هل تتدخل تركيا بملف الجنوب السوري؟ ما القصة؟

هل تتدخل تركيا بملف الجنوب السوري؟ ما القصة؟

هل تتدخل تركيا بملف الجنوب السوري؟ ما القصة؟


26/10/2022

أثار قائد "اللواء الثامن" أحمد العودة، الذي أصبح يتبع فرع الأمن العسكري في درعا، بعدما مارس نشاطه لأعوام تحت راية "الفيلق الخامس" من مرتبات الجيش السوري، أثار الكثير من الجدل والتساؤلات في أعقاب الكشف عن قيامه بزيارة مفاجئة إلى تركيا.

وذكرت مصادر إعلامية سورية معارضة نقلت عنها صحيفة "النهار العربي" أنّ زيارة العودة، الذي كان يوصف بأنّه "رجل روسيا الأول في الجنوب السوري"، إلى تركيا جاءت بدعوة وجهتها له الاستخبارات التركية، غير أنّ المصادر لم تذكر أيّ تفاصيل أخرى عن أسباب الدعوة والملفات التي ترغب أنقرة في مناقشتها مع العودة.

أحمد العودة قائد "اللواء الثامن" يتبع فرع الأمن العسكري في درعا، خدم لأعوام في مرتبات الجيش السوري 

ويُعتبر استدعاء العودة من قبل الاستخبارات التركية بمثابة تعبير تركي عن رغبة أنقرة في التدخّل بملف الجنوب السوري الذي يشهد صراعات خفية ومعلنة على هامش التسوية التي أعادته ظاهرياً إلى أحضان الجيش السوري عام 2018، ولكنّه ما يزال عملياً خارج القبضة الحديدية لقوات الأمن السورية التي تضطر بين الحين والآخر إلى خوض مواجهات دموية لفرض بنود التسوية أو تعديل بعضها.

وتزامنت زيارة القائد السابق لفصيل "شباب السنّة" مع تغييرات أجرتها أنقرة على مناصب المسؤولين عن إدارة الملف السوري، فقد تمّ نقل أردم أوزان الضابط المسؤول عن الملف الأمني في الشمال السوري ليصبح سفير أنقرة في الأردن، وقد استدعى ذلك الربط بين تولّي ضابط أمني لمهام السفارة التركية في عمّان بالطرح الذي تسعى الأخيرة لتسويقه والمتمثل في حشد حضور عربي بارز لحل الأزمة السورية. وقد تكون هذه هي الثغرة التي تحاول أنقرة استغلالها من أجل إيجاد موطئ قدم لها في الجنوب السوري عبر أداء دور ما يمكنها من مواكبة الطرح الأردني.

زيارة العودة إلى تركيا جاءت بدعوة وجهتها له الاستخبارات التركية، وهي بمثابة تعبير تركي عن رغبة أنقرة في التدخّل بملف الجنوب السوري

وعلى الرغم من أنّ أنقرة ليس لديها أيّ هواجس أمنية تدفعها إلى لعب دور في الجنوب السوري، إلا أنّ ثمة مصالح اقتصادية كبيرة لا تقل أهمية عن الهواجس الأمنية، ويبرز في هذا السياق رغبة تركيا في ضمان قدرتها على استخدام معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن من أجل إرسال شاحنات التصدير إلى دول الخليج العربي.

ومن غير المستبعد أن تكون أنقرة التي اهتزت قبضتها على منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون في أعقاب المغامرة التي قام بها أبو محمد الجولاني وسيطر من خلالها على مدينة عفرين وهدد مدينة إعزاز، شمال حلب، قد اكتشفت وجود أدوار تمارسها بعض الدول الخليجية والغربية من أجل إضعاف تأثيرها في الملف السوري، ونتيجة لذلك أرادت من خلال استدعاء العودة أن تتلمس الطريق لمعرفة مدى قدرتها على الدخول في كباش مع الدول التي تعتبر مؤثرة في ملف الجنوب السوري.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية