الدائرة الضيقة حول بوتين... لمن يستمع الرئيس الروسي؟

الدائرة الضيقة حول بوتين... لمن يستمع الرئيس الروسي؟

الدائرة الضيقة حول بوتين... لمن يستمع الرئيس الروسي؟


25/06/2023

لطالما بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كأنه رجل منعزل مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن بوتين له «حاشية شديدة الولاء تدعم موقفه» لم تتغير كثيراً منذ سنوات، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

وكقائد أعلى، تقع المسؤولية النهائية للغزو على عاتق بوتين، لكنه يعتمد على دائرة ضيقة، تشمل العديد ممن دشنوا حياتهم المهنية في أجهزة الأمن الروسية.

وكان رئيس مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين، الذي تمرد على قيادة الجيش الروسي، حليفاً وثيقاً وقوياً لبوتين، لكنه لم يكن يوماً جزءاً من تلك الدائرة.

فلمن يستمع الرئيس الروسي إذن في هذه اللحظة الحاسمة من الحرب في أوكرانيا؟

وزير الدفاع سيرغي شويغو

لأشهر، ظل رجلان في مرمى بريغوجين، وهما وزير الدفاع سيرجي شويغو وقائد القوات المسلحة فاليري غيراسيموف. واتهم كلاهما بالمسؤولية عن مقتل عشرات الآلاف من الروس في الحرب في أوكرانيا. وبذلك تحول ما كان نزاعاً مريراً وطويل الأمد إلى أزمة وطنية، وفقاً لـ«بي بي سي».

وإذا كان بوتين يسمع لرأي أي شخص، فهو وزير دفاعه، المقرب منه منذ فترة طويلة، الذي ذهب معه في الماضي في رحلات الصيد وصيد الأسماك في سيبريا وكان يُنظر إليه على أنه خليفة محتمل.

ولا يزال شويغو يلعب دوراً حيوياً في الحرب، على الرغم من أن بريغوجين يتهمه بالكذب على الرئيس بشأن الواقع على الأرض في أوكرانيا.

ويُنسب لشويغو الفضل في الاستيلاء العسكري على شبه جزيرة القرم في عام 2014. وكان أيضاً مسؤولاً عن مديرية المخابرات الرئيسية، المتهمة بارتكاب عمليتي تسمم بغاز الأعصاب في هجوم 2018 المميت في سالزبري في المملكة المتحدة والهجوم شبه المميت على زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني في سيبريا في عام 2020.

ويقول الخبير الأمني والكاتب الروسي أندريه سولداتوف، إن وزير الدفاع هو أكثر الأصوات نفوذاً التي يسمعها الرئيس. ويضيف: «شويغو ليس مسؤولاً عن الجيش فحسب، بل هو أيضاً مسؤول جزئياً عن الآيديولوجيا... وفي روسيا، الآيديولوجيا تدور في الغالب حول التاريخ وهو مسيطر على السرد».

رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف

كرئيس للأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، كانت وظيفة غيراسيموف غزو أوكرانيا وإكمال المهمة بسرعة، وبهذا المعيار، لم ينجز المهمة بالشكل المطلوب. لكن هناك سبب لكونه رئيس الأركان الذي خدم لأطول فترة منذ الحقبة السوفياتية. ومن الواضح أن بوتين يثق به.

لعب غيراسيموف دوراً رئيسياً في الحملات العسكرية الروسية منذ أن قاد جيشاً في حرب الشيشان في عام 1999، وكان في طليعة التخطيط العسكري لأوكرانيا أيضاً، وأشرف على التدريبات العسكرية قبل الحرب في بيلاروسيا، كما كان له دور رئيسي في الحملة العسكرية لضم شبه جزيرة القرم.

لم يظهر غيراسيموف في العرض العسكري السنوي في موسكو في مايو (أيار) 2022. ومع ذلك، تم تعيينه في يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، قائداً للقوات في أوكرانيا، ليحل مكان الجنرال سيرغي سوروفكين، الذي يشغل الآن منصب نائبه.

أمين عام مجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف

يقول بن نوبل، الأستاذ المشارك في السياسة الروسية في جامعة «يونيفيرسيتي كوليدج لندن»: «باتروشيف هو من الصقور الأكثر تشدداً، حيث يعتقد أن الغرب يسعى للتغلب على روسيا منذ سنوات».

وباتروشيف واحد من ثلاثة من الموالين لبوتين الذين خدموا معه منذ سبعينات القرن الماضي في سان بطرسبرغ، عندما كانت ثاني مدينة في روسيا لا تزال تُعرف باسم لينينغراد.

والداعمان الآخران هما رئيس جهاز الأمن ألكسندر بورتنيكوف ورئيس المخابرات الخارجية سيرغي ناريشكين.

وحسب «بي بي سي»، فإن قلة هم الذين يملكون القدر نفسه من التأثير على بوتين مثل باتروشيف. حيث لم يعمل معه فقط في لجنة أمن الدولة خلال الحقبة الشيوعية، بل حل محله رئيساً للمنظمة التي خلفتها، جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، من 1999 إلى 2008.

ويقول بن نوبل: «إنه الشخص الذي لديه صرخة المعركة الرئيسية، وهناك شعور بأن بوتين أصبح أقرب من موقفه الأكثر تطرفاً».

رئيس هيئة الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف

يقول مراقبو الكرملين إن الرئيس يثق في المعلومات التي يتلقاها من الأجهزة الأمنية أكثر من أي مصدر آخر، ويُنظر إلى ألكسندر بورتنيكوف على أنه جزء من حرم بوتين الداخلي.

بورتنيكوف هو عنصر قديم آخر من لجنة أمن الدولة في زمن لينينغراد، وتولى قيادة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي البديل عندما ترك نيكولاي باتروشيف منصبه. ويتمتع الجهاز بنفوذ كبير على أجهزة إنفاذ القانون الأخرى، حتى أن لديه قواته الخاصة.

مدير جهاز الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين

استكمالاً لثلاثي رجال زمن لينينغراد القدامى، ظل سيرغي ناريشكين إلى جانب الرئيس معظم حياته المهنية، لكن لم يمنع ذلك الرئيس بوتين من توبيخه أمام الكاميرات عندما نسي ما يجب عليه القول عند سؤاله عن تقييمه للوضع قبل الحرب.

ولطالما عمل سيرغي ناريشكين رئيس ظل في سان بطرسبرغ في التسعينات، ثم في مكتب بوتين في عام 2004، وأصبح في النهاية رئيساً للبرلمان. لكنه أيضاً يرأس الجمعية التاريخية الروسية، وأثبت أهميته في تزويد الرئيس بأسباب آيديولوجية لأفعاله.

وزير الخارجية سيرغي لافروف

كان أكبر دبلوماسي روسي على مدى 19 عاماً، حيث قدم قضية روسيا إلى العالم. ولافروف (73 عاماً) هو دليل آخر على أن فلاديمير بوتين يعتمد بشدة على شخصيات من ماضيه.

على الرغم من أنه كان موالياً لبوتين منذ البداية، إلا أنه لا يُعتقد أن له أي دور في صنع القرار بشأن أوكرانيا، وتتمثل مهمته في حشد الدعم لروسيا في أفريقيا وأميركا اللاتينية وأماكن أخرى والترويج لبلاده كمحارب للاستعمار.

ولقد أخذ لافروف خطاب الحرب الروسي إلى أقصى الحدود في محاولة تصويره أوكرانيا على أنها «نظام نازي».

رئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو

وجه نسائي نادر في حاشية بوتين، أشرفت على تصويت مجلس الشيوخ للمصادقة على نشر القوات الروسية في الخارج، مما مهد الطريق لغزو أوكرانيا.

وماتفيينكو موالية أخرى لبوتين من سان بطرسبرغ، ساعدت أيضاً في توجيه عملية ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. لكنها لا تعد من صناع القرار الأساسيين.

مدير الحرس الوطني فيكتور زولوتوف

كان حارساً شخصياً سابقاً للرئيس، وهو يدير الآن الحرس الوطني الروسي، الذي شكله بوتين في عام 2016 كنوع من الجيش الشخصي على غرار الحرس الإمبراطوري الروماني.

من خلال اختياره لحارس أمنه الشخصي لقيادته، تأكد بوتين من ولائه، وزاد فيكتور زولوتوف أعداد عناصره إلى 400 ألف. وعلى الرغم من أنه ليست لديه خلفية عسكرية، فقد تم تكليف الحرس الوطني بمجموعة واسعة من المهام للسيطرة على المناطق المحتلة في أوكرانيا خلف خط المواجهة، ويقال إنه تكبد خسائر فادحة في صفوفه.

عن "الشرق الأوسط" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية