الحوثيون.. عبث وتخريب

الحوثيون.. عبث وتخريب


19/03/2022

علي القحيص

منذ أن أسقطت الميليشياتُ الحوثيةُ العميلةُ الحكومةَ الوطنيةَ الشرعيةَ في اليمن، في سبتمبر عام 2014، وهذه المليشياتُ مستمرةٌ في حربها العبثية وماضية في تعنتها ضد الحوار وفي إصرارها على فرض أجندتها الطائفية والدخيلة على اليمن وأهله وجيرانه بما تحمله من أفكار منحرفة لا تنسجم مع روح الأغلبية اليمنية.
وقد حاولت دول الخليج العربية أن تثني هذه الميليشيات وتردعها بالطرق السياسية والدبلوماسية وبالمبادرات والمشاورات والحوارات، وحتى بإرسال مبعوثين من داخل اليمن وخارجه، ومن الدول العربية والأجنبية.. وبعد أن أسقطت الميليشياتُ، وأفشلت كلَّ المحاولات السلمية والدبلوماسية ونسفت كل الوساطات وأغلقت كل الأبواب أمام الحل السلمي، لم يبق أمام الحكومة الشرعية إلا طلب الدعم العسكري من الأشقاء الخليجيين. وقبل ذلك وبعده واصلت الميليشيات شن الحرب، واستمرت في عنجهيتها حتى احتلت اليمن ودمرته، وقتلت الرئيس السابق علي عبدالله صالح (عام 2017) وتمادت وأوغلت في القتل والنهب والتدمير والتخريب، بغية إشغال المنطقة بحروب جانبية مفتعلة. وخلال ذلك قتل الحوثيون وزهقوا الأرواح، ونهبوا المساعدات الغذائية والطبية، وأسقطوا مؤسسات الدولة اليمنية بقوة السلاح، وجندوا الأطفال، وغرروا ببعض اليمنيين للقتال والاقتتال ضد بعضهم بعضاً، وأحدثوا شرخاً عميقاً في نسيج المجتمع اليمني الذي كان شعباً واحداً مندمجاً متناغماً في منظومة سياسية واجتماعية موحدة. واستولى الحوثيون على الأسلحة والمعدات والذخائر، وتلقوها أنواع الدعم العسكري من دول إقليمية تريد نقل حروبها خارج حدودها من دون توقف وبلا نتيجة ولا هدف ولا معنى.
وقد تصدى لهذه العصابة المارقةِ التحالفُ العربيُّ بقيادة المملكة العربية السعودية، بغيةَ إيقافها عن الاستمرار في أجندتها التخريبية المضرة بالمنطقة العربية وبأمن منطقة الخليج العربي خصوصاً. ولذا فقد تم تصنيف الجماعة الحوثية، من قبل مجلس الأمن الدولي، منظمةً إرهابيةً متطرفةً.
وتُذكّرنا الحرب الحوثية الطائفية المسعورة بحرب الخليج الأولى التي دامت ثماني سنوات متواصلة، وراح ضحيتها ملايين القتلى والجرحى والأسرى، بنفس الأهداف والأطماع والأدوات والادعاءات والنوايا.
والآن تقف دول الخليج العربية في مواجهة هذا الزحف الطائفي التوسعي المتطرف لصد رياحه الصفراء الغازية المعتدية، وسوف ينتصر الحق على الباطل ويهزم أهل الخليج واليمن والجزيرة العربية ميليشيا الحوثي المعتدية الصائلة بكل تفاصيلها ودوافعها وخفاياها، وسيظهر أنها تمضي نحو نهايتها المحتومة. 

ودول الخليج العربية مستمرة في تقوية عضدها وتطوير سلاحها وشحذ مهارات جيوشها ورفع الحس الوطني لدى مواطنيها بشكل أقوى وأفضل وأكثر إدراكاً ليعرف عدوَّه وليستطيع أن يقاتل ويتدرب ويصنع السلاح ويطوّره ويجيد استخدامَه بمهارة واقتدار وكفاءة عالية، وقد أصبحت جيوشه أقوى شكيمةً وأمضى عزيمةً وأشدَّ صلابةً. لذا فإن الهزيمة مكتوبةٌ على مَن يريد أن يتطاول أو يعتدي على أراضي دول الخليج العربية وشعوبها ومقدساتها ومقدِّراتها، ولن يجني من محاولاته سوى اليأس والبؤس والإفلاس، وإن حاول التغطية على ذلك بواسطة إطلاق البالونات البلاستيكية أو الطائرات الورقية المسيرة التي لا تزيد جيوشنا وقواتنا المسلحة الباسلة إلا ثباتاً وقوةً وإصراراً على هزيمة كل معتَدٍ آثمٍ طامع!

عن "الاتحاد" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية