الجولاني يتاجر بآلام الناس لتبيض صورته.. ما دوره في وصول المساعدات؟

الجولاني يتاجر بالآم الناس لتبيض صورته.. يعرقل وصول المساعدات

الجولاني يتاجر بآلام الناس لتبيض صورته.. ما دوره في وصول المساعدات؟


12/02/2023

تعرّض زعيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني لسيل من الانتقادات؛ بسبب ظهوره المتكرر في المناطق التي ضربها الزلزال المدمر شمال غرب سوريا، وترويجه للمهام والأعمال التي نفذتها لجنة الاستجابة الطارئة التي تزعمها فور تشكيلها بعد وقوع الزلزال بساعات قليلة، ومحاولته الظهور بمظهر القائد المنقذ الذي يشرف على عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا والإيواء وإغاثة العائلات المتضررة.

بدا في المؤتمر الصحافي الذي عقده أول من أمس واضحاً في مدى إصراره على وضع العصي في عجلة المساعدات الإنسانية من خلال تأكيده أكثر من مرة أنّ المعبر الوحيد لتلقي المساعدات وقوافل الإغاثة هو معبر باب الهوى، رافضاً إعطاء "النظام السوري" أي فرصة لتعويم نفسه بحسب قوله، وفق ما نقلت صحيفة "النهار العربي".

الجولاني يتعرض لسيل من الانتقادات بسبب ظهوره المتكرر في المناطق المنكوبة وترويجه للمهام التي نفذتها لجنة الاستجابة 

وتأتي خطورة ما أعلنه الجولاني من معارضته للمحادثات التي تجري بين أطراف إقليمية ودولية مختلفة بما فيها تركيا وسوريا والأمم المتحدة من أجل التوصل إلى تفاهم ينص على افتتاح معبرين أو أكثر يتم من خلالها تأمين وصول قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة.

ويكون الجولاني بذلك قد قفز فوق الاعتبارات الإنسانية لتداعيات الزلزال المدمر لمصلحة ترسيخ مشروعه الانفصالي المتمثل في إقامة إمارة إسلامية تتمتع بحكم ذاتي مستقل.

وبصفته رئيساً للجنة التي تضم ممثلين عن إدارة المناطق والمؤسسات التابعة لحكومة الإنقاذ، أعلن الجولاني انتهاء المرحلة الأولى من عمليات الاستجابة الطارئة وبدء المرحلة الثانية.

وقال الجولاني: "نعلن انتهاء المرحلة الأولى من مراحل مواكبة تبعات الزلزال، وبلغ عدد العاملين خلال المرحلة الأولى 20 ألف عامل من كافة المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية، وأنشأنا خلال المرحلة الأولى أكثر من 40 مركزاً لإيواء المتضررين".

ووعد الجولاني بأن تتضمن المرحلة الثانية تأمين مساكن بديلة لمن فقد منزله في الزلزال، وتوعد التجار ومحتكري المواد الأساسية بالمحاسبة، وقال إنه أمر بصرف مساعدات نقدية وإغاثية عاجلة بقيمة تتجاوز 20 مليون ليرة تركية ليتم توزيعها على العائلات المتضررة. ودعا عائلات ضحايا الزلزال إلى رفع دعاوى قضائية ضد متعهدي الأبنية والتجمعات السكنية التي انهارت كليا. 

الجولاني يصر على وضع العصي في عجلة المساعدات الإنسانية بأنّ المعبر الوحيد لتلقي المساعدات وقوافل الإغاثة هو معبر باب الهوى

وبعد المؤتمر الصحافي، شرع إعلام هيئة تحرير الشام بالترويج لاعتقال متعهد بناء مشروع بسنية السكني الذي تهدم بالكامل قرب مدينة حارم غرب إدلب، والذي راح ضحيته المئات، كما نشرت له مئات الصور وهو بين فرق الإنقاذ والمنازل المدمرة.

وبدا الجولاني دبلوماسياً في إجاباته على أسئلة الإعلاميين المتعلقة بتأخر المساعدات الدولية والعربية إلى مناطق شمال غرب سوريا، ولم يحمل تركيا أو أي طرف مسؤولية التأخير، ودعا في الوقت ذاته إلى دخول المساعدات خلال المرحلة الثانية من الاستجابة التي أطلقتها لجنته.

وكثّف الجولاني خلال الأيام القليلة الماضية ظهوره برفقة السلفي العراقي أبو ماريا القحطاني، وزار سلقين وأطمة وعدداً من المناطق المنكوبة، كما زار مراكز الإيواء والمشافي، وكانت جولته الأكثر استفزازاً للمعارضة تلك التي خصصها لمدينة جنديرس في ريف منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الفصائل، والتي زعم أنه أرسل إليها أكثر من 30 آلية ثقيلة لتشارك في عمليات إنقاذ وانتشال الضحايا.

يذكر أن هناك آلاف العائلات ما تزال منتشرة بين بساتين الزيتون والأراضي الزراعية وعلى جوانب الطرق في محيط البلدات والمدن المنكوبة كسلقين وحارم وسرمدا وأطمة وعزمارين والاتارب، بالإضافة لعشرات الآلاف من دون مأوى، رغم الاستجابة التي يتحدث عنها الجولاني.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية