الإخوان يظهرون خطابهم المتطرف تجاه التحالف العربي.. ومناورة جديدة لمصلحة الحوثي

الإخوان يظهرون خطابهم المتطرف تجاه التحالف العربي.. ومناورة جديدة لمصلحة الحوثي


03/11/2021

أظهر بيان حزب الإصلاح الإخواني في اليمن، الذي أصدره تحت مُسمّى القوى السياسية في مأرب، الأهداف الخفية للإخوان، وموقفهم من التحالف العربي في اليمن والحكومة الشرعية. 

وأكد سياسيون أنّ البيان الذي صدر عن عدد من الأحزاب والقوى السياسية، التابعة لحزب الإصلاح الإخواني الذي نشر عبر منصات الإخوان، أنه يخدم مشروع الحوثي، ويحمل رسائل عديدة تنذر بمرحلة قادمة صعبة. 

اقرأ أيضاً: ما علاقة تنظيم القاعدة في اليمن بالحوثيين؟.. وهذه آخر جرائمه

وهاجم البيان التحالف العربي، واتهم الحكومة الشرعية بالفشل والخذلان للجبهات في مأرب، رغم أنّ الحزب الإخواني مسيطر على الشرعية. 

ومن جانبه، أكد الصحفي والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر أنّ توقيت البيان خطير، خاصة أنه صادر عن حزب الإصلاح الرافض للمصالحة اليمنية وتوحيد الجهد لمواجهة الحوثي.

وأشار الطاهر إلى أنّ البيان يحمل رسائل للحوثي، لشحن معنويات إضافية، وحسم المعركة في مأرب وإسقاطها.

وبعد صدور البيان أعلن المسؤول الإعلامي لحزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري فرع مأرب شاجع هصام بحيبح استقالته من الحزب الناصري، وفق ما نقل موقع يمن نيوز.

 

بيان حزب الإصلاح الإخواني في اليمن، الذي أصدره تحت مُسمّى القوى السياسية في مأرب، يظهر الأهداف الخفية للإخوان، وموقفهم من التحالف والحكومة الشرعية

وقال بحيبح، في منشور له على الفيسبوك: "إنّ الحزب الناصري فرع مأرب أصبح تابعاً لحزب الإصلاح الإخواني، ويتحكم بقراره رئيس إصلاح مأرب". 

وأضاف بحيبح: "بعد أن أصبح التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري فرع مأرب مجرد تابع لرئيس حزب الإصلاح مبخوت بن عبود الشريف، أعلن استقالتي كمسؤول إعلامي لفرع التنظيم في مأرب، مؤكداً أنّ هذا القرار لا رجعة فيه". 

اقرأ أيضاً: لماذا اتهمت "العفو الدولية" الخبراء الأمميين بخيانة الشعب اليمني؟

وأعلن بحيبح اعتراضه على بيان الإخوان، الذي قال إنه رمى بكل فشل وإخفاق وانتهازية حزب الإصلاح الإخواني المسيطر على قرار الشرعية، في مأرب، على التحالف العربي الذي قال إنه لم يقصّر مع أبناء مأرب.

 

محمود الطاهر: بيان الإخوان يحمل رسائل للحوثي، لشحن معنويات إضافية، وحسم المعركة في مأرب وإسقاطها

واستغرب السياسي اليمني محمد سعيد الشرعبي من بيان الأحزاب التابعة للإخوان، من اتهام الشرعية المقسمة بينهم بالتقصير وتحميل التحالف العربي الممول لهم بالفشل في إدارة المعركة نيابة عنهم.

وقال في تغريدة له على تويتر: ‏أحزاب الشتات تتهم الشرعية المقسمة بينهم بالتقصير في دعم الجيش التابع لهم، ويحمّلون التحالف الممول لجنابهم الفشل في إدارة المعركة نيابة عنهم، مضيفاً: "ما حد فاهم حاجة عن عجائب مرتزقة الشتات". 

وقد علّق الباحث السياسي إياد قاسم على بيان الأحزاب والقوى السياسية في مأرب، مؤكداً أنه اعتراف من حزب الإصلاح بالفشل رسمياً في المحافظات الشمالية. 

وقال في تغريدة له على تويتر: "إنّ ‏بيان مأرب يعني أنّ الإصلاح أعلن رسمياً تسليم الشمال للحوثيين، وهو بذلك يطلق رصاصة الموت على شرعية هادي، وفق اليمن العربي".

 

‏قاسم: بيان مأرب يعني أنّ الإصلاح أعلن رسمياً تسليم الشمال للحوثيين، وهو بذلك يطلق رصاصة الموت على شرعية هادي

وأكد أنّ الخطر يكمن اليوم باتجاه الجنوب، والمجلس الانتقالي الجنوبي أمام خيارين: "إعلان حكم ذاتي وبدء معركة عسكرية لحماية الجنوب"، "أو الاستمرار بشرعية اتفاق الرياض بقيادته عسكرياً وسياسياً".

وقال في تغريدة ثانية: "إنّ توقيت البيان واتهام الجميع بالفشل والخذلان يشير إلى خطورته، والهدف من توقيته وضع المبررات لخطوات قادمة ستتخذها الأحزاب بتسليم مأرب للحوثيين".

ووصف مراقبون نقلت عنهم صحيفة العرب اللندنية البيان الصادر عن الإخوان في مأرب، الذي حمّل الحكومة اليمنية والتحالف العربي مسؤولية الفشل في إدارة المعركة، بأنه محاولة للتنصل من تبعات التغول العسكري الحوثي واقتراب الميليشيات من مركز المحافظة الاستراتيجية الغنية بالنفط والغاز.

 

مراقبون: البيان الصادر عن الإخوان في مأرب، محاولة للتنصل من تبعات التغول العسكري الحوثي، واقتراب الميليشيات من مركز المحافظة الاستراتيجية

وقال هؤلاء المراقبون: إنّ البيان الذي وقعت عليه يوم الإثنين فروع أحزاب التجمع اليمني للإصلاح، والمؤتمر الشعبي العام، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي، وحزب الرشاد السلفي، محاولة جديدة لخلط الأوراق في هذا التوقيت الذي تقترب فيه الميليشيات الحوثية من مركز محافظة مأرب بعد السيطرة على 12 مديرية من أصل 14 مديرية.

واعتبروا أنّ مشاركة حزب الإصلاح (ذراع جماعة الإخوان في اليمن) في البيان هو استمرار للنهج الإعلامي للجماعة القائم منذ وقت مبكر على تحميل التحالف العربي والحكومة اليمنية مسؤولية الفشل العسكري والسياسي في إدارة المعركة مع الحوثيين، على الرغم من سيطرة الجماعة على مفاصل الحكومة وخصوصاً في الجانب العسكري، إضافة إلى إحكام الإخوان هيمنتهم على محافظة مأرب بشكل كامل، واختطافهم للقرار السياسي والعسكري في الشرعية ومحافظات مأرب وشبوة وتعز بشكل خاص.

اقرأ أيضاً: اليمن: جرائم الحوثيين لا تتوقف في "العبدية"... والتحالف يبدأ عملية فك الحصار

ولم تستبعد مصادر سياسية يمنية مطلعة أن يكون هذا الموقف العلني الذي يقف خلفه حزب الإصلاح مقدمة لإظهار الخطاب الإخواني المتطرف تجاه التحالف العربي الذي كان يتم التسويق له خلال الأعوام السابقة بشكل غير مباشر عن طريق ناشطي الجماعة وإعلامييها.

 

مصادر سياسية يمنية: الموقف العلني الذي يقف خلفه حزب الإصلاح مقدمة لإظهار الخطاب الإخواني المتطرف تجاه التحالف العربي 

وفي تصريح لـ"العرب" اعتبر الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى أنّ "بيان تنظيم الإخوان المسلمين الذي وُقّع تحت مُسمّى الأحزاب والقوى السياسية في مأرب هو اعتراف رسمي بنجاح التنظيم في مهمة إفشال الشرعية والتحالف العربي".

وقال مصطفى: إنّ البيان "أقرب إلى إعلان انتصار التنظيم الدولي للإخوان بصيغة تهديد مبطّن بالاستسلام للحوثيين وتسليمهم مدينة مأرب وحقول النفط في صافر، إلى جانب كونه تمهيداً سياسياً وإعلامياً لتحوّل التخادم الإخواني ـ الحوثي في اليمن إلى تحالف سياسي رسمي، عبر دخول الحوثيين مأرب بصفقة سياسية، وليس باجتياح عسكري، بعد أن نجح الطرفان في استنزاف قبائل مأرب في قتال الحوثيين، وهو هدف انتقامي تاريخي مشترك لجماعتي الإخوان والحوثي".

اقرأ أيضاً: شواهد وأدلة تكشف تواطؤ إخوان اليمن مع الحوثيين

وأضاف: "يمهد البيان الإخواني في مأرب لمفاجآت قريبة بإعلان رسمي مشترك إخواني ـ حوثي على مستوى مأرب لتحييد شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ووضع التحالف العربي أمام أمر واقع يهيئ لتسوية سياسية شاملة تنحصر بين الحوثيين والإخوان وتنسف ما تبقى من إمكانية لتنفيذ اتفاق الرياض مع المجلس الانتقالي، بهدف استبعاد الأخير من أيّ عملية تسوية سياسية شاملة نتيجة تسليم مأرب للحوثيين".

اقرأ أيضاً: ما الذي ينبغي تفاديه مع تعيين المبعوث الأممي الجديد باليمن؟

وفي سياق متصل بمخططات الإخوان في اليمن، قال عضو المجلس الانتقالي فضل الجعدي: إنّ المتاجرين بأرواح الناس والدين والمواقف وصنّاع الأزمات أدوات مهزومة أخلاقياً، ولن تحرز أي نصر، بينما هي تتآمر على الوطن.

واعتبر المعارك الجانبية والتحشيد الإخواني نحو الجنوب وتحريك خلايا الإرهاب لضرب العاصمة عدن وإقلاق سكينتها، ووضع العراقيل أمام عمل الحكومة واختلاق الأزمات واستمرار حرب الخدمات، في الوقت الذي تتساقط فيه الجبهات كأحجار الدمينو، هي انتصار سلطة الإخوان  للحوثي ولا سواه.

وعن أسباب انسحاب القوات السعودية ضمن قوات التحالف العربي من مطار عتق أول من أمس، قال سياسيون وصحفيون إنها رسالة واضحة لسلطة الإخوان بأنهم ليسوا بأهل للثقة، برغم الدعم السخي الذي تلقاه الإخوان على مدار 7 أعوام من الحرب، والذي استخدم لتسليم المحافظات لميليشيات الحوثي.

وأضاف الصحفي ياسر اليافعي: "جميعهم فقدوا الثقة بميليشيا الإخوان التي تسيطر على الشرعية بعد انسحاب الإمارات‬، وسحب  السعودية‬ قواتها من مطار عتق رسالة واضحة لهذه الميليشيا مفادها: أنتم لستم أهلاً للثقة، والمعركة لن تنتهي هنا، بل هي البداية لاجتثاث الإخوان والحوثي معاً من أرض الجنوب".

اقرأ أيضاً: اليمن: تفاصيل اعتداء ميليشيا الإخوان على منشأة بلحاف

ورأى الصحفي أمجد يسلم صبيح أنّ قرار السعودية بمغادرة مطار عتق‬ هو قرار استراتيجي، جاء نتيجة القرائن أنّ الإخوان في شبوة هم خونة وعملاء للحوثي، وقد أرادت المملكة إيصال رسالة قوية بأنّ مصير المحافظة يتحمل كل عواقبه من خان وطعن، وعليه أن يدفع ثمن أفعاله المنتهكة لآمال شعب شبوة.

بدوره، قال الصحفي علاء حنش: إنّ الانسحاب عبارة عن مؤشرات تؤكد أنّ دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أدركت خيانة الإخوان‬ في شبوة، بل أدركت خيانات الإخوان منذ انطلاق عاصفة الحزم‬.

‏وتساءل: هل نترقب موقفاً صارماً سعودياً ضد الإخوان؟ وما هو؟.

اقرأ أيضاً: التجويع سياسة إخوانيّة للسيطرة على الجنوب اليمني

وشارك الصحفي أسامة بن فائض صورة للجيش السعودي وهو يغادر مطار عتق بكل عتاده، وغرّد: "هو قرار لا يعني التخلي عن شبوة بقدر ما أنه خطوة في الاتجاه الصحيح يفضح ميليشيات الإخوان ويضرب مشروعهم".    

‏وأضاف: "لسان حال الرياض يقول: إننا لن نجعل ميليشيات الإخوان تحتمي بجيشنا". مؤكداً أنّ العد التنازلي بدأ.

واعتبر الناشط السياسي محمود اليافعي أنّ انسحاب قوات التحالف العربي من عتق أسقط ورقة التوت عن ميليشيات الإخوان، التي لطالما استخدمت الشرعية كغطاء لأفعالها الإجرامية بحق قبائل شبوة وشباب نخبتها.

وكانت مصادر صحفية نقل عنها موقع المشهد اليمني قد كشفت أنّ قرار الانسحاب أتى بعد انتهاء المهلة التي حددتها التوجيهات الصادرة من قيادة التحالف العربي لسلطات شبوة بشأن إيقاف المعارك الجانبية وإطلاق المعتقلين من سجونها السرّية، واستعادة المناطق التي سُلمت سلمياً للحوثيين بعد انسحاب القوات التابعة للقيادي الإخواني ابن عديو منها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية