الأرقام تتكلم.. تغير المناخ سيكون أكثر فتكاً من السرطان في بعض أجزاء العالم

الأمم المتحدة تُحذر: تغير المناخ سيكون أكثر فتكاً من السرطان في بعض أجزاء العالم

الأرقام تتكلم.. تغير المناخ سيكون أكثر فتكاً من السرطان في بعض أجزاء العالم


07/11/2022

حذّرت الأمم المتحدة في تقرير جديد لها من أنّ آثار أزمة المناخ ستغدو أكثر فتكاً من بعض الأمراض المنتشرة كالسرطان مع استمرار ارتفاع حرارة الكوكب.

وتقول الوكالة الدولية: إنّ ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى مزيد من الوفيات، ولا سيّما في تلك المناطق من العالم التي تشهد أجواءً شديدة الحرارة، والذي من شأنه أن يفاقم من أوجه انعدام المساواة العالمية القائمة.

ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى مزيد من الوفيات، ولا سيّما في تلك المناطق من العالم التي تشهد أجواءً شديدة الحرارة

وبحسب ما ورد في التقرير: "يمكن لتضافر الجهود العالمية نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ للحفاظ على ارتفاع حرارة الأرض ما دون (1.5) درجة مئوية أن يقلل من الوفيات المتوقعة من الحرارة الشديدة في عام 2100 بأكثر من (80%)، وبالتالي من المحتمل أن ينقذ عشرات الملايين من الأرواح على مدى العقود المقبلة".

في بنغلاديش مثلاً، توفي نحو (67) من كل (100) ألف شخص بسبب السرطان في عام 2019، ولكنّ هذا العدد من الوفيات يمكن أن يصبح أكبر بكثير إذا استمر العالم في ضخ الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بمعدل مرتفع جداً، بحسب ما تظهر البيانات.

بحلول نهاية القرن، ومع استمرار سيناريو الانبعاثات المرتفعة، سيموت أكثر من (130) شخصاً إضافياً من كل (100) ألف  شخص كل عام في دكا عاصمة البلاد وأكبر مدنها

وبحلول نهاية القرن، ومع استمرار سيناريو الانبعاثات المرتفعة هذا، سيموت أكثر من (130) شخصاً إضافياً من كل (100) ألف شخص كل عام في دكا عاصمة البلاد وأكبر مدنها. وفي خولنا، ثالثة أكبر مدن بنغلاديش، قد يرتفع هذا العدد إلى أكثر من (200) حالة وفاة إضافية لكل (100) ألف نسمة كل عام.

ويقول التقرير: إنّ ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوفيات في العديد من المناطق الحارة (الفقيرة) في العالم، ولكنّ بعض المناطق الأكثر ثراءً يمكن أن تتجنب هذا التأثير. ومع أنّ متوسط درجة الحرارة السنوية في الرياض بالسعودية يمكن أن يصبح أكثر سخونة من دكا أو خلنا، فإنّها قد تشهد زيادة أقل في عدد الوفيات بمعدل (120) وفاة لكل (100) ألف  شخص (نتيجة الحرارة المرتفعة) بحلول نهاية القرن.

وفي المناطق الأكثر برودة في العالم، من المتوقع أن تنخفض معدلات الوفيات، وفقاً لهذا التقرير. ففي موسكو على سبيل المثال يمكن أن يؤدي اﻻحترار السريع إلى انخفاض عدد الوفيات بمقدار (130) وفاة لكل (100) ألف شخص كل عام بحلول نهاية القرن.

يجتمع علماء المناخ وخبراء السياسات من جميع أنحاء العالم في شرم الشيخ بمصر في مؤتمر الأمم المتحدة السنوي لتغير المناخ

الأمر نفسه ينطبق على الأجزاء الأكثر برودة في الولايات المتحدة، فبينما يرجح انخفاض معدل الوفيات في مينيابوليس إحدى أبرد مناطق الولايات المتحدة، فمن المرجح أن يرتفع ارتفاعاً كبيراً في سان أنطونيو، إحدى أكثر الولايات سخونة.

ولكن في سائر أنحاء العالم بالمجمل، "تشير التقديرات إلى أنّ الزيادة المتوقعة في معدلات الوفيات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة أكبر بكثير من الانخفاض المتوقع في الوفيات بسبب انخفاض عدد الأيام الباردة".

وتظهر البيانات أنّ الحد من ارتفاع درجة الحرارة في المستقبل يمكن أن يقلل من عدد الوفيات. ففي دكا، على سبيل المثال، سيحمي مستقبل يتسم بمستوى أكثر اعتدالاً من انبعاث غازات الاحتباس الحراري نحو (100) شخص من الوفاة لكل (100) ألف كل عام، مقارنة بالسيناريو المرتفع الانبعاثات، وفي خولنا يمكن إنقاذ (150) شخصاً لكل (100) ألف سنوياً.

هذا، ويجتمع علماء المناخ والسياسيون وخبراء السياسات من جميع أنحاء العالم في شرم الشيخ بمصر في مؤتمر الأمم المتحدة السنوي لتغير المناخ، ومن المنتظر أن يحاول الحاضرون إحراز تقدّم في الاتفاقات العالمية للحد من الاحترار، وما تزال دول عديدة بعيدة عن الوفاء بالتعهدات والأهداف نحو الحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية