التهجير.. فكرة أم خطة؟

التهجير.. فكرة أم خطة؟

التهجير.. فكرة أم خطة؟


07/11/2023

وليد عثمان

طالت أو قصرت، ستنتهي هذه الجولة من الحرب في غزة، وإن كان الأمل أن يكون ذلك في أقرب وقت، حتى يتوقف نزيف الأرواح اليومي.

وأيّاً كان موعد هذه النهاية، فإن هناك كثيراً من التصورات حول ما يليها من أحداث ومساءلات، على هذا الجانب، أو ذاك، تتعلق بتهوّر، أو تقصير، أو سوء تقدير.

ما يهمّنا ألا تترافق النهاية مع تبدلّات جغرافية عميقة، وتحديداً تلك المتعلقة بتهجير الفلسطينيين من غزة، أو الضفة، إلى مصر والأردن، أو غيرهما.

صحيح أن نيّة التهجير كانت أوضح ما أعلنته إسرائيل بعد هجوم «حماس» عليها، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بل إن وجوهاً، غربية وإسرائيلية، مضت في الترويج للموضوع، إلى حد التفصيلات الدقيقة، بما في ذلك ثمن الشقق في مدن عربية يفترض أن يقصدها المهجّرون. ومعلوم قوة ردّ الفعل الذي أبداه الفلسطينيون، والعرب، وبعد فترة ساسة غربيون، الرافض لفكرة التهجير باعتبارها، من المنطلق العربي، تصفية للقضية الفلسطينية، وفتحاً لأبواب اضطراب لا حاجة إليه في المنطقة.

ورغم ذلك، فإن إسرائيل لا يبدو أنها تخلت عن الفكرة، وإن توقفت عن الترويج لها في العلن، وإن كانت التقارير تشير إلى أنها لا تزال تعرض خطة التهجير على عواصم غربية في مسعى لانتزاع موافقة عليها، ثم دعمها.

ويبدو أن إسرائيل تحاول صرف الأنظار الآن على الفكرة، لكنّ عملياتها العسكرية على الأرض المتذرعة بهجوم «حماس» تشي برغبة حقيقية في تنفيذها، أو تهيئة الأرض لذلك.

لا تعبأ إسرائيل باتهامها بالمغالاة في رد الفعل على الهجوم، ولا استنكار هجومها على أهداف مدنية، كالمرافق والمؤسسات الطبية، ولا تعقيد إجراءات خروج المصابين من الفلسطينيين للعلاج، ولا قصف مدارس ومؤسسات أممية.

الأهم، في التقديرات الإسرائيلية، أن يستمر العمل العسكري لإضعاف «حماس» باستهداف قياداتها، والأهم ترحيل سكان غزة من شمالها إلى الجنوب وقطع الصلة الجغرافية بينهما.

ولا هدف لذلك إذا قُرئ في ضوء ما ينشر عن ترويج إسرائيل لفكرتها في الغرب إلا التهجير، وأن الأمر أكبر من مجرد فكرة، إذ هو خطة سرية مكتملة الأركان قد يعطّلها الرفض العربي، لكن الجانب الإسرائيلي يعتقد أنه سيفرضها أمراً واقعاً عند نهاية المواجهة العسكرية.

وربما يتعجل بعض الأطراف الإسرائيلية تحقيق ذلك، ولا يحتمل أن تحسمه المواجهة العسكرية، فدعا إلى إبادة غزة بقنبلة لينتهي الأمر، لكن الإصرار على هذه الخطة، في كل الأحوال، نذير خطر.

عن "الخليج" الإماراتية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية