اعتداءات وترحيل... اللاجئون السوريون يدفعون ثمن حملات التحريض في تركيا

اعتداءات وترحيل... اللاجئون السوريون يدفعون ثمن حملات التحريض في تركيا


16/08/2022

يواصل مسلسل الاعتداءات على اللاجئين السوريين في تركيا فصوله على يد مواطنين تأثروا بحملات التحريض التي ينتهجها الكثير من السياسيين ووسائل الإعلام.

آخر تلك الاعتداءات وقعت بحديقة عامة في ولاية بولو شمال غرب تركيا، حيث اعتدى مواطنون أتراك على (4) سوريين.

وفي التفاصيل، وفقاً لما نشرته صحيفة جمهورييت التركية، فقد تفاجأ (4) سوريين خلال وجودهم في حديقة "أتاتورك" بساعات متأخرة أول من أمس، بمهاجمة (4) مواطنين أتراك لهم.

الاعتداء على (4) سوريين بحديقة عامة في ولاية بولو شمال غرب تركيا على يد (4) مواطنين أتراك

وقال الأتراك خلال هجومهم على السوريين: "اذهبوا من بلادنا"، ليبدأ الشجار بين الجماعتين، ووصلت فرق الإسعاف والشرطة إلى مكان الحادث، حيث تم اعتقال الأتراك، ونقل السوريين إلى المستشفى.

ولم تتوقف الانتهاكات عند الاعتداءات، بل ضجت مواقع التواصل الاجتماعي أمس بخبر ترحيل السلطات التركية المحامي صلاح الدين الدباغ، المعروف بدفاعه عن قضايا اللاجئين السوريين، إلى الشمال السوري، وذلك عبر معبر قرقميش الحدودي.

وذكر مكتب والي غازي عنتاب في تغريدة على تويتر أنّ المحامي الدباغ "رُحّل من تركيا عبر بوابة قرقميش الحدودية، بعدما تبين أنّه شارك منشورات استفزازية عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي"، وفق ما نقلت "أورينت".

ترحيل السلطات التركية للمحامي صلاح الدين الدباغ المعروف بدفاعه عن قضايا اللاجئين السوريين يثير ضجة عبر مواقع التواصل

وجاء ترحيل المحامي بعدما ذهب إلى دائرة الهجرة لتقديم إفادته مضطراً بعد احتجاز والدته في قسم الشرطة، وفق ما قال على صفحته في فيسبوك، إلا أنّ دائرة الهجرة بدأت بإجراءات ترحيله على الفور حال وصوله.

من جهتها، وجهت والدة المحامي غادة حمدون رسالة شكر إلى المتضامنين مع قضيتها وابنها، وطمأنتهم أنّها بصحة جيدة بعد إطلاق سراحها.

وأكدت حمدون أنّ ابنها المحامي كان لا يقوم أو يتصرف بأيّ شيء دون الرجوع إلى كبار المحامين الأتراك، وأنّه تصرّف وفق القانون التركي لثقته بعدالة القانون.

وقد تفاعل العديد من السوريين مع خبر اعتقال وترحيل المحامي ووالدته خلال الأيام الماضية، معربين عن تضامنهم معه، ورفضهم اعتقاله وترحيله بشكل تعسفي دون تقديم تهم مقنعة، خاصة أنّه كان يعمل في تركيا على خدمة عشرات اللاجئين ومتابعة قضاياهم.

السلطات التركية اتهمت الدباغ ومصطفى بايرلي بنشر أخبار ومنشورات تحريضية على حساباتهما ضد الدولة والمجتمع التركيين

وقبل أيام، ضجت صحف تركية بروايات تدّعي أنّ الدباغ ومحامياً تركياً آخر من أصل سوري، هو مصطفى بايرلي، قاما بنشر أخبار ومنشورات تحريضية على حساباتهما ضد الدولة والمجتمع التركيين، وهو ما نفاه المحاميان على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد تصاعد خلال الفترة الماضية الخطاب المُعادي لوجود اللاجئين السوريين في تركيا بفعل تحريض أحزاب المعارضة التركية ضدهم، التي تستخدم ورقة اللاجئين الذين وصل عددهم إلى أكثر من (3) ملايين و(750) ألف لاجئ سوري مسجّلين تحت "بند الحماية المؤقتة"، للضغط على الحكومة قُبيل الانتخابات الرئاسية المُزمَع إجراؤها العام المقبل.

واتهم نائب وزير الداخلية إسماعيل تشاتكلي، زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ، بالتسبب في الكثير من الاعتداء على السوريين، بسبب التصريحات المناهضة للاجئين.

وفي السياق ذاته، كان رئيس حزب النصر التركي مصطفى ساريجول قد صرح للصحفيين خلال اجتماع في مقاطعة كيليس أنّه يقترح أن يجتمع البرلمان، ويطلب بتوزيع اللاجئين في تركيا بالتساوي على (28) دولة من الدول الأعضاء في حلف الناتو، مقابل قبول تركيا عضوية فنلندا والسويد.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية