى منصب سياسي في البلاد. 

وفي تصريح لـ"حفريات" يرى الجليدي أنّ التحالف القديم عاد إلى الواجهة مجدداً بين اليسار التونسي والإخوان، في توقيت تشهد فيه البلاد حالة من السيولة السياسية والأمنية ربما أغرت الإخوان بإعادة الاستعانة بالشابي لتحقيق غرض ما تسعى إليه منذ فترة طويلة ولكنها فشلت في تحقيقها بسبب حالة الرفض الشعبي لها بعد سقوطها عن الحكم جراء عشرية سوداء حكمت فيها تونس ولن يتحقق بها أي خير للبلاد. 

هوس بالسلطة

ومن جانبه يرى المحلل السياسي والقانوني التونسي حازم القصوري أنّ تصريحات أحمد نجيب الشابي متناقضة عبر تاريخه السياسي وقانونياً، مشيراً إلى أنه "إذا تضاربت الأقوال سقطت"، ولا يمكن الاعتداد بها وهذا نتيجة لشخص مهووس بالسلطة والمعارضة لأجل المعارضة، وهو ما أجبره في السابق على التخلي عن حقيبة وزارية من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية و خسر الانتخابات وقرر الاعتزال ثم بقدرة الإخوان رجع ولكن "رجع بخفي حنين"، على حد وصفه.

القصوري: تصريحات أحمد نجيب الشابي متناقضة عبر تاريخه السياسي

وفي تصريح لـ"حفريات" أوضح القصوري أنه "بالحديث عن هذا الشخص فإنّ الشعب التونسي استشكل عليه الأمر في فهم هل هو ديمقراطي؟ أو جمهوري جداً؟ مثله كمثل الإخوان ليس لديهم فكر أو مبادئ ويتنقلون بين الأفكار بحسب ما تقتضيه ضرورة المرحلة لحصد أكبر قدر من المكاسب السياسية، مؤكداً أنّ الإخوان هم المفسدون في الأرض وتخريبهم الذي لحق بعدة دول في المنطقة وخاصة الدول التي وصلوا فيها إلى الحكم في أعقاب عام 2011 دال عليهم.

لقاء مشبوه مع الغنوشي

تجدر الإشارة إلى أنّ تصريحات الشابي جاءت بعد لقائه مع زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي الذي يواجه اتهامات بالفساد المالي والسياسي، قالت عنها هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في شباط (فبراير) الماضي إنّها مدعومة بالوثائق والأدلة. وخلال اللقاء عرض الشابي على الغنوشي الانضمام لمبادرة "الخلاص الوطني"، التي اعتبرتها أطراف سياسية عديدة محاولة جديدة لتقسيم المشهد السياسي التونسي، بحسب تقرير سابق لـ"حفريات".

نزار الجليدي: التحالف القديم عاد إلى الواجهة مجدداً بين اليسار التونسي والإخوان، في توقيت تشهد فيه البلاد حالة من السيولة السياسية والأمنية 

وأثار اللقاء انتقادات لاذعة من جانب القوى السياسية التونسية، وعلقت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى على مقترح الشابي تشكيل جبهة الخلاص الوطني قائلة: "في عام 2011 كان الشابي يصول ويجول ويعمل في العفو التشريعي العام، وخرب الدنيا شبيه ما صلحش وقتها؟"، معتبرة أنّ دعوة الشابي "مجرد نزوة وشطحة من شطحات السياسيين".

مواضيع ذات صلة:

هل تنجح حركة النهضة في كسر طوق الحصار؟

تناقضات حركة النهضة.. كيف نقرأ التصريحات الأخيرة للإخواني علي العريض؟

"النهضة" تستغل سلاح الدين في مواجهة الرئيس التونسي

 

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية