الإخوان المسلمون: شائعات في مصر وفساد في تونس.. ماذا عن ليبيا واليمن؟

في مصر، فنّدت وزارة الداخلية المصرية حقيقة تسريبات الفيديو المزعومة، التي تدّعي تعذيب قادة الجماعة في السجون المصرية، كما نفت الوزارة صحة ما تمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن خطاب تضمن أعداد القتلى والجرحى والموقوفين، خلال أحداث فضّ اعتصامَي ميدانَي رابعة والنهضة العام 2013.

وفي تونس، كشفت التحقيقات مع قيادات حركة النهضة عمق تمدد حركة النهضة داخل مؤسسات البلاد، وما مارسته من فساد مالي وتواطؤ في سبيل الهيمنة، وتمرير حركة أوعية التنظيم المالية.

أما في ليبيا، فتواصل الأذرع الإخوانية، رغم كارثة درنة، صراعاتها العبثية على السلطة. وفي اليمن، فجّر حزب الإصلاح، جناح الإخوان المسلمين في اليمن، جدلاً واسعاً، بعد مطالبته بحقه الإلهي في الحكم.

إخوان مصر؛ وحرب شائعات لا تنتهي

كشفت وزارة الداخلية المصرية حقيقة تسريبات الفيديو المزعومة، التي ادعت جماعة الإخوان أنّها من داخل زنازين قادة الجماعة في السجون المصرية، وأنّهم يتلقون معاملة غير آدمية.

وقالت الوزارة في بيان لها: إنّ مقاطع الفيديو التي تداولها أحد العناصر الهاربة بالخارج، بزعم كونها لنزلاء داخل أحد مراكز الإصلاح والتأهيل محرفة، ولا تمتّ بصلة للأشخاص الذين يدعي ناشر التسريبات أنّهم من قادة الإخوان.

من جهة أخرى، فندت وزارة الداخلية المصرية مزاعم إخوانية بشأن اعتصامَي رابعة والنهضة، في العام 2013، ونفى مصدر أمني في بيان رسمي صحة ما تمّ تداوله على أحد الحسابات الخاصة بأحد عناصر الإخوان الهاربة بالخارج، على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن خطاب منسوب صدوره إلى إحدى جهات وزارة الداخلية، يتضمن أعداد القتلى والجرحى والموقوفين خلال أحداث فض اعتصامَي ميدانَي رابعة، والنهضة، وأكد أنّ ما تمّ تداوله عارٍ تماماً عن الصحة جملة وتفصيلاً، موضحاً أنّه "قد سبق تداوله خلال العام الماضي، وتمّ نفيه في حينه".

ضربات أمنية متتالية لإخوان تونس

قالت المحامية التونسية إيناس الحراث في تصريحات صحافية: إنّه تم تأجيل جلسة الاستماع لرئيس حركة النهضة بالإنابة منذر الونيسي أمام القطب القضائي لمكافحة الإرهاب في ملف التسرييات الصوتية المنسوبة إليه. وكانت النيابة العمومية قد أذنت بتمديد الاحتفاظ بالونيسي (5) أيام إضافية، مع تكليف وحدة مكافحة الإرهاب بمواصلة التحريات في هذا الملف.

في تونس، كشفت التحقيقات مع قيادات "النهضة" عمق تمدد الحركة داخل مؤسسات البلاد، وما مارسته من فساد مالي وتواطؤ في سبيل الهيمنة، وتمرير حركة أوعية التنظيم المالية

وفي سياق مماثل، قرّر قاضي التحقيق بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي التونسي، إيداع رئيس مجلس شورى حركة النهضة، عبد الكريم الهاروني، السجن في إطار تحقيق في قضية فساد أثناء فترة توليه مسؤولية وزارة النقل، بحسب وكالة الأنباء التونسية الرسمية.

وقالت الوكالة، نقلاً عن محامي الدفاع سمير ديلو، قوله: إنّ "أحد قضاة التحقيق بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي قرر إيداع عبد الكريم الهاروني، ومسؤولين اثنين سابقين في شركات عمومية، السجن، وذلك في إطار التحقيق في قضية تتعلق بفترة تولي الهاروني وزارة النقل، خلال الفترة من كانون الأول (ديسمبر) 2011 إلى كانون الثاني (يناير) 2014".

وأضاف المحامي أنّ المسؤولين السابقين هما: منصف المطوسي والحبيب الملوح، والأول هو المدير العام السابق للشركة التونسية لأنبوب الغاز العابر للبلاد، فيما تولى الثاني منصب نائب المدير العام لشركة عجيل، المتخصصة في توزيع المحروقات.

وتكشف التحقيقات عمق تمدد حركة النهضة داخل مؤسسات البلاد، وما مارسته من فساد مالي وتواطؤ في سبيل الهيمنة، وتمرير حركة أوعية التنظيم المالية.

الإخوان المسلمون في ليبيا وصراع على بقايا الدولة

في ليبيا، تواصل الأذرع الإخوانية، رغم كارثة درنة، صراعاتها المختلفة على السلطة، وهو ما اعترف به عبد الرزاق العرادي، القيادي في حزب العدالة والبناء، في تعليقه على اجتماع رؤساء كلٍّ من: المجلس الرئاسي محمد المنفي، ومجلس الدولة الاستشاري محمد تكالة، والحكومة عبد الحميد الدبيبة؛ لبحث المسار السياسي في البلاد، وقال العرادي في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (إكس): شركاء متشاكسون، هناك من يحاول إنقاذ اللجنة المالية، وهناك من يعمل على إلغائها، وهناك من يريد تشكيل حكومة جديدة، ومنهم من يسعى لعرقلتها".

فجّر حزب الإصلاح، جناح الإخوان المسلمين في اليمن، جدلاً واسعاً، بعد مطالبته بحقه الإلهي في الحكم

القيادي الإخواني لخّص، ربما دون قصد، ما تفعله الأذرع الإخوانية في البلاد، وما تسببت فيه على مدار عقد من الزمن، من شتات سياسي، وتدهور اقتصادي، تجلى بوضوح في فشل الدولة، وعدم قدرتها على التعاطي مع كارثة درنة.

إخوان اليمن والحق الإلهي في الحكم

في اليمن، تتواصل مؤامرات الإخوان عبر حزب الإصلاح، وإدراكاً لعمق المؤامرة الإخوانية، أطلق سياسيون وناشطون يمنيون حملة واسعة استهدفت فضح جرائم حزب الإصلاح وتهديداته ككيان مشبوه على اليمن ودول الجوار، وذلك تحت وسم (#الإخوان_إرهاب_عابر_للقارات). وحظيت الحملة بتفاعل شعبي ونخبوي على السواء منذ الساعات الأولى لانطلاقها، وشاركت فيها نخب سياسية يمنية وعربية، أكدت على خطورة التهديدات التي يشكلها الإخوان على اليمن والمنطقة برمّتها.

من جهة أخرى، فجّر حزب الإصلاح، جناح الإخوان المسلمين في اليمن، جدلاً واسعاً، بعد مطالبته بحقه الإلهي في الحكم، وقد انتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تمسك الحزب بما وصفوه بـ "الحق الإلهي" في حكم اليمن، وكان الناشطون يعلقون على تغريدة لرئيس فرع الحزب في مأرب، مبخوت بن عبود الشريف، الذي استهل تغريدته بآية قرآنية تحمل تلميحات لحزبه، زاعماً أنّ الإصلاح هو الحزب الوحيد الذي يصلح لقيادة اليمن وحكمها.

وحاول الشريف شيطنة خصوم الإخوان، زاعماً أنّ حزبه لم يحتكر الوطنية، معرضاً بالحزب الاشتراكي، وحزب المؤتمر، والحزب الناصري، كما هاجم القوميين وغيرهم، مدعياً أنّ حزب الإصلاح وحده هو من له الحق في حكم اليمن.

مواضيع ذات صلة:

- الإخوان المسلمون: عكس التيار في تونس وانتهازية في المغرب واستقالة مدوية في موريتانيا

- الإخوان المسلمون: حصار في تركيا ومسيرة للعنف في ماليزيا ومناوشات في المغرب

- الإخوان المسلمون: تفجير المشهد في المغرب واحتجاجات في اليمن وسرقة الأراضي في غزة