اشتباكات طرابلس.. كيف تتوزع خريطة الميليشيات في العاصمة الليبية؟

اشتباكات طرابلس.. كيف تتوزع خريطة الميليشيات في العاصمة الليبية؟


30/08/2022

فتحت الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس بين الميليشيات المسلحة المتصارعة على الحكم، السبت الماضي، الباب واسعاً أمام التخوفات، والتحذيرات من عودة الصراع المسلح مجدداً، خاصة في المناطق التي تشهد هدوءاً نسبياً منذ نحو عامين، وفي القلب منها العاصمة طرابلس.

ووصفت تقارير صحافية، الاشتباك الذي خلّف نحو (32) قتيلاً، و (159) مصاباً، بحسب وزارة الصحة الليبية، بأنه الأسوأ في البلاد منذ عامين، فيما رصدت شبكة "سي ان ان"، تبادلاً كثيفاً لإطلاق النيران والقذائف المشتعلة في مناطق متفرقة من العاصمة، أدى إلى فرار العشرات من مساكنهم، وإثارة حالة من الفوضى والعشوائية بالشوارع الرئيسية، فيما أظهرت مقاطع فيديو نشرتها شبكة "سكاي نيوز"، استهداف عدد من المواقع الأثرية في المدينة القديمة، أبرزها متحف السرايا الحمراء.

ودارت الاشتباكات منذ ليل الجمعة وعلى مدار يوم السبت، بين الميليشيات التي يتزعمها عماد الطرابلسي، وارتكاز لـ"كتيبة 92" التي تتبع هيثم التاجوري، وتدخلت ميليشيات "دعم الاستقرار" التابعة لعبد الغني الككلي على خط المواجهات في صف قوات الطرابلسي، واقتحمت "معسكر 77" الخاضع للتاجوري، بحسب ما أوردته شبكة "سكاي نيوز". 

وتخضع طرابلس لسيطرة حكومة عبد الحميد الدبيبة، المدعومة من عدة ميليشيات مسلحة على غرار "جهاز دعم الاستقرار" و"قوات الردع"، وهما من أقوى الميليشيات، إلى جانب قوة "دعم الدستور والانتخابات" وكتيبة "فرسان جنزور" التي تتمركز غرب العاصمة وكتيبة "رحبة الدروع" بمنطقة تاجوراء، في المقابل، تحظى حكومة فتحي باشاغا، المعينة من قبل النواب، بدعم كتيبة "777" التي يقودها هيثم التاجوري وكتيبة "النواصي"، وفق "العربية".

محاولة لفرض سلطة الحكومة الشرعية

الباحث المختص بالشأن الليبي أحمد جمعة قال لـ"حفريات" إنّ "ما جرى في العاصمة طرابلس محاولة من حكومة فتحي باشاغا لتسلم السلطة وفرض واقع سياسي وعسكري جديد باعتبار هذه الحكومة هي الحكومة الشرعية المكلفة من مجلس النواب بعد توافق (ليبي- ليبي) يحدث لأول مرة بين المجلس الأعلى للدولة والبرلمان الليبي ما أفرز هذه الحكومة".

جمعة: التطورات الأخيرة تفرض على الأمم المتحدة التدخل بشكل عاجل من خلال تكليف مبعوث أممي جديد للعمل على حل الأزمة السياسية

 وبحسب جمعة، "يأتي ذلك لمعالجة العوار الذي تركته البعثة الأممية التي لم تضع خطة بديلة حال عدم إجراء الانتخابات الليبية في 24 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ما دفع رئيس حكومة الوحدة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة إلى التمسك بالسلطة وعدم قبوله تسليم السلطة للحكومة التي كلفها مجلس النواب الليبي".

تهديد مباشر لاتفاق جنيف

ويرى جمعة أنّ التطورات الأخيرة تفرض على الأمم المتحدة التدخل بشكل عاجل وضروري من خلال تكليف مبعوث أممي جديد للعمل على حل الأزمة السياسية التي تعصف بليبيا والتي يمكن أن تؤدي إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف 20 تشرين الأول (أكتوبر) 2020، وهو الاتفاق الذي مهد للحل السياسي واختيار سلطة تنفيذية جديدة في ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي عقد في مدينة جنيف السويسرية وأفرز عن السلطة التنفيذية الجديدة ممثلة في المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

أحمد جمعة: ما جرى في العاصمة طرابلس محاولة من حكومة فتحي باشاغا لتسلم السلطة وفرض واقع سياسي وعسكري باعتبارها صاحبة الشرعية والمدعومة من البرلمان

ويقول جمعة إنّ التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي تركت أثراً سلبياً على الوضع السياسي والعسكري وتدفع نحو الانخراط في تحالفات إقليمية ودولية يمكن أن تعصف بأمن واستقرار البلاد وتهدد وحدتها بشكل كامل، وهو ما يتطلب أن يلتفت الشعب الليبي لهذه المخططات ويعمل على تحقيق توافق داخلي يدفع نحو إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفق إطار دستوري متوافق عليه بين الفرقاء الليبيين.

ما خريطة الميليشيات في العاصمة؟ 

يشير الباحث إلى أنّ العاصمة الليبية فيها ميليشيات تابعة للدبيبة وأخرى تتبع باشاغا، فيما تلتزم مجموعة ثالثة الحياد، لكنها في الوقت ذاته تمثل قنابل موقوتة قابلة للانفجار بأي لحظة، وقابلة للتحالف مع أي قوى تحقق مصالحها. 

ووفق جمعة، فإنّ أبرز الميليشيات الداعمة لحكومة فتحي باشاغا في غرب البلاد، هي، أولاً: "ميليشيات الزنتان" التي يقودها اللواء أسامة جويلي وهو قائد المنطقة العسكرية الغربية، وقائد الاستخبارات العسكرية السابق، ثانياً: "ميليشيات النواصي" بقيادة مصطفى قدور وتتمركز في سوق الجمعة وسط طرابلس، ثالثاً: ميليشيات مسلحة تتبع حسن بوزريبة نائب جهاز دعم الاستقرار وهو من الزاوية، رابعاً: ميليشيات مصراتة وأبرزها "اللواء 217" الذي تم تشكيله منذ شهرين بقيادة سالم جحا، وخامساً: "الكتيبة 55 مشاة" بقيادة معمر الضاوي وتتمركز في ورشفانة وهي مدينة محاذية لطرابلس. 

العاصمة الليبية فيها ميليشيات تابعة للدبيبة وأخرى تتبع باشاغا

أما الميليشيات الداعمة لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة الدبيبة، فهي، بحسب جمعة، أولاً: "القوة الوطنية المتحركة" وتضم ميليشيات من مدن أمازيغية وتسليحها خفيف، ثانياً: ميليشيات من الزاوية وتضم عدداً من الكتائب، ثالثاً: قوة العمليات المشتركة وتضم عدداً من ميليشيات مدينة مصراتة، رابعاً: "جهاز الدعم والاستقرار" ويقوده "غنيوة" ويضم أبرز ميليشيات طرابلس، خامساً: قوة حماية الدستور التي تتبع وزارة الدفاع وهي عبارة عن ميليشيات شكلها الدبيبة كي تكون داعمة له وتتولى حماية وزراء حكومته، سادساً: "كتيبة فرسان جنزور" وتمتلك أسلحة خفيفة ومتوسطة وتتمركز بالضاحية الغربية لطرابلس، سابعاً: "الكتيبة 51" ويطلق عليها أيضاً "رحبة الدروع" ويقودها المدعو بشير البقرة وتتمركز في تاجوراء والضاحية الشرقية لطرابلس.

تخضع طرابلس لسيطرة حكومة عبد الحميد الدبيبة، المدعومة من عدة ميليشيات مسلحة منها "جهاز دعم الاستقرار" و"قوات الردع"، وهما من أقوى المليشيات

وحول الميليشيات التي تلتزم الحياد وتتابع معركة تكسير العظام لتقفز إلى المحور الرابح، يقول جمعة إنّ أبرزها، رئاسة الأركان التي يقودها الفريق أول ركن محمد الحداد، و"اللواء 444" بقيادة محمود حمزة ويتمركز في طرابلس وله انتشار كبير في المنطقة الغربية، وتم تدريب عناصر هذا اللواء بواسطة تركيا، وميليشيات الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة والتي يقودها السلفي عبد الرؤوف كارة وتتمركز وسط طرابلس وتعد من أقوى التشكيلات التي لديها تسليح ثقيل ومتوسط.

 

مواضيع ذات صلة:

تأثيرات تجميد عائدات النفط على الانقسام السياسي في ليبيا

مسارات التوافق في ليبيا ورهانات القوى الدولية

الوضع العسكري والميداني في ليبيا.. حكومتان بلا دولة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية