التجسس تهمة جاهزة لتعقب البهائيين في إيران

التجسس تهمة جاهزة لتعقب البهائيين في إيران


05/09/2022

أعلنت السلطات الإيرانية توقيف 12 شخصا من أتباع الديانة البهائية المحظورة في البلاد الأحد، على خلفية شبهات بارتباطهم بإسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، فيما يرى مراقبون أن الاتهامات بالتجسس تهمة إيرانية جاهزة لتعقب البهائيين والتضييق عليهم.

وأوردت وكالة “إرنا” الرسمية أن “مديرية الأمن العامة في محافظة مازندران (شمال) أعلنت تفكيك الخلية المركزية لتنظيم البهائية العميل للصهيونية في شمال البلاد”، مشيرة إلى “رصد واعتقال 12 عنصراً من تنظيم البهائية العميل للصهيونية في مدن مختلفة من المحافظة”.

وأضافت “تم تدريب اثنين من قادة هذا التنظيم التجسسي في منظمة ‘بيت العدل’ الصهيونية الموجودة في الأراضي المحتلة، وشكلوا خلية تجسس مع عناصر تنظيمهم في جميع أنحاء محافظة مازندران”.

وفي حين تكفل الجمهورية الإٍسلامية ذات الغالبية الشيعية للعديد من الأقليات الدينية حرية ممارسة المعتقدات، حظرت الديانة البهائية وتعتبر أتباعها “مهرطقين”، وغالبا ما وجهت إليهم اتهامات بالارتباط بإسرائيل، عدوها الإقليمي اللدود.

وكانت وزارة الأمن (الاستخبارات) الإيرانية قد أعلنت في الأول من أغسطس، توقيف عدد من أتباع الديانة البهائية بشبهة التجسس، من دون أن تحدد عددهم.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنت في أواخر 2018، قرارا يدعو طهران إلى وقف “المضايقة” و”الترهيب” و”التوقيف الاعتباطي” لأتباع أقليات دينية والإفراج عن بهائيين قالت إنه تم توقيفهم لانتمائهم الديني.

واشتكى البهائيون بشكل متكرر في الماضي من مصادرة أراضيهم وممتلكاتهم. وقد زعمت السلطات الإيرانية في بعض الأحيان أن هذه الأصول تعود إلى منظمات باتت محظورة الآن في إيران، لكن البهائيين ردوا بأن الأصول تم نقلها لاحقا إلى مؤسسات خاضعة لسيطرة الدولة.

ومع تزايد القلق بشأن حملة القمع، قال مكتب الحرية الدينية الدولية في وزارة الخارجية الأميركية إن “الولايات المتحدة تحض إيران على وقف قمعها المستمر لأتباع الديانة البهائية والوفاء بالتزاماتها الدولية باحترام حق جميع الإيرانيين في حرية الدين والمعتقد”.

وتعود جذور هذه الديانة إلى القرن التاسع عشر في إيران وهي تدعو إلى الوحدة بين كل الشعوب والمساواة. ويؤمن أتباعها بتعاليم بهاء الله المولود في إيران في عام 1817، ويعتبرونه أحد أنبياء الله وآخرهم. كما يؤمنون بالمساواة بين المرأة والرجل، ويبلغ عددهم نحو سبعة ملايين شخص في العالم بينهم 300 ألف في إيران لا يستطيعون مواصلة دراساتهم العليا أو شغل وظائف حكومية.

ويقول زعماء بهائيون في المنفى إن الآلاف من أتباع البهائية اعتقلوا وأعدموا في إيران منذ قيام الجمهورية الإسلامية في عام 1979.

وفي يونيو الماضي راجت تقارير عن حكم أصدرته المحكمة الثورية في مدينة شيراز بجنوب إيران على 26 بهائيا بالسجن بين عامين وخمسة أعوام. وأدينوا بتهم “التآمر للإضرار بالأمن الداخلي والخارجي لإيران” كما جاء في التقارير.

ولا تعترف جمهورية إيران الإسلامية بهذه الديانة، خلافا للمسيحية واليهودية والزرادشتية. ويتعرض أتباعها إلى اضطهاد “منهجي” منذ 1979 بحسب منظمة العفو الدولية، وإلى السجن التعسفي والتمييز في الجامعات والخدمات العامة إضافة إلى إغلاق الشركات التابعة لهم.

وكان البهائيون، الذين يعتبرهم الكثير من المحافظين الإسلاميين مرتدين، يتعرضون للاضطهاد خلال عهد الشاه أيضا وإن بدرجة أقل.

وتبدو احتمالات تحسين وضعهم ضئيلة في ظل وصول المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية الفارطة.

ويقول البهائيون إن أسس التسامح التي تقوم عليها ديانتهم تبرر “صمودهم البناء”، وهي مقاربة ترفض المواجهة وتتيح لهم الاستمرار في إيران.

ومن الأمثلة المعبرة عن ذلك المعهد البهائي للتعليم العالي الذي يتيح للشباب مثل رحمانيان الوصول إلى مرحلة الدراسات الجامعية. ويؤمّن المعهد الكثير من الدروس عبر الإنترنت ويوفرها عادة مهاجرون بهائيون، ويتيح كذلك التعليم في المنزل أو في مقار تستأجرها الطائفة.

ويقول ناشطون إن أكثر من 200 بهائي أُعدموا في السنوات الأولى للجمهورية الإسلامية. وفي يونيو 1983 شنقت 10 نساء بهائيات بينهن منى محمود نجاد التي كانت تبلغ من العمر 17 عاما في مدينة شيراز (جنوب إيران).

ولا يزال الحديث عن وضعهم من المحرمات ونادرا ما يتم التطرق إليه في إيران. وفي عام 2016 أثارت فائزة هاشمي ابنة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني صدمة لدى المحافظين عندما التقت البهائية المسجونة فاريبا كمال أبادي.

ويقول جيمس سميمي فار عضو مكتب الشؤون العامة للبهائيين في الولايات المتحدة إن هدف السلطات الإيرانية هو “إلغاء البهائيين ككيان قابل للاستمرار في البلاد”.

واستغلت السلطات الإيرانية مؤخرا جائحة كورونا للتضييق على البهائيين وقمعهم واعتقالهم وتهديدهم، حيث حُكم على ما لا يقل عن 71 شخصاً في جميع أنحاء البلاد خلال الأسابيع الأخيرة بالسجن.

وحكمت “محكمة ثورية” في إيران على خمس نساء بالسجن خمس سنوات بتهمة “نشر دعاية ضد الدولة من خلال اعتناق البهائية”.

عن "العرب" اللندنية

الصفحة الرئيسية