هل تضع أمريكا الحوثيين على قائمة الجماعات الإرهابية؟

هل تضع أمريكا الحوثيين على قائمة الجماعات الإرهابية؟


08/10/2020

ترجمة وتحرير: محمد الدخاخني

وفق العديد من المسؤولين؛ فإنّ إدارة ترامب تدرس خطوات جديدة لتكثيف الضّغط على المتمرّدين الحوثيّين في اليمن، بما في ذلك احتماليّة تصنيف الحوثيّين منظّمة إرهابيّة أجنبيّة، وذلك في محاولة لفرض المزيد من العزل على الدّولة الرّاعية لهم: إيران.

الأستاذ في معهد "ميدلبري" للدّراسات الدوليّة جيسون بلازاكيس: القرار يمكن أن يمهّد الطّريق لهجمات عسكريّة ضدّ الحوثيّين، كما حدث بعد تصنيف الحرس الثّوريّ الإيرانيّ

وأشار المسؤولون، بشكل حذر، إلى أنّه لم يُتّخذ أيّ قرار، لكنّهم قالوا إنّ الإدارة تُناقش العديد من التّحرّكات المحتملة، والّتي يُمكن أن تشمل، أيضاً، تسمية قادة حوثيّين "إرهابيّين عالميّين"، وشأنهم شأن مسؤولين آخرين؛ تحدّثوا بشرط عدم الكشف عن هويّتهم من أجل مناقشة المداولات الدّاخليّة.

إنّ تصنيف الحوثيّين على أنّهم منظمة إرهابية سيجعل تقديم الدّعم لهم أمراً غير قانونيّ، وسيمنع أعضاء الجماعة من السّفر إلى الولايات المتّحدة، ويجمّد الأصول الماليّة للجماعة، وسيكون لهذه الإجراءات تأثير رمزيّ إلى حدّ كبير بسبب حالة المتمرّدين المعزولة بالفعل، ولكنّها قد تجعل من الصّعب على منظّمات الإغاثة العمل في البلاد.

الصّراع المتصدّع

هذا، وتأتي المناقشات في وقت يبدو فيه أنّ احتمالات التّوصل إلى تسوية تفاوضيّة سريعة تتراجع في الصّراع المتصدّع بشكل متزايد، والذي أدّى إلى أسوأ أزمة إنسانيّة في العالم، وسمح لإيران بزيادة نفوذها في شبه الجزيرة العربيّة.

ووضعت الحرب حركة الحوثيّ، التي تنحدر من أقلية شيعيّة، وتسيطر الآن على جزء كبير من البلاد، ضدّ الحكومة اليمنيّة المعترف بها دوليّاً والتّحالف العسكريّ بقيادة المملكة العربيّة السّعودية، والذي يضمّ، أيضاً، الإمارات العربية المتحدة.

ونظرت إدارة ترامب سابقاً في تصنيف جماعة الحوثي، المعروفة رسمياً باسم أنصار الله، جماعة إرهابيّة، عام 2018، لكنّ الخطّة أُجّلت، ويرجع ذلك، جزئيّاً، إلى مخاوف من أنّ ذلك قد يُعقّد تسليم المساعدات ويعرّض الغربيين العاملين في المناطق التي يُسيطر عليها الحوثيّون في اليمن للخطر.

اقرأ أيضاً: قائد القوات المشتركة لجبهة الضالع لـ "حفريات": الإخوان يهرّبون أسلحة التحالف للحوثيين

لكن، الآن، مع سعي الإدارة إلى تمديد حملة "الضّغط الأقصى" ضدّ الحكومة الإيرانيّة، يبدو أنّ تصنيف الحوثيّين جماعةً إرهابيّةً أكثر ترجيحاً.

وفي الأيّام الأخيرة؛ أعلن مسؤولون كبار عن خطوات جديدة لمنع وصول إيران إلى الصّواريخ الباليستيّة وأسلحة تقليديّة أخرى، وأعلن وزير الخارجيّة، مايك بومبيو، أنّ العقوبات الدّوليّة ضدّ إيران عادت إلى مكانها.

صقور إدارة ترامب

إنّ قراراً محتملاً بتصنيف الحوثيّين بالإرهابيّين يضع صقور إدارة ترامب، الأكثر عدوانيّة تجاه إيران، ضدّ المسؤولين الذين يرون أنّ الخطوة غير متوافقة مع هدف الولايات المتّحدة المتمثل في تسوية سلمية شاملة لليمن تتضمّن دوراً للحوثيّين في الحكومة.

وقال مسؤول أمريكيّ كبير؛ إنّ المسؤولين يستعدّون لإجراء مراجعة قانونية واستخباراتيّة لتحديد ما إذا كانت جماعة الحوثيّ تخضع الآن لمعايير تصنيف الجماعات الإرهابيّة، أو معايير عقوبات جديدة بطريقةٍ لم تكن متوفّرة في السّابق.

وتابع المسؤول: "أعتقد أنّ الحقائق تغيّرت منذ آخر مرّة أجروا فيها المراجعة، ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد من المعلومات الاستخبارية المُقنعة الّتي قد تدعم عمليّة التّصنيف".

يقول مسؤولون غربيّون؛ إنّ إيران قد زادت بشكل مطّرد من دعمها للحوثيّين، وقدّمت المزيد من الصّواريخ والطّائرات بدون طيار والمساعدات على الأرض

هذه هي عمليّة المراجعة نفسها الّتي أدّت إلى قرار عام 2019، بتصنيف الحرس الثوريّ الإيراني جماعة إرهابيّة أجنبيّة، بالرّغم من اعتراضات المسؤولين في بعض الوكالات الحكوميّة، بما في ذلك وزارة الدّفاع.

يقول مسؤولون غربيّون؛ إنّ إيران قد زادت بشكل مطّرد من دعمها للحوثيّين، وقدّمت المزيد من الصّواريخ والطّائرات بدون طيار والمساعدات على الأرض، وقال مسؤول إنّ إحدى الحجج الّتي ستُدرج في تصنيف الحوثيّين ستكون علاقة الجماعة بالحرس الثّوري.

مقتل قاسم سليماني

وفي كانون الثّاني (يناير)، في اليوم الذي شنّ فيه الجيش الأمريكيّ ضربة بطائرة بدون طيار في العراق، أسفرت عن مقتل اللواء قاسم سليماني، القائد العسكري الإيراني الذي كان يترأس فيلق القدس التابع للحرس الثّوري، نفّذ الجيش أيضاً ضربة فاشلة في اليمن ضدّ عبد الرضا شهلاي، وهو مسؤول كبير في فيلق القدس يُعتقد أنّه يعمل مع الحوثيين.

وامتنعت وزارة الخارجية عن التعليق على المناقشات المتجدّدة.

وكانت الحكومة السعودية قد صنّفت الحوثيّين على أنّهم جماعة إرهابيّة، عام 2014، ويخضع زعيم الحوثيّين، عبد الملك الحوثيّ، بالفعل لعقوبات فرديّة من جانب وزارة الخزانة، لاتّهامه بالعمل ضدّ استقرار اليمن.

يمكن للإدارة أن تُقرّر تصنيف الجماعة المتمرّدة، أو الأفراد، على أنّهم "إرهابيّون عالميّون مصنّفون بشكل خاصّ" بموجب أمر تنفيذيّ يهدف إلى منع تمويل الأنشطة المسلّحة.

وتعكس المناقشات، أيضاً، اعترافاً بأنّ العملية السياسيّة التي يقودها مبعوث الأمم المتّحدة، مارتن غريفيث، وهو دبلوماسيّ بريطانيّ، من غير المرجّح أن تُسفر عن اتّفاق في أيّ وقت قريب.

 وقال غريفيث، في إفادة لمجلس الأمن الدولي هذا الشّهر؛ إنّ القتال في اليمن قد اشتدّ.

وبالرّغم من أنّ عمليّة السّلام، كما بدا، اكتسبت زخماً في أواخر 2018 و2019، وأعلن الجانبان وقف إطلاق النّار من جانب واحد خلال العام الماضي، فقد استأنفا الهجمات.

اقرأ أيضاً: متى تعلن واشنطن رسمياً ميليشيات الحوثيين منظمةً إرهابية؟

يقول غريفيثس: إنّ "الوضع مريع للغاية"، ويضيف: "يمكن للأطراف أن يختاروا إمّا مواصلة مسار العنف المتصاعد هذا، أو تقديم التنازلات اللازمة لإحياء العملية السياسية".

وحضر غريفيث اجتماع الــ 18 أيلول (سبتمبر) بهدف تسهيل تبادل الأسرى بين الجانبين.

ومن جانبه، يقول جيسون بلازاكيس، الأستاذ في معهد "ميدلبري" للدّراسات الدوليّة، الذي أشرف سابقاً في وزارة الخارجية على تصنيفات لمنظمات إرهابية: إنّ "تصنيف منظّمة أجنبيّة على أنّها إرهابيّة يُنظر إليه على أنّه أكثر قدرةً على إلحاق الضّرر من الأنواع الأخرى من التّصنيفات أو العقوبات، ويمكن أن يمهّد الطّريق لهجمات عسكريّة ضدّ الحوثيّين، كما حدث بعد تصنيف الحرس الثّوريّ الإيرانيّ".

مصدر الترجمة عن الإنجليزية:

ميسي رايان وجون هدسون وإلين ناكاشيما، "واشنطن بوست"، 26 أيلول (سبتمبر) 2020



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية