إخوان تونس يلجؤون إلى الشائعات بهدف بث الفتنة وإحداث الفوضى

إخوان تونس يلجؤون إلى الشائعات بهدف بث الفتنة وإحداث الفوضى

إخوان تونس يلجؤون إلى الشائعات بهدف بث الفتنة وإحداث الفوضى


06/04/2023

 باءت محاولات إخوان تونس المتواصلة، في بث الفوضى وتأليب الرأي العام وحشد الدعم الدولي وتجييش التونسيين ضد الرئيس قيس سعيّد، بالفشل؛ ما دفعهم إلى ضخ شائعات حول شغور منصب الرئاسة في تونس ومرض الرئيس وعجزه عن إدارة شؤون البلاد، بعد غيابه عن أي نشاط رسمي أو ميداني لأكثر من أسبوع، وهي مساعٍ متكررة، وَفق مراقبين، ضمن محاولاتهم لإرباك مسار سعيّد الذي انطلق منذ 25 يوليو 2021 وبات يهدد وجودهم السياسي.

زعم رفيق عبدالسلام، وزير الخارجية الأسبق وصهر زعيم حركة النهضة الإخوانية، أن “الرئيس يرقد في المستشفى العسكري، وأن قصر قرطاج خاوٍ على عروشه إلا من الأمن الرئاسي”.

وسارعت جبهة الخلاص الوطني، التي تمثل الواجهة السياسية لحركة النهضة ويتزعمها السياسي أحمد نجيب الشابي، إلى عقد مؤتمر صحفي؛ لإضفاء نوع من الجدية على الشائعات التي روجتها صفحات موالية للحركة الإخوانية وأذرعها المعروفة لدى غالبية التونسيين، ودعت الحكومة إلى الكشف عن أسباب عدم ظهور الرئيس.

الرئيس يرد.. وتتبع قضائي

وبعد غيابه، ظهر الرئيس قيس سعيد في لقاءين؛ الأول مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن، والثاني مع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج نبيل عمر، بمقر الرئاسة في قصر قرطاج، وتوعد مروجي الشائعات التي “بلغت درجة من الجنون لم تعرفها تونس من قبل”. وقال إن مطلقيها “لا يفرقون بين حالة الشغور وغيرها؛ لأن هدفهم إحداث حالة الشغور”، وأضاف أن “الترويج لذلك يهدد السلم الأهلي”.

وأذنت النيابة العامة بـ”إجراء تتبعات جزائية ضد كل الأشخاص والصفحات التي تقف وراء نشر الأخبار الزائفة التي من شأنها الإضرار بسلامة الأمن العام للبلاد واستقراره، والتسبب في بث الفتنة والتحريض على إحداث الفوضى والاضطرابات واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم”.

خلق فوضى

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، بسام حمدي، قال في لقاء مع “كيوبوست”: إن فشل الخصوم السياسيين للرئيس قيس سعيد في إثنائه عن مواصلة مسار 25 يوليو 2021، وفي حشد دعم دولي للضغط عليه للتراجع عن كل الخيارات المتبعة، دفعهم إلى محاولة خلق الفوضى في تونس، والدفع نحو أزمة دستورية جديدة من خلال افتعال أخبار توحي بوجود حالة فراغ في رئاسة الجمهورية، ووصل الأمر إلى الحديث عن الفصول الدستورية التي يتم اعتمادها بعد تسجيل حالة شغور.

ووفقاً لحمدي، فإن هذه المحاولات ستغذي أزمة الثقة بين هذه الطبقة السياسية المعارضة والشعب التونسي؛ خصوصاً بعد أن اكتشف التونسيون أن الدعايات والشائعات والمغالطات التي روجها خصوم الرئيس قيس سعيد، ليست سوى استهداف ومحاولة لخلق الأزمة، وظهور الرئيس أسقط أضغاث الأحلام التي كان يطمح إلى تحقيقها المعارضون للنظام الحاكم.

ويرى الكاتب الصحفي أن الشائعات وأكذوبة تسجيل حالة شغور ستدفع الرئيس قيس سعيد إلى ضمان استمرارية مسار 25 يوليو عبر تركيز المحكمة الدستورية.

حيل قديمة

من جهته، يقول عميرة علية الصغير، أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية، في حديث إلى ”كيوبوست”: إن نشر الشائعات عبر أخبار وصور وخطابات  ومختلف طرق التعبير؛ هي حيل قديمة يتم من خلالها استهداف طرف آخر بغاية التشويش عليه أو وضعه في طريق خطأ لفهم واقع معيَّن أو اتخاذ موقف محدد من سلطة أو توجه، وهو دائماً ضمن خدمة استراتيجية معينة هدفها الوصول إلى غاية.

ويرى الصغير أن الشائعات التي بثها إخوان تونس وأذرعهم؛ إثر غياب الحضور المباشر للرئيس الذي تعود عليه التونسيون من خلال صفحة رئاسة الجمهورية على شبكة “فيسبوك”، هدفها كان واضحاً؛ وهو إسقاط هذا النظام، وهم لا يخفون ذلك، والأكيد أنهم يكذبون.

الكذب.. عقيدة إخوانية

ويشير أستاذ التاريخ المعاصر إلى أن الشائعة التي أطلقها رفيق عبدالسلام؛ القيادي في حركة النهضة الإخوانية وصهر زعيمها راشد الغنوشي، والتي تواصلت من قِبل عناصر محسوبة على الحركة الإخوانية وأذرعها، وسقط فيها مَن يسمون أنفسهم بالديمقراطيين، تهدف إلى ضرب الرئيس قيس سعيد ونظامه.

ويؤكد عميرة علية الصغير أن الكذب قاعدة من قواعد العقيدة الإخوانية التي تفتي بجواز الكذب والقسم على القرآن كذباً لمحاربة ما تعتبره عدواً. وبالتالي؛ من العادي نشر خبر عارٍ من أية صحة بخصوص الرئيس قيس سعيد، بهدف إقناع المتلقي بأكاذيب، ودفعه إلى تصديقها وبناء مواقفه عليها وحتى قراراته وردود أفعاله.

وأشار الصغير إلى أن لجوء إخوان تونس إلى “الشائعة” ليس آخر سلاح بحوزتهم؛ بل بإمكانهم اللجوء إلى عمليات استخباراتية أو التفكير في تسميم الرئيس أو اغتياله، وهي أساليب أثبت التاريخ اعتمادها من قِبل الإخوان، بعد أن باءت جهودهم من خلال النشريات واحتلال المنابر الإعلامية ومحاولات التظاهر وتجميع الناس والاتصالات الخارجية وعمليات “اللوبيينغ” بالفشل، وأثبتت أنه لم يعد لديهم أي صدى يُذكر لدى غالبية التونسيين.

وحسب أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية، فإن حركة النهضة ومن ورائها جبهة الخلاص الوطني، التي تقودها الحركة الإخوانية، استغلت هذه الشائعات لتقديم نفسها في صورة المنقذ والبديل والوطني والغيور على مصلحة البلاد، بعد أن أفلست سياسياً ولم تعد لها أية شعبية تُذكر، وحاولت تأليب الرأي العام وإقناعه بخطورة الوضع على الرغم من أنهم تسببوا في الوضع المتأزم الذي آلت إليه البلاد الآن كوسيلة وطريق للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم، لقلب الواقع وتأجيج الرأي العام وإقناعه أن الدولة ستدخل في الفوضى.

عن "كيوبوست"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية