"الحمّالة" المحتجون يهددون بتعطيل موانئ موريتانيا

موريتانيا

"الحمّالة" المحتجون يهددون بتعطيل موانئ موريتانيا


29/07/2018

يتهم مئات المحتجين من "الحمّالة" الموريتانيين (عمال يدويون يعملون في مهنة تفريغ الحاويات بميناء نواكشوط)، داخل الميناء، الحكومة وإدارة الميناء بالتقاعس عن تطبيق بنود الاتفاقات التي تم توقيعها معهم خلال السنوات الماضية، والتي على رأسها منع الشركات الخصوصية من ممارسة المقاولة من الباطن، ووقف اكتتاب العمال يطرق لا تراعي أقدمية "الحمّالة" ولا نتائج الاتفاقات السابقة بينهم مع الحكومة ورجال الأعمال".

مطالب منصفة

يدرج عمال "الحمال" على رأس مطالبهم تفريغ الحاويات داخل الميناء، أو تعويض العمال عنها، وضمان استفادتهم من جميع السفن التي ترسو على ضفة الميناء، محددين المواد التي تحمل هذه السفن، وهي: القمح غير المعلب، والحجارة، والجبس، والإسفلت، والصابون، وأعلاف المواشي، والحديد، والخضروات، ومواد أخرى عديدة.

اقرأ أيضاً: موريتانيا على موعد مع انتخابات تخرج البلاد من عنق الزجاجة

ومن بين مطالب "الحمالة"، توفير نقطة صحية مجهزة، ومفعلة، ولديها مداومة، وسيارة إسعاف، مشددين على ضرورة أن يتم التشاور مع العمال قبل أي اكتتاب للعمال، ومشاركتهم في تسيير الشؤون المتعلقة بهم، وتوفير النقل لهم من الميناء وإليه.

يعيش "الحمّالة"، ظروف عمل صعبة، وقاسية، أثناء عملهم اليدوي

وقال محمد عبد الرحمن (أحد عمال "الحمّالة")، إن الإضراب مستمر حتى تلتزم الجهات الرسمية بتطبيق بنود الاتفاق المبرم قبل عام من نقابتهم والحكومة من جهة ورجال الأعمال من جهة أخرى، معتبراً أنّ "الظروف المعيشية الصعبة للعمال، والظلم والممارس عليهم وقود الإضراب الحالي حتى تتحقق المطالب".

وأضاف ولد عبد الرحمن لـ "حفريات"، إنّ إضراب "الحمّالة"، شرعي وقانوني ومستمر، "ولن تثنينا ممارسة السلطة والتجار لكل وسائل الترهيب ولا الترغيب عن مضينا قدماً في الإضراب وفرض تطبيق كافة بنود الاتفاق الموقع مع ممثلي الحكومة والشركات الخصوصية".

من بين مطالب الحمّالة المحتجين توفير نقطة صحية مجهزة ومفعلة وسيارة إسعاف وتوفير النقل لهم من الميناء وإليه

وفي السياق ذاته، يرى محمد ولد أمبارك (أحد عمال "الحمّالة")، أن الإضراب يرفع عدة مطالب منها السماح لهم بتفريغ الحاويات في ظروف ملائمة داخل المدينة، وليس في الميناء، ومنح حقوق العمال المحالين إلى التقاعد.

ودعا ولد أمبارك في حديث لـ "حفريات"، إلى استمرار الإضراب "حتى تتحقق المطالب"، معتبراً أنّ "المبالغ المخصصة كتعويض عن تفريغ الحاويات ضئيلة؛ حيث لا تتجاوز 5 دولارات للعمال الواحد عن مشاركته في تفريغ الحاويات التي توصلها البواخر إلى الميناء بالعاصمة نواكشوط".

صعاب لا حصر لها

يعيش "الحمّالة"، ظروف عمل صعبة، وقاسية، أثناء عملهم اليدوي من أجل تفريغ الحاويات داخل الميناء، وفي الأسواق المنتشرة بالعاصمة نواكشوط، ويزيد تجاهل الجهات الرسمية لحقوق مئات العمال من الفقراء والمهشمين صعوبة واقعهم المزري مع الكد من أجل تحصيل لقمة العيش.

اقرأ أيضاً: موريتانيا: تحذيرات من انتشار التطرف في أوساط الشباب

يقول الشيخ ولد السالم (أحد عمال الحَمالة)، إنهم قرروا الدخول في إضراب مفتوح عن العمل من أجل توفير واقع أفضل من الواقع المعاش الذي يتسم بالظلم والمحاباة، وتجاهل الحقوق، مشدداً على أنّ العاملين كافة في هذه المهنة هم من الفقراء الطامحين إلى تحصيل لقمة العيش من عرق الجبين، "لكنهم يرفضون التمييز والاستهداف، ويأملون من الجهات الرسمية ورجال الأعمال احترام الاتفاقيات الموقعة معهم ومنح الحقوق لأصحابها كاملة غير منقوصة".

قرروا الدخول في إضراب مفتوح عن العمل

ويضيف ولد السالم لـ "حفريات"، أنه ينحدر من ولاية الحوض الشرقي (واقعة على بعد 1200 كلم شرق العاصمة نواكشوط)، وأنّ الفقر والحاجة ظلا يسوقانه، متنقلاً بين القرى والمدن، "بحثاً عن عمل يوفر من خلاله لقمة العيش لعائلته المكونة من أم و5 أبناء يعيشون في إحدى القرى النائية وليس لهم معيل سواه".

اقرأ أيضاً: سلفيو موريتانيا يتحالفون مع الناصريين رغم التناقضات الفكرية والسياسية

وأكد ولد السالم أنه وصل إلى العاصمة نواكشوط، منتصف تسعينيات القرن المنصرم برفقة بعض زملائه بحثاً عن فرصة عمل فاستقر بهم المقام عمالاً يدويين في الميناء مع مئات الفقراء والباحثين عن العمل، الذين يتخذون من ميناء نواكشوط وجهة لتحصيل رمق العيش.

ويشير ولد السلم إلى أن كلمة "الحمّالة"، تعني محلياً "العمال الذين يحملون الأمتعة والبضائع التي تصل الميناء على ظهورهم، وتفريغ البواخر، وحمل الأمتعة والبضائع مجدداً إلى الشاحنات التي ستنقلها إلى مختلف الأسواق داخل موريتانيا".

إنصاف العمال والمهمشين

يرى الأمين العام للكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا الساموري ولد بي أنّ نقابته تكافح من أجل أن ينال "الحمّالة"، حقوقهم، وأن توقف الحكومة، ورجال الأعمال سياسة الظلم والتهميش البشعة في حق مئات العمال اليدويين، معرباً عن أمله في أن تتعزز جهود النقابة بمناصرة سائر النقابات والهيئات الحقوقية العاملة في البلد.

الأمين العام للكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا، الساموري ولد بي

مخاطر الفصل التعسفي

ويعتبر ولد بي في تصريحات صحفية بالتزامن مع إضراب "الحمّالة"، أنّ "هؤلاء العمال يواجهون مخاطر الفصل التعسفي دون أي حقوق، ضمن سياسات لتصفيتهم، تتحمل الحكومة مسؤوليتها، بعدما خرقت الاتفاق الذي ينص على منع تفريغ الحاويات بالميناء، وتفريقها في المدينة داخل الأسواق، وعدم السماح للتجار باستئجار عمال غير موريتانيين لتفريغها".

جرى إحصاء 4722 هم مجمل عمال الحمّالة ولكن الحكومة أبقت على 3200 منهم فقط لهم الحق في العمل

ووقعت الحكومة الموريتانية وممثلين عن رجال الأعمال والشركات الخاصة، اتفاقاً مع نقابة عمال الميناء (الحماله)، في العام 2017، يقضي بحصولهم على ضمان اجتماعي وحقوق التقاعد، "وهو الاتفاق الذي تضمن عدة نقاط عادت الجهات الرسمية لخرقه، ودخل العمال في إضراب مفتوح عن العمل".

وتضمن الاتفاق إحصاء 4722 هم مجمل عمال "الحمالة" أبقت الحكومة على 3200 منهم فقط لهم الحق في العمل في الميناء، فيما أحيل 300 عامل للتقاعد وتم سحب الرخص من مجموعة أخرى لأسباب مختلفة.

وذكر المصدر أنه جرى الاتفاق على منح  كل من أحيل للتقاعد أو من تم سحب رخصهم لأسباب مختلفة، مبلغاً مالياً، وهو ما ساهم في وقف احتجاجات عمال الميناء في العام 2017، ليعودوا له من جديد وسط أزمة مع الجهات الرسمية ورجال الأعمال في موريتانيا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية