2023... سنة "البلدوزر" الإماراتي

2023... سنة "البلدوزر" الإماراتي

2023... سنة "البلدوزر" الإماراتي


16/01/2023

عبدالخالق عبدالله

تستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة سنة 2023 وهي واثقة بحاضرها ومستقبلها أكثر من أي سنة أخرى، منذ تأسيسها دولةً اتحاديةً مستقلةً في 2 كانون الأول (ديسمبر) 1971. هذه سنة الاحتفاء بالعصر الإماراتي الذهبي الذي سيستمر بزخم أكبر؛ ويأتي شعور الإمارات بالثقة عبر سجل تنموي ومعرفي أكثر من مقنِع ومؤكَّد بتصدُّر الدولة في 171 مؤشرًا عالميًّا. 

وستبدأ الإمارات سنة 2023 وهي حريصة أكثر من أي وقت على الاستثمار فيما اكتسبته من مصداقية على الصعيدَين الإقليمي والعالمي؛ والحفاظُ على المصداقية من بين أهم بنود العمل الوطني الإماراتي في السنة الجديدة. لقد اكتسبت الإمارات مكانتها وسمعتها ومصداقيتها بأفعالها وأقوالها ونجاحاتها، وبجهد قيادة ملهمة وطموحة ومتواصلة مع إرث وطني وضع أسسه الأبُ المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه. 

وستُحلّق الإمارات -متسلحةً بالثقة والمصداقية- عاليًا وبعيدًا في هذه السنة؛ ففي نيسان (إبريل) المقبل سيهبط المستكشف راشد -المصمَّم والمصنَّع بأيدٍ إماراتية وطنية خالصة- على سطح القمر؛ ليضيف بُعدًا جديدًا إلى قطاع الفضاء، الذي هو أهمُّ جديد اقتصاد إمارات ما بعد النفط. وفي أيلول (سبتمبر) 2023 ستستضيف دبي مؤتمر "كوب 28" للمناخ الذي سيكون أكبر تجمُّع دولي بحضور 140 رئيسلً وزعيمًا عالميًّا.

وستدخل الإمارات سنة 2023 بوضع اقتصادي أقوى مما كان عليه في السنة الماضية؛ فالمؤشرات الحيوية تؤكد أن الإمارات تعيش حاليًّا طفرة اقتصادية على جميع المستويات والقطاعات، ومن ذلك الإيرادات، والاستثمارات، والواردات، والصادرات، والزيارات، والبنية التحتية، والمشروعات التنموية والمعرفية المستقبلية؛ وستستمر هذه الطفرة من دون توقُّف في سنة 2023، ويتوقَّع خبراء الاقتصاد أن تدوم حتى سنة 2030. 

إن بناء اقتصاد مستقر ومزدهر يتطلَّب إعطاء ملفَي الأمن والدفاع حقهما من الاهتمام الوطني؛ فالإمارات تعيش بجانب جارٍ إيراني يزداد صعوبةً وخطورةً، وتنتمي إلى منطقة شرق أوسطية هشَّة أمنيًّا وتعجُّ بالعنف وعدم الاستقرار؛ وأهمُّ بند أمني بجدول أعمال الإمارات في هذه السنة هو تخفيف التوترات في جِوارها الجغرافي، عن طريق كَسْب المزيد من الأصدقاء والشركاء، وتنويع الشراكات الاستراتيجية شرقًا وغربًا. وستبذل الإمارات جهدًا خاصًّا في هذه السنة لجعل الشركاء في الشرق الآسيوي بالأهمية نفسها التي يحظى بها الشركاء في الغرب الأوروبي والأمييكي. 

وستواصِل الإمارات في السنة الجديدة إعداد مواطن إماراتي قادر على حمل الراية، وتحمُّل المسؤولية الوطنية عبر تعليم جديد، ومهارات جديدة، وتشريعات جديدة، وقِيم جديدة، وتطلعات جديدة؛ وهناك جهد وطني خلَّاق لبناء هُوية وطنية إماراتية تعزز الإبداع والإنتاج والانفتاح؛ لتناسب نموذجًا إماراتيًّا تنمويًّا ومعرفيًّا مستقبليًّا قيد التأسيس.

كما ستواصِل الدولة في هذه السنة تأكيد الانتماء إلى الوطن أولًا، وما عدا ذلك ثانيًا وثالثًا ورابعًا؛ فقد كانت الهُوية القومية طاغية في يوم من الأيام على حساب الهُوية الوطنية؛ وفي وقت آخر كانت الهُوية الدينية متصدّرة على حساب الهُوية الوطنية؛ وفي لحظة سابقة كانت الهُوية القبَلية هي أساس التعريف بمَن هو الإماراتي؛ ومن الآن فصاعدًا ستُعاد هندسة الهُوية الوطنية لتكون راسخة في أرض الوطن قبل كل شيء. 

وأما في الخارج، فإن سنة 2023 هي سنة إغلاق ما تبقَّى من بُؤر ساخنة في المنطقة، وهي سنة الزخم الإماراتي بلا توقف، وسنة سعي "البلدوزر" الإماراتي إلى تحويل خصوم الأمس إلى أصدقاء وحلفاء اليوم، وسنة بروز الإمارات -بصفتها قوةً إقليميةً صاعدةً- الذي جاء ليبقى؛ وسيترسَّخ في هذه السنة؛ وستواصِل الإمارات في سنة 2023 رحلتها نحو العالمية بسرعة قصوى.

ويبقى أن الحلم الإماراتي، الذي يستقطب الملايين من المستثمرين والمبدعين، سيكون أكثر جاذبيَّة في سنة 2023؛ حلم العمل والإقامة وامتلاك منزل والحصول على حياة آمنة كريمة في الإمارات يوازي حاليًّا حلم العمل والإقامة وامتلاك منزل في أكثر الدول تقدمًا؛ وحلم الحصول على إقامة ذهبية في الإمارات أصبح ينافس حلم الملايين بالحصول على بطاقة خضراء في أميركا.

ولذلك كلّه تستقبل الإمارات سنة 2023 بثقةٍ ما بعدها ثقة، وتفاؤلٍ لم تعرفه في كل تاريخها.

عن "مفكرو الإمارات"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية