أردوغان يغازل الأسد... هل تراجعت تركيا عن معاداة النظام السوري؟

أردوغان يغازل الأسد... هل تراجعت تركيا عن معاداة النظام السوري؟


20/08/2022

بعد أكثر من عقد على دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم "العدالة والتنمية" لفصائل المعارضة السورية، لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بدا أردوغان، على ما يبدو، أكثر حرصاً وتركيزاً، في الوقت الحالي، على المصالحة بين نظام الأسد والمعارضة، الأمر الذي لاقى رفضاً واسعاً في الداخل السوري.   

 ووفقاً لصحيفة "حرييت" التركية، فقد شدّد أردوغان في حوار الخميس الماضي مع وكالة الأناضول على أنّ هزيمة الأسد، أو عدم هزيمته، في سياق الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011 "لم تكن دافع أنقرة".

 وتأتي تصريحات أردوغان في سياق محاولات عدة بدأها الرئيس التركي منذ لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي في 6 آب (أغسطس) الجاري للتقارب مع نظام الأسد، غير أنّ الأخير رفض، على ما يبدو، مبادرة أردوغان، الذي تحتل بلاده أجزاءً شاسعة من شمال سوريا بحجة ملاحقة عناصر حزب "العمال" الكردستاني، غير أنّ ميليشياته التابعة ارتكبت مجازر ترقى إلى جرائم حرب.

 

أردوغان: هزيمة الأسد، أو عدم هزيمته، في سياق الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011 "لم تكن دافع أنقرة"

 

 وعلى الرغم من التدخل التركي في شمال سوريا، زاد الطين بلة وفاقم عدم الاستقرار في الدولة العربية زعم أردوغان أنّ بلاده كانت "دائماً جزءاً من جهود حلّ القضية السورية"، نافياً أن تكون لتركيا أطماع في أراضي سوريا، وذلك في ضوء سعيه لشنّ عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، فقد أكد: "لا عين لنا على الأراضي السورية، الحفاظ على وحدة أراضي (سوريا) مهم لنا أيضاً".

 وصلاً للتودد الذي بدأه أردوغان مطلع الشهر الجاري، شدّد الرئيس التركي على أهمية "إبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين الدول، مهما كانت الظروف، في سياق الحرب الأهلية السورية".

 وطغى على مواقف أردوغان وحزبه التخبط مؤخراً بشأن التقارب مع نظام الأسد، فبعد أنباء في الأوساط الرسمية وغير الرسمية ترددت على نطاق واسع عن مكالمة "مرتقبة" بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأسد، اصطدمت على ما يبدو برفض النظام السوري، ظهر أحد أعمدة نظام أردوغان بحديث يتراجع فيه عن ذلك، ويفضل التواصل عبر أجهزة استخبارات البلدين، غير أنّ مغازلة نظام الأسد ما تزال مستمرة، فقد أعرب متين كولونك، عضو مجلس القرار المركزي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عن أمله في استعادة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وسوريا، في تأكيد جديد لقيادات الحزب الحاكم على الرغبة في إصلاح العلاقات بين البلدين.

 

تأتي تصريحات أردوغان في سياق محاولات عدة بدأها منذ لقائه بالرئيس الروسي في سوتشي للتقارب مع نظام الأسد

 

 في حين لم تُعلّق سوريا بشكل رسمياً أوغير رسمي على مبادرة أردوغان المثيرة للريبة، أفادت صحيفة "تركيا"، المقربة من حزب "العدالة والتنمية"، المعروف بدعمه لجماعة الإخوان المصنفة إرهابية في بعض الدول، أنّ الحكومة السورية وضعت (5) شروط لتطبيع العلاقات مع تركيا وأردوغان، بعد أعوام من سياسته المعادية للنظام السوري.

 ومن بين تلك الشروط، التي أوردتها الصحيفة، عودة سيطرة دمشق على إدلب، ونقل إدارة معبر ريحانلي- جيلفازجوزو الحدودي ومعبر كسب الجمركي إلى السلطات السورية، وفتح ممر تجاري بين دمشق وجيلفازجوزو، وسيطرة دمشق بالكامل على ممر النقل الإستراتيجي المعروف باسم "M4" الواقع على الخط الواصل بين حلب واللاذقية ودير الزور والحسكة شرق سوريا، وأخيراً تقديم تركيا الدعم لسوريا فيما يخص العقوبات الأمريكية والأوروبية على شركات ورجال أعمال وبيروقراطيين داعمين لنظام الأسد.

 في المقابل، طلبت تركيا تطهير مناطق تمركز حزب العمال الكردستاني الانفصالي ووحدات حماية الشعب الكردية بالكامل، وإكمال عملية الاندماج السياسي والعسكري بين إدارة دمشق والمعارضة بشكل سليم، وتطبيقها بعد عودة اللاجئين إلى المناطق الآمنة والاستقرار بها، على حدّ زعم صحيفة "تركيا".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية