إخوان الجزائر يستثمرون في لقاء المنقوش وكوهين... تفاصيل

إخوان الجزائر ولقاء المنقوش وكوهين... 9 حقائق

إخوان الجزائر يستثمرون في لقاء المنقوش وكوهين... تفاصيل


31/08/2023

استثمر الإخوان في الجزائر في اللقاء السري لوزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، حيث رصد مختلف ناشطي الإخوان حقائق حول اللقاء، متناسين مواقفهم المتناقضة من التطبيع مع "إسرائيل"، لا سيما حليفهم أردوغان، وتركيا التي تربطها علاقات قوية بالكيان. 

وفي سياق التعليق على الزيارة، شدّد عبد القادر بن قرينة ‏رئيس حركة (البناء) على أنّ الذي حدث هو محض "استغفال للأشقاء في ليبيا"، ومحاولة لجرّ الأخيرة والمنطقة المغاربية إلى "مستنقعات التطبيع النتنة".

وفي بيان على موقع (البناء) الرسمي، اعتبر متزعّم ثالث فصيل إخواني من حيث الانتشار في الجزائر، أنّ الهدف من لقاء المنقوش وكوهين يقوم على "خلق تصدعات في الجبهات المغاربية الداخلية، وتذكية صراعات بين مكوّنات الوطن الواحد، ومحاصرة الجزائر في عموم جغرافيتها وإرهاق جيشها على طول الحدود".

دعا بن قرينة الليبيين لاستغلال الموقف بـ "تجميع صفهم وتوحيد كلمتهم ونبذ اختلافاتهم وعدم الارتهان للقوى التي لا تريد إلاّ الشرّ لوطنهم وجميع منطقتنا وتستغل معاناتهم كي تزيد من تعميق الأزمة وتفريق صفّهم واستغلال ثرواتهم وطاقاتهم"

وثمّن الوزير السابق للسياحة، "الهبّة الليبية الصادقة من غالبية مكوّنات المجتمع الذي ورغم معاناته أكّد التزام هذا البلد بثوابته الوطنية تجاه دعم القضية الفلسطينية، ووعيه بمخططات التطبيع الذي أراد أن يستغل الأوضاع الصعبة التي تعيشها ليبيا الشقيقة لتمرير أجندات الكيانات الوظيفية".

وجدّد وصيف رئاسيات 2019، التأكيد أنّ "القضية الفلسطينية قضية مركزية لدى شعوب الأمة وأنّ التطبيع مع الكيان المحتل لا يكون على حساب إقامة دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وذلك بإجماع مكوّنات الأمة الحية"، مضيفاً أنّ "دعم الشعب الفلسطيني واجب على كل صاحب ضمير حي كي ينعم بحقّه في الحرية والاستقلال وتماسك سيادته".

ودعا بن قرينة (61 عاماً) الليبيين لاستغلال الموقف بـ "تجميع صفهم وتوحيد كلمتهم ونبذ اختلافاتهم وعدم الارتهان للقوى التي لا تريد إلاّ الشرّ لوطنهم وجميع منطقتنا وتستغل معاناتهم كي تزيد من تعميق الأزمة وتفريق صفّهم واستغلال ثرواتهم وطاقاتهم".

عبد الرزاق مقري

وحرص قائد (البناء) على تأكيد "استمرار وقوف النخب الجزائرية في طليعة المحذّرين من الهرولة نحو التطبيع بفضل ما تمتلكه مكوناتها من قرون استشعار للتحذير من مخاطر هذا الكيان".

ونوّه بن قرينة إلى أنّ جريدة (ذو الفقار) الجزائرية كانت من أوائل الجرائد التي نبّهت إلى خطر الكيان العام 1913، وهو ما ينمُّ بحسبه عن "أصالة الوعي الجزائري وثباته".

‏‏مخطط لتعميق الاختراق  

تحدّث عبد العالي حساني شريف رئيس حركة (السلم) عن "سعي كبير لأجل توسيع نطاق التطبيع باستهداف دول جديدة من المغرب والخليج العربيين"، ودعا قائد أكبر واجهة محلية للإخوان إلى "عدم الاكتفاء بالتنديد بهذا المخطط الخطير واستنكاره، بل ينبغي محاربته والوقوف في وجهه لأنه يستهدف تغليب كفة الكيان الصهيوني على الأمة".

من جانبه، استخرج الوجه الإخواني الجزائري عبد الرزاق مقري حزمة حقائق تخصّ أبعاد لقاء روما بين المنقوش وكوهين، وفي منشور على صفحته الرسمية بمنصة (فيسبوك)، ركّز على ما سماها "الطبيعة الاستعلائية المُحتقِرة للمسؤول العربي التي يعتمدها الكيان الصـهـيوني أثناء محاولاته اختراق العالم العربي دون أي اعتبار لمصير من ورّطه هو ذاته في الخـيانة".

وأشار قائد حركة (السلم) بين عامي 2013 و2023، إلى ما وصفها "طبيعة المسؤول العربي المستلب حضارياً الذي يتجرأ على الخـيانة من أجل مصالح شخصية متوهّمة ولو على حساب قوانين ومصالح بلده، دون أدنى مراعاة للمشاعر والإرادة الشعبية الرافضة للتطبيع مع الكيان الغاصب".

وأحال المرشح الإخواني المرتقب لرئاسيات 2024، على "طبيعة الشعب الليبي الحر الذي عبر عن رفضه لهذه الخطوة الآثمة من خلال الاحتجاجات في أنحاء ليبيا وعبر مؤسساته وأحزابه ومنظماته المدنية، بما مثّل ضغطاً شديداً على الحكومة للتعامل بصرامة مع الوزيرة وإقالتها والتحقيق في الموضوع وإحالتها للعدالة، وهذه الهبة الشعبية في أجواء الحرية الذي يكفلها توازن القوى في ليبيا، يدلّ أنّ التطبيع يكون مستحيلاً في الدول العربية والإسلامية حين تكون الحريات والديمقراطية مكفولة للشعوب".

وجزم مقري (62 عاماً) أنّ "العلاقات السرية مع المسؤول العربي بالنسبة للكـيان لا تمثّل إلاّ مرحلة قبل الإعلان عنها وتقدير إمكانية تحويلها إلى علاقة رسمية، إذ همّه هو التطبيع ولا تطبيع دون ظهور العلاقة، وعملية نشر وزير خارجية الكيان لخبر لقائه في روما مع الوزيرة نجلاء المنقوش هي في حدّ ذاتها عملية اختراق لجعل التطبيع المُجرّم قانوناً في هذا البلد، ممكناً وقابلاً للإنجاز حتى وإن لم تنجح المحاولة الأولى".

ضرب وحدة الصفّ

توصّل النائب السابق في البرلمان الجزائري إلى أنّ "الكـيان بإعلانه اللقاء مع الوزيرة الليبية، حقّق هدفاً مُهمّاً وهو ضرب وحدة الصف الليبي في طرابلس الرافض للتطبيع في مواجهة معسكر حفتر المنخرط في عملية التطبيع".

عبد العالي حساني شريف

وسجّل مقري أنّ "المسؤول الإسـرائيلي تعمّد تكذيب رواية الوزيرة بتأكيده أنّ اللقاء كان مُعدّاً له مسبقاً على أعلى مستوى رسمي ليبي خلافاً لتصريحها الذي ادعّت فيه أنه كان لقاءً عرضياً، مما كسر الثقة حتى في رئيس الوزراء الدبيبة نفسه".

وتوقّع أن "تفتح هذه القضية ملفاً قضائياً مسنوداً بمواد قانونية صارمة، إذ يُفترض أن تسجن الوزيرة ويُحكم عليها بثلاث سنوات حبساً وفق التشريع الليبي، وهو ما سيمثل فضيحة أخرى لحكومة الدبيبة، وستلاحقها المطالبة بالاستقالة، وسيقع تجاذباً سياسياً خطيراً حول هذا الموضوع قد يمثل تهديداً أمنياً آخر يزيد في تعقيد الوضع الليبي الهش".

استغرب الناشط عبد الحميد بوكراني ما لاكه مقري عن "الإحراج التركي"، وعلّق مستهجناً: "مُطبّع يُحرج من استضافة مُطبّع؟!، تركيا أصلاً تدعم الانقسام الحاصل"

ولاحظ مقري رغبة صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية لمزيد من التأزيم داخل الصف الليبي، عبر إشارتها إلى تقارير خاضت في "هروب المنقوش على متن طائرة حكومية إلى تركيا بمساعدة جهاز الأمن الداخلي الليبي"، قبل أن ينفي الجهاز ذاته "تسهيل سفر المنقوش"، مشيراً إلى أنها لم تمرّ عبر القنوات الرسمية بمنفذ مطار معيتيقة سواء الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية وفق السياق المتعارف عليه.

وقدّر مقري أنّه "إذا تأكد سفر المنقوش إلى تركيا، ستكون هناك مطالبات ليبية بطلبها من أنقرة التي ستقع في حرج كبير، وفي حالة رفض سلطات أردوغان، ستهتز علاقتها بجزء كبير من الشعب الليبي".

إحراج كبير

أوعز مقري: "ستمثّل هذه القضية إحراجاً كبيراً للسلطات الجزائرية التي لا تزال تقاوم موجات التطبيع في كل العالم العربي، وأصبح يُكوّن لها خطراً على أمنها القومي، وليس موقفاً مبدئياً متعاطفاً مع القضية الفلسـطينية فقط، وذلك من خلال تمركز الكيان في المغرب على الحدود الغربية الجزائرية وتحالفه مع المخزن تحالفاً عسكرياً وأمنياً ضدّ الجزائر".

وبجانب إقحامه محاولات الاختراق في تونس، لفت مقري إلى أنّه من مظاهر الخطر في عملية الاختراق مع الشقيقة والجارة ليبيا أنّها "تمّت بوساطة دولة باتت قريبة جداً من الجزائر وتوطدت العلاقات الاقتصادية والتجارية معها كثيرا وهي إيطاليا".

عبد القادر بن قرينة

وأتى ذلك، بعد تصريحات مسؤولي الكيان أنّ وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، هو من رتّب وسهّل اللقاء بين المسؤول الإسرائيلي والوزيرة الليبية، وعليه أهاب مقري بالجزائر، سلطة وشعباً، لتوخي "الحذر الشديد من أي دولة أوربية، إذ كلها تمثّل معسكراً واحداً متحالفاً مع الكيان، وإن اختلفت المصالح".

وعقّب الناشط جلول بلقاسمي معترضاً: "يجب التعامل مع الملف بطريقة ذكية، إذ أنّ التشابكات في العلاقات الدولية تغيّرت وأصبحت متعددة الأبعاد ولا يحكمها البعد التقليدي عدو عدوي صديقي وصديق صديقي صديقي وصديق عدوي عدوي. الآن ينبغي أن تكون براغماتياً وتفكّر في مصلحة بلدك بعيداً عن الأدلجة وكل المعايير البالية".

من جهته، استغرب الناشط عبد الحميد بوكراني ما لاكه مقري عن "الإحراج التركي"، وعلّق مستهجناً: "مُطبّع يُحرج من استضافة مُطبّع؟!، تركيا أصلاً تدعم الانقسام الحاصل".

مواضيع ذات صلة:

ماذا تعني مبادرة (اللُحمة) الإخوانية في الجزائر؟

قصة إيقاف وإعادة الإمام الإخواني في الجزائر

الجزائر: ما حقيقة علاقة الطاهر وطار وجماعات الإسلام السياسي؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية