هل تنهي وثيقة ليبرمان مسيرة نتنياهو السياسية؟ ماذا جاء فيها؟

هل تنهي وثيقة ليبرمان مسيرة نتنياهو السياسية؟ ماذا جاء فيها؟

هل تنهي وثيقة ليبرمان مسيرة نتنياهو السياسية؟ ماذا جاء فيها؟


31/10/2023

تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية وثيقة مصنفة بأنّها سرّية للغاية تعود لعام 2016، توقعت شن حركة المقاومة (حماس) هجوماً في قلب إسرائيل، على غرار عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها (كتائب القسام) في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في منطقة غلاف غزة.

وكشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) في عددها أمس عن الوثيقة السرّية التي قدمها وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، والتي تكذّب ادعاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤخرا بأنّ أيّاً من الأجهزة الأمنية والجيش لم يحذره أو يلفت انتباهه لمثل هذا الخطر.

وسائل إعلام إسرائيلية تناقلت وثيقة سرّية تعود لعام 2016، توقعت شن حركة المقاومة (حماس) هجوماً في قلب إسرائيل على غرار عملية "طوفان الأقصى".

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان قد قدّم هذه الوثيقة في حينه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي حذّرت "بشكل مباشر وصريح لا يقبل التأويل" من احتمال شن (كتائب القسام) حرباً تنقل فيها المواجهة إلى داخل المناطق الإٍسرائيلية، واحتوت على تفاصيل مطابقة إلى حد كبير لتفاصيل عملية "طوفان الأقصى"، حسب ما رشح من معلومات عنها، لكنّ نتنياهو في ذلك الوقت -وفق المصادر نفسها- استخفّ بوزير دفاعه ليبرمان وبما قدّمه، ممّا اضطر الأخير للاستقالة من منصبه بعد عام من ذلك.

وجاء في الوثيقة السرّية: "تعتزم (حماس) نقل المواجهة المقبلة إلى داخل المناطق الإٍسرائيلية، وذلك من خلال تدفق قوات كبيرة ومدربة جيداً إلى غلاف غزة، واحتلال بلدة إسرائيلية أو عدد من البلدات في غلاف غزة وأخذ رهائن، وتهدف العملية، بالإضافة إلى الأضرار المادية والخسائر بالأرواح، ضرب الوعي الجمعي والروح المعنوية لمواطني إٍسرائيل".

الوثيقة التي قدّمها ليبرمان تكذّب ادعاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤخرا بأنّ أيّاً من الأجهزة الأمنية والجيش لم يحذره أو يلفت انتباهه لمثل هذا الخطر.

وطالبت وزراة الدفاع في الوثيقة موافقة رئيس الوزراء نتنياهو على توجيه ضربة مسبقة مانعة لـ (حماس)، وقالت إنّ تأخيرها إلى ما بعد تموز (يوليو) 2017 سيكون خطأ فادحاً، وستكون لذلك تداعيات خطيرة.

هذا، واتسعت دائرة المطالبة باستقالة أو إقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقال ليبرمان في تصريح صحفي نقلته صحيفة (الشرق الأوسط): إنّ هذه الوثيقة يجب أن تكون "آخر الضربات المنهكة لرئيس الوزراء، الذي بات يترنح بقوى خائرة". 

ليبرمان: نتنياهو يُثبت أنّ ما يقلقه ليس مئات الألوف من الجنود ولا الأسرى ولا ملايين الإسرائيليين واليهود القلقين، بل هو مشغول في تبرئة نفسه.

وكان ليبرمان قد اختار توقيت (الإثنين) المناسب من جهته، فيقول: "لقد فشلنا في الإطاحة به عندما وُجهت لائحة اتهام بالفساد ضده عام 2020، وفشلنا خلال الأشهر الـ (10) الماضية بعدما جاء بخطة انقلابية ضد منظومة الحكم والجهاز القضائي، وفشلنا حتى عندما اجتاحت (حماس) إسرائيل، واحتلت (22) قرية، و(11) ثكنة عسكرية، ولا يعقل أن نفشل أيضاً هذه المرة".

وأضاف: إنّ نتنياهو يُثبت أنّ "ما يقلقه ليس مئات الألوف من الجنود الذين جُنِّدوا في الاحتياط، ولا عدد الأسرى المحتجزين لدى (حماس)، ولا ملايين الإسرائيليين واليهود القلقين على أقربائهم وأحبائهم، بل هو مشغول في تبرئة نفسه من تهمة الإخفاق في مواجهة هجوم (حماس)، وكيف سيتمكن من إبعاد النار عن وجهه، وتوجيهها إلى الآخرين، ولا يكترث أن يُدير السهام باتجاه رؤساء الجيش والمخابرات، وهم يحاربون في غزة".

ووضعت الوثيقة نتنياهو في قفص الاتهام كمن يتحمل مسؤولية أولى قبل الجميع وأكثر من الجميع عن هجوم (حماس). وقد علقت صحيفة (يديعوت أحرونوت): "في وضع دولة طبيعية، كان نتنياهو سيظهر على الملأ ويعلن استقالته، لكنّ إسرائيل ليست تلك الدولة، ونتنياهو ليس ذلك القائد المسؤول؛ فهو أوّلاً صمت ولم يعقب، لا هو ولا مكتبه، على وثيقة ليبرمان"؛ لذلك أطلقت الصحيفة نداءً لأن يستقيل أو يقال، فهل هذا ممكن؟

ويتمتع رئيس الوزراء الإسرائيلي حالياً بأكثرية (64) مقعداً في الكنيست من مجموع (120)، والسبيل الوحيدة للتخلص منه، إن لم يستقل بنفسه، هي أن يقرر (5) نواب من الائتلاف إسقاطه في اقتراح نزع ثقة عنه. المجال الأكبر لمثل هذا التطور هو أن يكون هؤلاء من حزب (الليكود)، إذ إنّ كتلة (الصهيونية الدينية) بقيادة بتسليل سموترتش، وإيتمار بن غفير، لن تقدم على خطوة كهذه، ولا الأحزاب الدينية الأخرى مثل (حريديم).  

أوساط سياسية تحاول إقناع أعضاء من حزب الليكود والائتلاف الحكومي لحجب الثقة عن نتنياهو، واستبداله بمسؤولين آخرين.

وفي (الليكود) يوجد (32) نائباً، معظمهم موالون لنتنياهو شخصياً، ولكن يوجد أكثر من (5) نواب بينهم يعارضون سياسة نتنياهو، ويتعرضون لضغوط من بعض الأوساط الجماهيرية والسياسية للإقدام على خطوة كهذه، لكنّهم ما زالوا يترددون؛ فهم يعرفون أنّ نتنياهو مستعد لتصفيتهم جماهيرياً، خصوصاً أنّه في حال إجراء انتخابات قريبة، سيخسر اليمين الحكم، وسيتلقى ضربة قاصمة، وسَيُعَدُّون خونة.

لكنّ أوساطاً سياسية تحاول إقناعهم بخارطة طريق تفتح أملاً بإنقاذ الليكود، فيقولون: "أنتم تقيلون نتنياهو، وتسلمون الحكم لأحد قادتكم باختياركم، وتكون هذه فرصة للتخلص من عبء نتنياهو من دون خسارة الحكم. مثل أن يُنْتَخب قائد مؤقت، يدير الحرب وبعدها يعلن عن لجنة تحقيق في الإخفاقات، وبعد (6) شهور، أو (9) شهور، أو (12) شهراً، تُجرى الانتخابات وأنتم في وضع أفضل".

والاقتراح هو أن يتولى وزير الطاقة يسرائيل كاتس، أو وزير الاقتصاد نير بركات، رئاسة الحكومة بدلاً من نتنياهو، لذلك يقترحون أن يتولى رئاسة الحكومة الآن يوآف غالانت، وزير الدفاع، ويكون نائباً له ووزيراً للدفاع، بيني غانتس، لأجل الحفاظ على الوحدة، وينضم إلى الائتلاف ليبرمان فيكون وزيراً للأمن القومي أو حتى للدفاع، ويائير لبيد وزيراً للخارجية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية