"هولوكوست غزة"... فظائع في مجمع الشفاء وإسرائيل تواصل جرائمها

يتواصل القصف الإسرائيلي على المستشفيات في قطاع غزة، وسط تركيز على مجمع الشفاء الطبي الذي خرج تماماً عن الخدمة، بعد محاصرة من قبل الآليات العسكرية، ومنع الدخول أو الخروج منه، واستهداف بالمدفعيات والقناصة أيّ أجسام متحركة، سواء كانت سيارات إسعاف أو مرضى أو كوادر طبية.

وأعلنت صحة غزة أنّه تقرر حفر مقبرة جماعية داخل حرم مجمع الشفاء الطبي لدفن (100) جريح فارقوا الحياة في المجمع المحاصر، الذي يتعرض محيطه لقصف إسرائيلي متواصل.

وقال مدير عام وزارة الصحة منير البرش في تصريح أوردته شبكة (روسيا اليوم): "القصف لا يهدأ بمحيط المستشفى منذ (3) ليالٍ، يوجد قصف بشكل عنيف جداً كل دقيقة تقريباً بهدف التمهيد لدخول المجمع".

وأضاف أنّ قصف الجيش الإسرائيلي عرقل دخول أو خروج سيارات الإسعاف من وإلى المجمع، "نحن محاصرون داخل مجمع الشفاء".

وتابع: "لا نستطيع أن ندفن الموتى الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة في المستشفى، نريد أن نحفر مقبرة جماعية داخل مستشفى الشفاء لدفن (100) جثة ملقاة الآن في المستشفى".

وفي تصريح منفصل أكد البرش أنّ الأجهزة في مستشفى الشفاء توقفت بالكامل، مشيراً إلى أنّ طفلاً من أصل (37) طفلاً حديثي الولادة استشهد.

وأضاف البرش أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب هولوكوست جديداً باستهدافه مستشفى الشفاء".

وفي السياق، قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية في تصريح صحفي أنّ المجمع لم تعد تتوفر فيه مياه ولا كهرباء، مضيفاً أنّ العالم الحر يشاهد الأطفال والنساء والجرحى بغزة يموتون دون تقديم أيّ شيء.

وأكد أبو سلمية أنّ الموت بدأ في صفوف المرضى في قسم العناية المكثفة، وفي حضانات الأطفال بسبب انقطاع الكهرباء والعمليات العسكرية في محيط المستشفى.

وأشار مدير مستشفى الشفاء إلى أنّ الاحتلال يستهدف كل من يتحرك في ساحاته، أو يحاول الخروج منه، لافتاً إلى أنّ إدارة المستشفى وجهت نداء استغاثة للجنة الدولية للصليب الأحمر، لكنّها لم تتلقّ أيّ استجابة حتى الآن.

البرش: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب هولوكوست جديداً باستهدافه مستشفى الشفاء، الأجهزة توقفت بالكامل والأطفال يموتون

من جانبه، قال رئيس قسم جراحة الأوعية في مستشفى الشفاء بغزة الدكتور أحمد أبو ندى:   إنّ المستشفى لم يعد يرقى لأن يكون مستشفى، وإنّ الوضع كارثي.

وأضاف أنّه لا كهرباء ولا ماء، وأنّهم يضطرون أحياناً لترك بعض المرضى لمصيرهم، مؤكداً أنّ (600) مريض وعشرات الأطفال معرضون للوفاة في ظل استمرار انقطاع الكهرباء والماء عن المستشفى.

بدورها، حذّرت حركة حماس من تداعيات تصعيد جيش الاحتلال لقصفه الهمجي في محيط مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، للمرّة الخامسة خلال (24) ساعة.

وأعلنت الحركة في بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، نشره موقع (قدس نيوز) اليوم، عن استعدادها لاستقبال لجنة أممية للتحقق من أوضاع المستشفيات في قطاع غزة.

حماس تُحذّر من قصف جيش الاحتلال الهمجي في محيط مجمع الشفاء، وتؤكد استعدادها لاستقبال لجنة أممية للتحقق من أوضاع المستشفيات

وأكدت الحركة أنّ "الاحتلال يعتمد التزييف وبث صور مفبركة لترويج ادعاءاته بشأن مستشفيات غزة، ومستعدون لاستقبال لجنة أممية للتحقق من أوضاع المستشفيات، وأنّها بالفعل تقدم خدمات طبية وصحية فقط".

هذا، وحمّلت حماس الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن المسؤولية كاملة عن هذه الجريمة البشعة ضدّ الطواقم الطبية والمرضى والجرحى والنازحين في المستشفى ومحيطه، ودعت الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية إلى التدخل فوراً لوقف هذا العدوان الوحشي، وتحمّل المسؤولية السياسية والقانونية في حماية المدنيين والمستشفيات التي تُعدّ مناطق آمنة وفق القوانين الدولية.

وفي وقت سابق، أكدت حركة (الجهاد الإسلامي) الفلسطينية، أنّ الجيش الإسرائيلي من خلال الأكاذيب التي يروج لها يمهد لتدمير المستشفيات فوق مرضاها ونازحيها.

من جهتها، أعلنت منظمة (أطباء بلا حدود) أنّه لا يمكنها حالياً الاتصال بأيّ من موظفيها داخل مستشفى الشفاء بغزة، معربة عن قلقها على سلامة المرضى والطاقم الطبي.

حماس تُحمّل الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن المسؤولية كاملة عن هذه الجريمة البشعة ضدّ الطواقم الطبية والمرضى والجرحى والنازحين في المشفى ومحيطه

وكررت المنظمة في بيان نشرته عبر منصة (إكس) دعواتها بشكل عاجل لوقف الهجمات على المستشفيات وحماية المرافق الطبية والطواقم الطبية والمرضى.

وأكدت منظمة (أطباء بلا حدود) تكثيف الهجمات على مستشفى الشفاء بشكل كبير خلال الساعات الماضية، مشيرة إلى أنّه ما يزال المرضى بداخله، وبعضهم غير قادرين على الحركة.

وقد فقدت منظمة الصحة العالمية الاتصال مع الأشخاص الذين تتعامل معهم في مستشفى الشفاء في غزة، جراء الهجمات المتواصلة على المستشفى.

وأعلنت المنظمة في بيان لها فجر اليوم أنّها فقدت الاتصال مع أشخاص تتعامل معهم في مستشفى الشفاء، مشيرة إلى أنّ هناك خوفاً على سلامة العاملين الصحيين والمرضى والمصابين والأطفال في الحضانات والنازحين داخل المستشفى.

غريفيث: هناك تقارير مفزعة تتحدث عن شن هجمات على مستشفى الشفاء في غزة، وهو ما يعرّض حياة آلاف المرضى والعاملين والنازحين للخطر

هذا، وقالت منظمة (هيومن رايتس ووتش): إنّها لم تجد ما يؤكد مزاعم الجيش الإسرائيلي أنّ مقر قيادة حركة حماس يقع تحت مستشفى الشفاء. في الأثناء استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي يوم الخميس وفجر الجمعة عدداً من المستشفيات في قطاع غزة، وفق وكالة (رويترز).

وفي الإطار ذاته، قال وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: إنّ هناك تقارير مفزعة تتحدث عن شنّ هجمات على مستشفى الشفاء في غزة، وهو ما يعرّض حياة آلاف المرضى والعاملين والنازحين للخطر.

وطالب غريفيث بتوقف أعمال الحرب في مستشفيات غزة التي يضمن القانون الدولي لها الحماية، ويجب وقف الحرب الإسرائيلية على مستشفيات قطاع غزة.

وأضاف المسؤول الأممي أنّه "في إطار القانون الإنساني الدولي، يجب حماية المستشفيات". واختتم بالقول: "كما قلت سابقاً، يجب أن تتوقف أعمال الحرب في أماكن الرحمة والمستشفيات بغزة، بل يجب ألّا تحدث أساساً".

هذا، وقدّم مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومصادر في الكونغرس روايات متضاربة حول ادعاء إسرائيل أنّ حماس تدير مركز قيادة وأنفاقاً تحت مستشفى الشفاء شمال غزة.

مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومصادر في الكونغرس يقدمون روايات متضاربة حول ادعاء إسرائيل أنّ حماس تدير مركز قيادة تحت مستشفى الشفاء

وقال مسؤولان أمريكيان: إنّ الولايات تتفق مع التقييم الإسرائيلي بشأن كيفية استخدام حماس  لمستشفى الشفاء، وإنّ واشنطن "ليس لديها سبب للشك" في ادعاء إسرائيل.

وقال مسؤول آخر: إنّ "وجهة نظر مجتمع الاستخبارات الأمريكية هي أنّ حماس أقامت بنيتها التحتية الخاصة داخل مستشفى الشفاء وتحته"، بما في ذلك مركز القيادة، وإنّ المسلحين يستخدمون أيضاً مستشفيات أخرى في غزة كقاعدة لعملياتهم العسكرية، فيما قال مصدران في الكونغرس: إنّ الولايات المتحدة لا يمكنها تأكيد ادعاء إسرائيل في ما يتعلق بما هو موجود تحت المستشفى، وفق ما نقلت "روسيا اليوم".

ونقل الكثير من وسائل الإعلام العالمية تصريحات طبيب نرويجي عمل لأعوام طويلة في مستشفى الشفاء في غزة.

وقال المختص بالتخدير والطوارئ الذي عمل في مستشفى الشفاء بغزة (16) عاماً، مادس جيلبرت: إنّ إسرائيل لم تستطع تقديم أيّ دليل يثبت صحة ادعاءاتها بوجود قاعدة عسكرية بالمستشفى.

جيلبرت: عملت في مستشفى الشفاء لمدة (16) عاماً، تجولت في كل مكان بداخله، والتقطت الصور والفيديوهات، ولم أرَ قاعدة عسكرية مطلقاً

وتساءل جيلبرت في حديثه للأناضول "علينا أن نسأل الإسرائيليين إذا كانوا متأكدين من وجود قاعدة عسكرية في مستشفى الشفاء، أين كانوا منذ (16) عاماً؟ أين الدليل؟ وأين الصور؟".

وأردف قائلاً "عملت في مستشفى الشفاء لمدة (16) عاماً، تجولت في كل مكان بداخله، والتقطت الصور والفيديوهات، وتحدثت مع المرضى والعاملين، ونمت في المستشفى، ولم أرَ قاعدة عسكرية مطلقاً".    

وتابع قائلاً: "لماذا لم يقدّم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي أيّ دليل؟ هذا يذكرني بموقف وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول في مجلس الأمن الدولي، حين قدّم مزاعم كاذبة على أنّ العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل، هذه كلها أكاذيب حرب، وإسرائيل مدمنة على الكذب".

وذكر جيلبرت أنّ لإسرائيل تاريخاً طويلاً في مهاجمة المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملين في قطاع الصحة والعيادات الصحية الأساسية، مبيناً أنّه رأى هجمات إسرائيل على المرافق الصحية لأول مرة عندما جاء إلى غزة عام 2006.

مواضيع ذات صلة:

- كيف أسقطت حرب غزة ادعاءات المظلومية التاريخية لدى إسرائيل؟

- سياسيون لـ"حفريات": إسرائيل تشن حرباً على غزة وعلى فلسطينيي 48