هل ينجح السودانيون في إيقاف مخطط الإخوان باستمرار الحرب؟

بعد مرور (6) أشهر على اندلاعها... هل سيتمكن السودانيون من إيقاف الحرب أم ينجح الإخوان في الاستمرار بها؟

هل ينجح السودانيون في إيقاف مخطط الإخوان باستمرار الحرب؟


19/10/2023

ما إن بلغت الحرب السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع شهرها السادس وتجاوزته بقليل، حتى اتضح لداعميها، بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين، أنّها ليست نزهة، وأنّ التضليل الإعلامي الذي مارسته لنصف عام كامل لن يفيد في شيء، فبدأ طيف واسع داخل الجماعة نفسها يعيد النظر في الاستمرار فيها، خصوصاً بعد أن فقدت الكثير من المقاتلين التابعين لميليشياتها ومن الضباط الكبار في كوادرها داخل الجيش السوداني نفسه، أبرزهم اللواء أيوب عبد القادر، قائد الفرقة (17) مشاة بولاية سنار (شرق)، الذي قتل الأحد الماضي إثر قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع استهدف مقر سلاح المدرعات جنوب الخرطوم، حيث كان متحصناً هناك رفقة (24) ضابطاً ومسلحاً إخوانياً، قضوا نحبهم جميعاً.

كشفت مصادر خاصة، أنّ قيادات في الجماعة، على رأسها علي كرتي، عقدت اجتماعاً مطولاً مع قائد الجيش السوداني، ناقش خيارات التعامل مع الحرب، وطلبت من البرهان تجنب أيّ مسار تفاوضي، متعهدة بإمداد الجيش بآلاف المقاتلين (المستنفرين) من أجل مواصلة القتال

مارست الجماعة ضغطاً كبيراً على قائد الجيش المقرب منها والمتحالف معها كي لا يوقف الحرب، وحالت دون توجهه إلى مدينة جدة السعودية لتوقيع اتفاق طويل المدى لوقف إطلاق النار، ثم الشروع في مفاوضات سياسية من أجل العودة إلى مسار انتقالي مدني.

هل تتوقف الحرب؟

وكانت مصادر متطابقة قد أكدت أنّ طيفاً من الإخوان بدؤوا فعلياً في التراجع عن فكرة مواصلة الحرب، وحثوا البرهان على المضي قُدماً في البحث عن حلول سلمية تفاوضية، إلّا أنّ أحد أبرز قادة ميليشيات الجماعة المتحالفة مع قائد الجيش، طلب اجتماعاً عاجلاً معه في أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي بمدينة بورتسودان.

وكشف موقع (سودان تربيون)، عن مصادره الخاصة، أنّ قيادات في الجماعة، على رأسها علي كرتي، عقدت اجتماعاً مطولاً مع قائد الجيش السوداني، ناقش خيارات التعامل مع الحرب، وطلبت من البرهان تجنب أيّ مسار تفاوضي، متعهدة بإمداد الجيش بآلاف المقاتلين (المستنفرين) من أجل مواصلة القتال.

تقول مصادر إن الإخوان في الجيش منقمسين حول استمرارية الحرب أو التراجع عنها

وذكرت (سودان تربيون) أنّ قيادات الإخوان طمأنت البرهان أنّ القيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، أحمد هارون، يعمل بجد في استنفار الشباب للالتحاق بالجيش في معاركه بالخرطوم، ممّا يتطلب الصبر ومواصلة القتال.

تنصل جديد

في المقابل، شرعت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام والمتحالفة مع البرهان منذ انقلاب 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021 في التنصل من الحرب، ووافقت على دعوة حكومة جنوب السودان، إضافة إلى من سمّتهم بأطراف السلام، للاجتماع في 21 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري بـ (جوبا) لتبادل الآراء من أجل إيقاف الحرب".

وشملت الدعوة، بجانب رئيس حركة تحرير السودان (المجلس الانتقالي) الهادي إدريس، كلّاً من رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، ورئيس الحركة الشعبية ـ الجبهة الثورية مالك عقار، ورئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية جبريل إبراهيم.

يعتقد مراقبون أنّ الجيش نفسه أصبح في خطر شديد ربما يؤدي إلى قتال داخلي بين تياراته المختلفة، وأنّ الخلافات بين الضباط (الأخونجية) الذين يقودون الحرب، وضباط موالين لقائد الجيش، بلغ ذروته، وربما ينفجر في أيّ لحظة

في الوقت نفسه كثف الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) يومي مشاوراتهما مع القوى السودانية بشأن إطلاق عملية سياسية تهدف للتوصل إلى توافق سياسي وترتيبات دستورية جديدة.

وعقد الاتحاد الأفريقي و(إيغاد) اجتماعاً في العاصمة المصرية الإثنين مع الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية) وقوى الحراك الوطني والتراضي الوطني والإعلان الوطني وتنسيقية العودة لمنصة التأسيس ومراكز دراسات وإدارات أهلية؛ والتأم يوم الثلاثاء لقاء مع المجلس المركزي للحرية والتغيير.

حكومة قوات الدعم السريع

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تواصلت فيه الحرب بين الطرفين المتقاتلين، وتمكنت قوات الدعم السريع منذ بداية الشهر الجاري من مواصلة حصارها لسلاح المهندسين ومنطقة كرري العسكرية والقيادة العامة للجيش السوداني، فيما تروج أخبار عن  سيطرتها على سلاح المدرعات بالكامل بعد مقتل أحد أبرز قادة الجيش المتحصنين هناك، وهو اللواء أيوب عبد القادر، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، كما أحكمت سيطرتها على (العيلفون وأم ضوا بان) كبرى بلدات (شرق النيل)، شرقي العاصمة الخرطوم، بجانب بلدة (ود عشانا) شمال ولاية كردفان وبلدات ومدن أخرى.

شهدت الساحتان العسكرية والسياسية في السودان، بعد مرور (6) أشهر على الحرب، تطورات لافتة، وقال بيان صادر عن ضباط سمّوا أنفسهم (شرفاء الجيش)، أنّ الجيش لم يبدأ الحرب، وإنّما فلول النظام البائد (في إشارة إلى الإخوان) هم من أطلقوا الرصاصة الأولى، وأمهلوا قيادته (72) ساعة لإيقاف الحرب، وإلّا فإنّهم مضطرون لاتخاذها بأنفسهم

فضلاً عن ذلك، فإنّ قوات الدعم السريع، وفقاً لروايات شهود عيان نقل عنهم موقع (التغيير) السوداني، تمارس عمل الحكومة في مناطق سيطرتها بالعاصمة الخرطوم، حيث شرعت في افتتاح أقسام الشرطة بأحياء جنوب العاصمة وضاحية الحاج يوسف (شرق النيل)، بجانب فتح نيابات ومحاكم يديرها موظفون يتبعون لها بعد توقف جميع المحاكم والنيابات بسبب الحرب، كما بدأت العمل في المحكمة الجنائية لمحاكمة المشتبه في صلاتهم بالجيش، والمجرمين الآخرين.

ويشار إلى أنّ قوات الدعم السريع تسيطر على نحو 85% من العاصمة الخرطوم، وفقاً لتقارير متطابقة، وقد درج بعض قادتها على تنظيم زيارات تفقدية والاستماع إلى المواطنين المقيمين بمناطق سيطرتها، وتقديم مساعدات إنسانية، وإعادة فتح مراكز صحية ومحطات مياه، والقيام بأعمال الصيانة والتشغيل.

انقسام الجيش

وفي السياق، شهدت الساحتان العسكرية والسياسية في السودان، بعد مرور (6) أشهر على الحرب، تطورات لافتة، وقال بيان صادر في 18 تشرين الأول (أكتوبر)، عن ضباط سمّوا أنفسهم (شرفاء الجيش)، تم تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، أنّ الجيش لم يبدأ الحرب، وإنّما فلول النظام البائد (في إشارة إلى الإخوان المسلمين) هم من أطلقوا الرصاصة الأولى، وأمهلوا قيادته (72) ساعة لإيقاف الحرب، وإلّا فإنّهم مضطرون لاتخاذها بأنفسهم.

قوات الدعم السريع تسيطر على نحو 85% من العاصمة الخرطوم

وقال البيان: "إنّهم سيعملون من أجل تكوين جيش قومي مهني واحد، لا يخدم أجندة حزبية أو إيديولوجية".

ويعتقد مراقبون أنّ الجيش نفسه أصبح في خطر شديد، ربما يؤدي إلى قتال داخلي بين تياراته المختلفة، وأنّ الخلافات بين الضباط (الأخونجية) الذين يقودون الحرب، وضباط موالين لقائد الجيش، بلغ ذروته، وربما ينفجر في أيّ لحظة، فيما ينتظر تيار آخر مكوّن من الضباط المهنيين غير المؤدلجين ولا المنتمين سياسياً لحظة الاصطدام هذه، لينقض على الفريقين، ويستعيد زمام المبادرة، ولربما ـ وفقاً للمراقبين ـ هذا ما دفع التيار المتنامي إلى نشر بيانه الأوّل تحت اسم (شرفاء  الجيش).     

مواذ ذات صة:

هل ينجح السودانيون في إيقاف مخطط الإخوان باستمرار الحرب؟

--عودة العلاقات السودانية الإيرانية... الإخوان يقرؤون من كتاب البخلاء مرة أُخرى

لجنة تقصٍّ دولية لجرائم الحرب في السودان... "الجيش يرفض وقوات الدعم تقبل": لماذا؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية