هل تعتذر جماعة الإخوان؟!

هل تعتذر جماعة الإخوان؟!

هل تعتذر جماعة الإخوان؟!


05/03/2023

فيصل محمد بن سبت

حكاية الشعب السوري ومعاناته بسبب تدخل جماعة الإخوان في الشأن السوري طويلة وممتدة عبر السنين، وبسبب تلك التدخلات قُتل مئات الألوف من السوريين، وتشرد الملايين منهم، ناهيك عن دمار البلد وتفككه ونهب خيراته.

في عام 1982 أثاروا الناس وهيَّجوهم على مواجهة الحكومة، فكانت مأساة مدينة حماة التي قُتل فيها بدم بارد حوالي 30 ألف مدني بريء. وفي مارس 2011 انطلقت الشرارة الأولى لاحتجاجات الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد، وتوقع السوريون حينها أن تكون انتفاضتهم هي البداية لنهاية الظلم والاستبداد اللذين عانوا منهما لعقود طويلة، شجعهم على ذلك الدعم السريع جداً من تركيا التي قال رئيس وزرائها في حينه إن «تركيا لن تقبل بتكرار مذبحة حماة» التي وقعت عام 1982، وتزامن مع ذلك التصريح تحرُّك جماعة الإخوان وآلتها الإعلامية في الوطن العربي لتكثيف الدعم ومساندة تركيا في مسعاها. الشعب السوري المسكين صدَّق كلامهم وتهديداتهم لحكومة الرئيس بشار الأسد وأن الأمور هذه المرة مختلفة عما كانت عليها في سنة 1982 المشؤومة، ولم يدرك أن هدفهم الوحيد من وراء ذلك التأييد الكاذب هو تدمير سوريا وتقسيمها والاستيلاء على أراضيها وخيراتها.

يقول الدكتور عبدالله النفيسي – والكل يعرف توجهاته السياسية والحزبية – في كتابه «الحركة الإسلامية.. رؤية مستقبلية»: «تورطت الجماعة في تحريض الناس على المواجهة العسكرية مع الحكومة السورية آنذاك (أحداث سنة 1982)، وعندما سالت الدماء وطحنت الرؤوس تحت الأنقاض ودمِّرت المدينة من أثر القصف وزهقت الأرواح (30 ألف روح) نفض مكتب الإرشاد العام يده من الأمر، وأخذ يبرر ويتلعثم ويسقط كل الإخفاقات على الجهات الأخرى»، ويقول أيضاً: «إن جريمة حماة في الأساس جريمة قرار غير مسؤول وغير مدروس، وكان ينبغي أن تشكل جماعة الإخوان محكمة لمحاكمة أعضاء قياديها ابتداء من المرشد العام مروراً بأعضاء مكتب الإرشاد العام، وصولاً لأعضاء مجلس الشورى؛ لتحديد المسؤولية وفرض العقوبات التنظيمية عليهم ومحاسبتهم».

فهل تعتذر الجماعة عن أفعالها وذنوبها التي اقترفتها في سوريا؟

ختاماً: قال أحد النواب في أحد تصريحاته المصورة: «إن سرَّاق المال العام في الصفوف الأمامية في المناسبات الرسمية، وهذه رسالة لا تبشر بالارتياح، وسوف تؤدي إلى مواجهة سياسية». كلام جميل، ولكن ألم يكن من الأجدر أن يقوم النائب الفاضل أولاً بمساءلة الذي جلس بجانب «سرَّاق المال العام» – حسب قوله – وهو الذي ملأ سماء الكويت لسنوات طويلة بهجماته على سرَّاق المال العام؟ ولا نريد أن نسمع كلاماً فاضياً عن البرتوكول.

عن "القبس"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية