هل كانت تركيا تعلم بوجود مرضى كورونا بين اللاجئين على الحدود مع اليونان؟

تركيا

هل كانت تركيا تعلم بوجود مرضى كورونا بين اللاجئين على الحدود مع اليونان؟


15/04/2020

الحديث عن مأساة اللاجئين والوضع الكارثي في المخيمات المكتظة على الجزر اليونانية ليس بالأمر الجديد. لكن ما هي حقيقة الوضع هناك في إطار تفشي وباء كورونا؟ ولماذا لا تنفذ دول أوروبية اتفاقها بشأن استقبال لاجئين قاصرين؟ وهل كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يدرك أنّ فيروس كورونا المستجد كان يجتاح جموع المهاجرين الذين فتح لهم الحدود للعبور إلى دول أوروبية، خاصة أنّه كان يتكتم آنذاك عن تسجيل إصابات بالفيروس في بلاده؟

اقرأ أيضاً: سياسة تركيا الخارجية وصفة للانتحار

رغم إجلاء السلطات التركية آلاف المهاجرين الذين كانوا ينتظرون على الحدود مع اليونان، كإجراء احترازي وسط تفشي وباء كورونا، وفقاً لما أعلنه وزير الداخلية التركي عبر قناة "إن تي في" نهاية شهر آذار (مارس) الماضي، إلا أنّ الكارثة الصحية القادمة لم تنتهِ، وستبقى متربصة بآلاف المهاجرين القابعين في مخيمات اللجوء في أوروبا وفي تركيا أيضاً.

وفرضت توجهات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المتعلقة بالسماح للاجئين بعبور الحدود إلى بعض الدول الأوروبية الكثير من التحديات في ظل تزايد مخاطر انتشار فيروس كورونا، خاصة الحكومة اليونانية التي تواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع اللاجئين القادمين من تركيا خاصة بالنسبة للاجئين القصر غير المصحوبين، وفق ما أوردت "فرانس برس".

توجهات أردوغان المتعلقة بالسماح للاجئين بعبور الحدود الى بعض أوروبا فرضت تحديات كثيرة

ووفق مراقبين فإنّ تركيا كانت تدرك أنّ هناك مصابين بفيروس كورونا بين اللاجئين القابعين على الحدود التركية اليونانية لكنها كانت تخفي الأمر حتى لا ينتشر الهلع بين اللاجئين ويعودوا إلى تركيا.

وكانت تركيا قد توصلت مع الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق حول الهجرة في آذار (مارس) 2016 يقدم الاتحاد الأوروبي بموجبه مساهمات ومبالغ مالية بمليارات اليوروهات لتركيا في مقابل أن تقوم الحكومة التركية بإبقاء حدودها مغلقة أمام المهاجرين، وشمل الاتفاق ثلاثة بنود حول الهجرة، وإعادة قبول طالبي اللجوء، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك إلى دول الاتحاد الأوروبي.

أزمة اللاجئين تتفاقم في اليونان

وبالرجوع الى شأن اللاجئين القاصرين غير المصحوبين كشف وزير الهجرة اليوناني، أمس، أنّ عشرات الأطفال من المهاجرين غير المصحوبين سيتم نقلهم إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، فيما اتهمت منظمة حقوقية أثينا باحتجاز القاصرين في ظروف "مسيئة".

اقرأ أيضاً: لماذا على تركيا أن تقلق من عدد الإصابات والوفيات بكورونا؟

وقال وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراتشي، لإذاعة مدينة أثينا: "سيتم نقل 12 طفلاً إلى لوكسمبورغ اليوم، وخمسين إلى ألمانيا يوم السبت المقبل".

ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، في وقت سابق أمس، الحكومة اليونانية إلى الإفراج عن مئات القاصرين غير المصحوبين المحتجزين في "زنزانات الشرطة ومراكز الاعتقال غير الصحية".

وقالت الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تصريح نقلته وكالة "روييترز" للأنباء في اليونان، إيفا كوسيه، في بيان، إنّ "حبس الأطفال في زنزانات الشرطة القذرة كان دائماً (قراراً) خاطئاً لكنه الآن يعرضهم أيضاً لخطر الإصابة بكوفيد-19".

مراقبون: تركيا كانت تدرك أنّ هناك مصابين بفيروس كورونا بين اللاجئين القابعين على الحدود

وتابعت كوسيه "على الحكومة اليونانية واجب إنهاء هذه الممارسة المسيئة والتأكد من حصول هؤلاء الأطفال الضعفاء على الرعاية والحماية التي يحتاجون إليها".

وأشارت المنظمة الحقوقية، ومقرها واشنطن، إلى بيانات حكومية تفيد بأنّ أكثر من 330 طفلاً رهن الاحتجاز لدى الشرطة بانتظار نقلهم إلى مأوى، فيما كان عددهم يبلغ 180 طفلاً في كانون الثاني (يناير) الماضي.

هذا وذكرت مجموعة دعم شبابية يونانية، الأسبوع الماضي، أنّها تقدم مساعدة نفسية عبر الهاتف لصبي سوري عمره 10 أعوام قضى 44 يوماً في زنزانة للشرطة.

وقالت المؤسسة التي تدعى "إرسيس" إنّ الصبي أوقف في شباط (فبراير) الماضي عند الحدود اليونانية الألبانية أثناء محاولته السفر للانضمام إلى أسرته في ألمانيا.

ولم يتسنّ الوصول إلى الطفل على الفور بسبب القيود المفروضة على الحركة في اليونان على وقع انتشار فيروس كورونا المستجدّ.

اقرأ أيضاً: وفاة فنانة معارضة يفتح ملف الانتهاكات الحقوقية في تركيا

وتستقبل اليونان حوالي 100 ألف طالب لجوء، معظمهم في مخيمات مكتظة.

وتشهد البلاد تكدساً مهولاً في خمس جزر في بحر إيجه بالقرب من تركيا؛ حيث يوجد أكثر من 40 ألف شخص في أماكن مخصصة لنحو 6 آلاف شخص.

وتفشى الفيروس القاتل في مخيمين في البر الرئيسي اليوناني، ما دفع السلطات إلى إغلاق المرفقين.

وفي سياق متصل بأوضاع اللاجئين، أكد مساعدو وموظفو الإغاثة أنّ الظروف في المخيمات "لا تحتمل"، وأنّ العناية والرعاية الطبية والنظافة العامة "مأساوية" في المخيمات، وحسب النائب في البرلمان الأوروبي، داميان بوزيلاغر، فمن أجل الحصول على الوجبة الغذائية يمكن أن ينتظر اللاجئ حتى 3 ساعات، كما جاء في لقاء مع بوزيلاغر، وإذا ما انتشر فيروس كورونا وتفشى الوباء بين اللاجئين، فستحل الكارثة، حيث كثيرون منهم يعانون من ضعف ومشاكل صحية، وفق ما نقل موقع "مهاجر نيوز".

"هيومن رايتس ووتش" تدعو الحكومة اليونانية إلى الإفراج عن مئات القاصرين المحتجزين في مراكز اعتقال

الوضع في تلك المخيمات مأساوي وكارثي، وفق ما تنقل المنظمات الإنسانية وموظفي المنظمات الإغاثية. ووصف وزير التنمية الألماني، غيرد مولر، الوضع في مخيم موريا بأنّه "عار" وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية "لا يوجد مثل هذه الوضع في أي من مخيمات اللاجئين في أفريقيا".

هذا ذكرت منظمة الهجرة الدولية، أول من أمس، أنّ أكثر من ألفي طالب لجوء في مجموعات تشهد مخاطر مرتفعة من فيروس كورونا، سيتم نقلهم مؤقتاً من مخيمات في جزر إلى فنادق وشقق سكنية.

وقال رئيس بعثة المنظمة في اليونان جيانلوكا روكو إنّ القرار سيشمل كل من تجاوز عمره 65 عاماً.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية