الإمارات.. إنجازات سقفُها الفضاء

عبدالله محمد الشيبة

كما واصلت وتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازاتها المستمرة على الأرض، فهي تواصل إنجازاتها المستمرة أيضاً في الفضاء، إذ نشهد حالياً ثلاثة من أبرز تلك الإنجازات الفضائية.

ويتمثل الأول منها في نجاح المواطن الإماراتي رائد الفضاء سلطان النيادي في خوض أول مهمة سير في الفضاء في تاريخ العرب، خارج محطة الفضاء الدولية التي وصل إليها بداية شهر مارس الماضي بعد اجتيازه أطولَ رحلة لرائد فضاء عربي. وبذلك تكون دولة الإمارات في المرتبة العاشرة عالمياً في مهمات السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية.

وسوف تستمر رحلة سلطان النيادي 180 يوماً على متن محطة الفضاء الدولية، يُجري خلالها أكثر من 19 تجربة علمية.أما الإنجاز الثاني في مجال الفضاء، فيتمثل في نجاح مسبار الأمل في الاقتراب لمسافة 100 كم من القمر التابع للمريخ («ديموس») والتقاط أوضح صورة حصل عليها البشر لهذا القمر. ويؤكد التحليل العلمي للصور التي تم التقاطها للقمر «ديموس» أنه في الأغلب كان جزءاً من كوكب المريخ وقد انفصل عنه قبل ملايين السنين، وليس كويكباً منجذباً إلى ذلك الكوكب الأحمر كما هو الاعتقاد السائد قبل الآن.

وقد قام بهذا التحليل العلمي الدقيق نخبة من مواطني دولة الإمارات أعضاء الفريق العلمي الذي يشرف على مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، ويعتمد أفراده على مهاراتهم لاكتساب المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها.

ويهدف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ إلى رسم أول خريطة عالمية للغلاف الجوي للمريخ ودراسة أسباب فقدان الكوكب معظم مياهه. ويُعتبر المشروعُ المهمةَ العلميةَ التاريخية الأولى من نوعها في العالم العربي، والتي ستضع الإماراتُ من خلالها بصمتَها ضمن الدول المتقدمة في قطاع الصناعات الفضائية، مما يسهم في دفع مسيرة المعرفة العالمية في مجال الفضاء.

ويتمثل الإنجاز الإماراتي الثالث خلال الآونة الأخيرة في محاولة الوصول إلى سطح القمر بوساطة المستكشف «راشد» الذي انطلق قبل خمسة أشهر في رحلة قطع خلالها 1.4 مليون كيلومتر من الأرض إلى القمر، وذلك لاستكشاف هذا الأخير والبحث في طبقاته الطبوغرافية. والمستكشف «راشد» أول مركبة فضائية عربية تم بناؤها في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي.

ورغم فقدان الاتصال بالمستكشف فإن الإنجاز الإماراتي سيظل خالداً كأول محاولة عربية لدراسة سطح القمر والتي لن تتوقف، إذ أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن بدء العمل في بناء مستكشف جديد للقمر يحمل اسم «راشد 2».

إن هذه الإنجازات التي تأتي في زمن قصير مقارنةً بدول العالم المتقدمة، سواء تلك التي تشارك برواد فضاء في محطة الفضاء الدولية أو التي ترسل مركباتها الفضائية لاستكشاف كوكب المريخ أو سطح القمر، تؤكد أن الإمارات ماضية قدُماً وعلى أسس علمية في استكشاف الفضاء، وذلك بفضل رؤية القيادة وما تتبناه من استراتيجيات واضحة المعالم وذات أهداف قابلة للتحقيق في قطاع الفضاء، مما سيساهم بقوة في ريادة دولة الإمارات إقليمياً في قطاع مستقبلي واعد واستراتيجي مثل قطاع صناعة الفضاء.

عن "الاتحاد" الإماراتية