إكسبو 2020: العالم في مدينة دبي

إكسبو 2020: العالم في مدينة دبي


04/10/2021

عبدالله محمد الشيبة

لمدة ستة أشهر ستجتمع 192 دولة تحت سقف واحد في مدينة دبي التي أصبحت محط أنظار العالم منذ اختيارها في السابع والعشرين من شهر نوفمبر 2013 لاستضافة المعرض الدولي (إكسبو 2020). وللمرة الأولى في تاريخ المعرض منذ عام 1851 يستطيع ملايين الزوار من مختلف بقاع الأرض التعرف على حضارة وابتكارات كل دولة في جناح مستقل. وستكون الفرصة سانحة أيضاً لمن لم يزر الإمارات، لأن يتعرف عن قرب على تلك الدولة التي سٌتكمل عامها الخمسين خلال فترة انعقاد المعرض، ويشهد بأمِ عينيه حجم الإنجازات التي صنعها مواطنو الإمارات ليس فقط على سطح الأرض، بل أيضا تلك التي بلغت الفضاء وكوكب المريخ.
ومما لا ريب فيه أن الإنجاز الأكبر والأهم لدولة الإمارات العربية المتحدة سيظل بناء المواطن القادر على صنع الإنجازات في ظل القيادة الرشيدة للدولة، وصاحبة الرؤية الثاقبة بعيدة المدى التي استطاعت أن تضع الإمارات على طريق التقدم والتطور لتصل إلى مصاف الدول المتقدمة، التي سبقتها بعقود طويلة.


والمجال هنا ليس للحديث عن أسباب اتخاذ المكتب الدولي للمعارض قراره باختيار دبي لاستضافة إكسبو2020، حيث سبق الخوض في هذا الموضوع مراراً وتكراراً، وإنما لاستعراض ما سوف تجنيه الدول المشاركة وضيوف الدولة الذين سيتقاطرون عليها طيلة ستة أشهر. ولعل أولى فوائد الدول المشاركة في إكسبو، تتمثل في مجتمع الأمن والأمان الذي سيعيش فيه ممثلو الدول الـ 192 المتواجدون بأجنحة تلك الدول.
فالاستماع والقراءة عن تمتع الإمارات بأعلى معدلات الأمن في العالم يختلف جذرياً عن رؤيته بالعين المجردة ومعايشته لما يزيد على 180 يوماً. ثم تأتي إنجازات البنية التحتية، من طرق واتصالات وغيرها، بجانب قطاع الخدمات لتشهد على ما استطاعت الإمارات تحقيقه في نصف قرن، الأمر الذي تكاد دول أخرى أن تحققه في عقود طويلة. 

أضف إلى ذلك تميز دبي على المستوى العالمي في ترسيخ السياسة التنافسية، التي تقوم على أسس علمية وبناء على المتغيرات العالمية في الاقتصاد والتجارة، وتقوم تلك السياسة على العديد من المحاور من أبرزها الكفاءة والرقمنة والبحث والتطوير وتعزيز بيئة الأعمال وجذب وتطوير والاحتفاظ بأفضل الفرص في رأس المال البشري وضمان مجتمع سعيد ومتقدم، الأمر الذي وضع دبي في مقدمة مدن العالم من حيث ممارسة الأنشطة التجارية في مجتمع تتوافر فيه كافة وسائل الاستثمار الناجح.
ثم تأتي السياسات والإجراءات التي طبقتها دولة الإمارات العربية المتحدة بنجاح منقطع النظير لمواجهة جائحة كوفيد- 19، والتقليل من مخاطرها وتحقيق أعلى المعدلات العالمية في التعافي الاقتصادي من تلك الجائحة، التي أصابت العديد من اقتصادات العالم بالشلل والعجز. فمواطنو الدول الـ 192 المشاركة في إكسبو 2020 بجانب ملايين الزائرين لأرض الدولة ستسنح لهم الفرصة للاستفادة من نجاح الإمارات في تطبيق خطط الاستجابة للجائحة والتي نجحت في تطعيم 93.71% و83.03% من سكان الدولة بالجرعة الأولى والجرعتين من أفضل اللقاحات في العالم على التوالي. كما سيشهد العالم عن قرب قوة ورسوخ هوية شعب الإمارات القائمة على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وثقافة التسامح والتعايش مع كافة ثقافات العالم. 

ولكن الحدث الأهم الذي ستشهده الدول الـ192 وضيوف الدولة على مدى فترة انعقاد إكسبو 2020 هو شخصية وثقافة وقوة إرادة المواطن الإماراتي والتي صنعت الإنجازات في كافة المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والعلمية والفضائية وغيرها، والتي استطاعت بناء دولة يشهد القاصي والداني بتميزها وتفوقها، والرسالة هنا أن تلك الإنجازات ستستمر ولن تتوقف عند حدود إكسبو 2020. 

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية