هل تتشكل جبهة ثالثة داخل الإخوان ضد الانحياز لأحد طرفي الصراع؟

هل تتشكل جبهة ثالثة داخل الإخوان ضد الانحياز لأحد طرفي الصراع؟


13/01/2022

انتقد القيادي الإخواني أشرف عبد الغفار الخلافات داخل جماعة الإخوان المتنافسين الحاليين على المناصب لا الأهداف، وعلى المواقع أيضاً لا القضية، في وقت رأى فيه مراقبون أنّ تلك الانتقادات قد تمثل بداية لظهور تيار ثالث داخل الجماعة يرفض الانحياز لأيٍّ من التيارين المتصارعين المتمثلين في جبهة محمود حسين وجبهة إبراهيم منير.

وتساءل بسخرية: "أين أنتم يا قادة يا عظام (محمود حسين وإبراهيم منير) منذ 2013؟ معركتهم الحقيقية كانت مع الإخوان الباحثين عن طريق الخلاص وليس مع النظام (المصري)"، بحسب ما أورده موقع "العين".

وزاد : "أين استراتيجيتنا وأهدافنا؟ نحن نجني الآن ثمار صمت على أهداف معيبة، وهي الحفاظ على التنظيم الذي أصبح غاية بدلاً من أن يكون في حقيقته وسيلة...، وما زلنا ندفع أثماناً كثيرة، تحت قيادة لا هدف لها سوى تنظيم تقوده إلى العدم".

وتابع عبد الغفار الهارب إلى تركيا منذ عدة أعوام: "جرى خلال الأعوام الماضية رصد أموال طائلة للتحركات القانونية من أجل إنقاذ (المسجونين)".

باحث: هذه المجموعة غير منظّمة، وتعاطيها وفق اجتهادات فردية، ولا تستطيع حشد تكتل أو تكوين ما يشبه الجبهة الثالثة

واستدلّ: "جاء إلينا (في أنقرة) محامٍ باكستاني إنجليزي (طيب علي) والتقانا في 2014، وقال إنّه سيقيم الدنيا ولن يقعدها، وحصل على أقوالنا على ما شهدناه بعد 30 حزيران (يونيو) 2013 من أجل رفع قضايا دولية، ولم يحدث شيء".

وتابع: "اجتهدت مع قليلين لتحريك القضية، وأسّسنا منظمة حقوقية في بريطانيا وأخرى في تركيا، وسعينا لكتابة مراسلات مع مكاتب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية".

وسبق أن وجّه القيادي الإخواني، في مشاركة سابقة عبر حسابه على "فيسبوك"، حديثه لشباب التنظيم، قائلاً: إنّ: "السفينة الصحيحة هي سفينة البنّا (مؤسس الجماعة)، ولو اضطررنا أن نعيد البناء من جديد من الشباب بعيداً عمّن تلوثوا...، فلا يعقل أن تختار بين فاسدين"، في إشارة إلى القيادات الحالية للتنظيم.

من جانبه، قال الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي هشام النجار: إنّه من الوارد أن تلعب بعض القيادات الإخوانية ممّن يشعرون بأنّه جرى تهميشهم، وليس لهم دور في هذه المرحلة كأشرف عبد الغفار وغيره، في مساحة خارج كتلتي الصراع الرئيسيتين، بحسب المصدر ذاته.

وأضاف: "عبد الغفار وغيره يراهنون على محاولة استقطاب الرافضين لجبهتي منير وحسين معاً لصفوفهم، من منطلق عجز الجبهتين عن حلّ أزمات الجماعة، وفي مقدّمتها ملف المسجونين، ومسؤوليتهم عن انهيار التنظيم".

وتابع: "يحاول عبد الغفار تشكيل بديل منافس لكلتا الجبهتين المتصارعتين، وحديثه المتكرر عن إخفاق منير وحسين يعكس ملامح لمجموعة تتشكل على هامش الصراع الحالي، لا تتبنّى الانحياز لأيٍّ منهما، وتنتقدهما معاً".

 

 

 

وقد توقّع أنّ هذه المجموعة غير منظّمة، وتعاطيها وفق اجتهادات فردية، ولا تستطيع حشد تكتل أو تكوين ما يشبه الجبهة الثالثة، على الرغم من أنّ هذه الجبهة إذا تشكلت، فإنّها ستكتسب زخماً كبيراً لدى شباب بالجماعة يتبنّون موقفاً مشابهاً؛ بسبب الرفض الكامل لقيادات الجماعة على الساحة، بوصفهم تسببوا جميعاً في أزمة وانهيار التنظيم، وفي الكوارث التي حلّت بعناصر الجماعة وعائلاتهم.

 


الصفحة الرئيسية