هل تنجح تركيا في مد نفوذها الاقتصادي إلى الشرق الليبي؟

هل تنجح تركيا في مد نفوذها الاقتصادي إلى الشرق الليبي؟


06/02/2022

تشير تحركات تركيا خلال الأيام الماضية إلى محاولة بسط هيمنتها الاقتصادية على مناطق الشرق الليبية، بعد وضع يدها على معظم المقدرات الاقتصادية في المناطق الغربية، بسبب الاتفاقيات المعلنة وغير المعلنة مع حكومة الوفاق السابقة برئاسة فايز السراج.

وفي تطورات جديدة على صعيد النفوذ السياسي والاقتصادي التركي الذي كان مُقتصراً على غرب ليبيا، قال رئيس مجلس الأعمال التركي- الليبي مرتضى قرنفل: "إنّ السفير التركي لدى طرابلس كنعان يلمز قام مع وفد من رجال الأعمال الأتراك بزيارة لمدينة بنغازي، تلبية لدعوة وجهها رئيس بلدية بنغازي صقر بوجواري، ومجلس النواب وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في المدينة".

وأضاف قرنفل، في تصريحات لوكالة الأناضول التركية للأنباء: "توطيد أنقرة علاقاتها مع الشرق الليبي يُعبّر عن تطورات واعدة في المجال الاقتصادي"، لافتاً إلى أنّ "تركيا تحتل المرتبة الـ3 في قائمة أكبر الدول المصدرة للشرق الليبي".

قرنفل: توطيد أنقرة علاقاتها مع الشرق الليبي يُعبّر عن تطورات واعدة في المجال الاقتصادي

ولفت قرنفل إلى أنّ "هذه الزيارات تمّت من أجل بدء حوار جديد مع الشرق الليبي، وتسريع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وتعزيز العلاقات الثنائية."

وأوضح أنّ "الجانب التركي أعلن خلال اتصالاته مع المسؤولين في الشرق الليبي بوضوح عن وجود رغبة في استكمال المشاريع الاقتصادية التركية غير المكتملة في المنطقة في أقرب وقت ممكن".

وتابع أنّ "استاد بنغازي وميناءها والمطارات وبعض المباني الجامعية تندرج في إطار هذه المشاريع"، مشدداً على أنّ "الأتراك على استعداد لاستكمال المشاريع غير المنجزة في المنطقة".

في السياق نفسه، لفت قرنفل إلى أنّ "إعادة فتح القنصلية العامة التركية في بنغازي قد تُطرح على جدول الأعمال خلال وقت قصير"، موضحاً أنّ "السفير يلماز أعرب أيضاً عن وجود إرادة تركية في هذا الصدد".

وأشار قرنفل إلى أنّ الجانب التركي عبّر عن رغبته أيضاً في بدء رحلات جوية مباشرة بين تركيا وشرق ليبيا.

استاد بنغازي وميناؤها والمطارات وبعض المباني الجامعية تندرج في إطار المشاريع التركية غير المكتملة

وذكر أنّ "العلاقات القوية التي ستقيمها تركيا مع جميع الأطراف الليبية ستكون مفيدة للغاية على صعيد ضمان السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية في البلاد، والحد من الأزمات السياسية في المنطقة."

وتابع قرنفل قائلاً: "ارتفع إجمالي صادراتنا إلى ليبيا بنسبة 9ر64% خلال عام 2021 مقارنة بالعام السابق، حيث بلغت قيمة الصادرات التركية مليارين و(443) مليون دولار".

وأشار قرنفل إلى أنّ "مسؤولي حكومة الوحدة الوطنية ينظرون بإيجابية تجاه انفتاح تركيا على شرق ليبيا.

وكان السفير التركي قد التقى في 19 كانون الثاني (يناير) الماضي رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، قبل أن يجري زيارة إلى بنغازي في 29 من الشهر نفسه.

وتعمل تركيا منذ تدخلها العسكري المباشر في العام 2019 في ليبيا على أكثر من جبهة سياسية واقتصادية، لتأمين حضور قوي في منافسة أكثر من شركة دولية عدلت بوصلتها تجاه ليبيا بعد الاتفاق السياسي الأخير برعاية دولية، والذي أنتج سلطة تنفيذية جديدة تشمل حكومة وحدة وطنية ومجلساً رئاسياً.

ومن المتوقع أن تحوز تركيا النصيب الأوفر من كعكة إعادة الأعمار، خاصة بعد اتفاقيات سابقة بين أنقرة وحكومة الوفاق الوطني السابقة بقيادة فايز السراج، وهي اتفاقيات لم تلغها حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة.

 

 

الصفحة الرئيسية