هل تدق الانشقاقات بوابة "إخوان لندن"؟

هل تدق الانشقاقات بوابة "إخوان لندن"؟

هل تدق الانشقاقات بوابة "إخوان لندن"؟


20/02/2023

وليد عبد الرحمن

في ظل صراع متواصل منذ شهور بين قيادات تنظيم «الإخوان في الخارج»، خصوصاً بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» بشأن منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم، أُثيرت تساؤلات، الأحد، بشأن انشقاقات قد تضرب جبهة «إخوان لندن»، في أعقاب نشر رسالة داخلية لمنتمين إلى الجبهة، دعت «مجموعة لندن» إلى تدشين «مكتب إرشاد جديد» للتنظيم، الذي يقبع معظم قياداته، وفي مقدمتهم محمد بديع، مرشد الإخوان، داخل السجون المصرية، في قضايا عنف وقتل وقعت في مصر، بعد رحيل الإخوان عن السلطة عام 2013.

وحدّدت «جبهة لندن»، عقب وفاة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد سابقاً، في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مهلة شهراً لإعلان القائم بأعمال المرشد الجديد، وكذا الأمور الإدارية للتنظيم كافة، لكن لم يجرِ حسم الأمر حتى الآن. وقالت «جبهة لندن» حينها إن «محيي الدين الزايط سوف يشغل منصب القائم بأعمال المرشد بشكل مؤقت»، إلا أن «جبهة إسطنبول» سارعت بإعلان تعيين محمود حسين قائماً بأعمال المرشد. واستند «مجلس الشورى العام»، التابع لجبهة إسطنبول، في ذلك القرار، إلى أن اللائحة تنص على أنه «في حال حدوث موانع قهرية»، وفق وصفها، تحُول دون مباشرة المرشد مهامّه «يحلّ محله نائبه الأول، ثم الأقدم فالأقدم من النواب، ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد».

ووفقاً للرسالة المتداولة، الأحد، طالبت عناصر شبابية تدين بالولاء لـ«جبهة لندن» قيادات الجبهة إلى تنفيذ عدة مطالب لضمان عودة التنظيم من جديد، وتجاوز الخلافات بين قياداته، خصوصاً بشأن منصب القائم بأعمال المرشد، من بينها «تكوين مكتب إرشاد جديد للتنظيم يكون بتوافق من عناصر الإخوان، وإعداد لائحة جديدة لا تُجامل مجموعة على حساب أخرى وتضع حلولاً للمشاكل الداخلية للتنظيم، وحصر أموال التنظيم وتقنينها رسمياً مما لا يدَع مجالاً لإيداعها مع أفراد بعينهم». وأثارت هذه الرسالة جدلاً داخل تنظيم «الإخوان» حول مَن أصدرها وأهدافهم، وهل هذا يُنذر بـ«جبهة جديدة سوف تتصارع على قيادة التنظيم»، الذي يتصارع على قيادته الآن 3 جبهات هي «لندن» و«إسطنبول» وتيار «الكماليين».

ويرجّح الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب أن «تكون الرسالة موجهة للقائم بأعمال مرشد الإخوان الجديد صلاح عبد الحق، الذي لم يجرِ الإعلان عنه حتى الآن»، على حد قوله. ويرى أن «هذه الرسالة بداية انشقاق جديد داخل جبهة لندن». ولم يستبعد أديب «وجود خلافات داخل جبهة لندن، لذا فإن الجبهة فضّلت تأخير الإعلان عن تنصيب عبد الحق».

ويرى مراقبون أن «جبهة لندن توافقت على تسمية القيادي الإخواني صلاح عبد الحق في منصب القائم بأعمال المرشد؛ لكن تم تأجيل الإعلان رسمياً لحين الحصول على بيعة للقائم بالأعمال الجديد من الأطراف كافة».

والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة، خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن» «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الـ6، ومحمود حسين من مناصبهم.

الباحث المصري في الحركات الإسلامية أحمد زغلول يرى أن «عدم إعلان جبهة لندن عن اسم القائم بأعمال المرشد الجديد حتى الآن قد يشير إلى وجود أزمات داخلية»، مؤكداً أن «التكهنات التي حسمت المنصب لصالح عبد الحق لم تظهر للنور حتى الآن، ويبدو أنها مؤشر على وجود صراع وانقسام بين المجموعات داخل جبهة لندن، وهذا أسفر عن الرسالة الأخيرة للمنتمين لمجموعة لندن».

ووفق مصادر مطّلعة على تحركات «الإخوان»، فإن «عدم إعلان جبهة لندن شخصية القائم بالأعمال الجديد هو الذي يدفع مجموعة إسطنبول للتحرك وإشعال الخلافات داخل مجموعة لندن». وهنا أشارت المصادر المطّلعة إلى «دور مجموعة إسطنبول في تعميق الصراع داخل جبهة لندن خلال الفترة الماضية، وهو ما برز في الرسالة الأخيرة، الأحد، التي تهدد قيادات جبهة لندن الحالية بضرورة الاستجابة لهذه المطالب». وهنا أشار الباحث المصري في الحركات الإسلامية إلى أن «محمود حسين من مصلحته استمرار الانقسامات داخل جبهة لندن لمحاولة تقسيمها، وحتى لا تكون الجبهة مصدر قوة ضد جبهة إسطنبول».

عن "الشرق الأوسط" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية