الإسلام السياسي في أسوأ حالاته... مجلة فرنسية تسلط الضوء على ضعف الإخوان

خلصت مجلة فرنسية في تحليل لها إلى أنّ جميع حركات الإسلام السياسي لمختلف نماذجها، وبشكل خاص جماعة الإخوان، باتت في تراجع مستمر في مختلف دول الشرق الأوسط.

ورأت مجلة "لوكورييه إنترناسيونال" نقلاً عن خبراء أنّ الإسلام السياسي تعرض لضربات قوية في كل من مصر وتونس بشكل خاص، وباتت جماعة الإخوان المسلمين في أسوأ حالاتها وغارقة في صراعات على السلطة والقيادة، كما أنّ حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا يخسر المزيد من شعبيته على الصعيدين المحلي والعربي إثر تبدل سياساته، فيما نموذج الإسلام السياسي في إيران على وشك الانهيار إثر الاحتجاجات الشعبية والأزمة المعيشية في البلاد، وفق موقع 24. 

جميع حركات الإسلام السياسي لمختلف نماذجها، وبشكل خاص جماعة الإخوان، باتت في تراجع مستمر في مختلف دول الشرق الأوسط

ووفقاً لما نقلته "لوكورييه إنترناسيونال" عن الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي فلورانس بارجو، فإنّ جميع حركات الإسلام السياسي تستهدف الدول التي تنتشر فيها وتسعى للاستيلاء على السلطة بهدف تطبيق الشريعة، مؤكدة أنّ التراجع هو نتيجة لرغبة العديد من الدول العربية في التجديد ومكافحة التطرّف.

وأوضحت بارجو، في دراسة لها صدرت مؤخراً حول مستقبل الإسلاموية في فرنسا، أنّ جماعة الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي تسعى لاستهداف السلطة في كافة الدول الإسلامية من بوابة الثقافة والاقتصاد أوّلاً، لتقتحم بعدها ميدان السياسة والأمن الداخلي. وحذّرت من استمرارية نفوذ الإخوان في الجامعات الأوروبية والأمريكية عبر الطلاب واللاجئين من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان.

جماعات الإسلام السياسي تسعى لاستهداف السلطة في كافة الدول الإسلامية، من بوابة الثقافة والاقتصاد أوّلاً، لتقتحم بعدها ميدان السياسة والأمن الداخلي

وتحدثت المجلة الإخبارية الفرنسية عن صراع القوى داخل جماعة الإخوان، مُعتبرة أنّها ضعفت اليوم على نحوٍ غير مسبوق بعد الضربتين اللتين لم تتعافَ منهما في كل من مصر بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في 2013، ومن ثمّ في تونس على إثر تنحية الرئيس قيس سعيد في 2022 لزعيم حزب النهضة راشد الغنوشي عن رئاسة البرلمان، وهو المحسوب على تنظيم الإخوان.

نموذج الإسلام السياسي الآخر الذي تقوده طهران ضعف بشدة، انعكاساً للأوضاع الداخلية الصعبة التي تشهدها إيران في ظلّ الأزمة الاقتصادية والسياسية

وتابعت المجلة: "اهتزت جماعة الإخوان بسبب صراع داخلي على منصب المرشد، الذي اشتعل من جديد منذ وفاة المرشد المؤقت إبراهيم منير في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وذلك ما بين المعسكرين المصري واللندني، محذرة من أنّه ليس من الضرورة أن يُؤدي هذا الصراع الإخواني الداخلي إلى انهيار تام لهذه المنظمة القديمة جداً، إذ أنّه، ومهما حصل، فإنّ المشهد الإقليمي بأكمله يُظهر أنّ السياق لم يعد ملائماً كما كان في الماضي للسماح للإسلامويين من كافة الإيديولوجيات بالاستمرارية وتعزيز أجنداتهم، بانتظار فرصة أخرى ربما.

وفي الصدد نفسه، ترى المجلة الفرنسية أنّ نموذج الإسلام السياسي الآخر الذي تقوده طهران؛ أي نظام الملالي، قد ضعف بشدة انعكاساً للأوضاع الداخلية الصعبة التي تشهدها إيران في ظلّ الأزمة الاقتصادية والخلافات السياسية والقمع المستمر للشعب، وهو ما انعكس كذلك على سعي العراق من جهته للاستقلالية والتخفيف من وطأة التدخل الإيراني في شؤونه، وخاصة من بوابة الدين.