السويد تواجه سيناريو غير مسبوق في انتخاباتها التشريعية... ما هو؟ وما علاقة المهاجرين؟

السويد تواجه سيناريو غير مسبوق في انتخاباتها التشريعية... ما هو؟ وما علاقة المهاجرين؟


11/09/2022

بعدما ظل لمدة طويلة منبوذاً على الساحة السياسية، تتوقع استطلاعات للرأي أن يحلّ حزب "ديمقراطيي السويد"، اليميني المتطرف والمعادي للهجرة، ثانياً لأول مرة في تاريخه، ممّا سيجعل منه القوة الأولى في كتلة جديدة تضم كل التشكيلات اليمينية، في سيناريو غير مسبوق في السويد سيشهد إمّا قيام تلك الحكومة المدعومة من اليمين المتطرف، وإمّا فوز اليسار بولاية ثالثة.

وبعد حملة انتخابية هيمن عليها موضوعا الجريمة والتضخم، يتوجه السويديون اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد، وسط أجواء سيطرت عليها مواضيع تدعم حظوظ المعارضة اليمينية، كالإجرام وتسوية الحسابات الدامية بين العصابات، ومشكلات اندماج المهاجرين، والزيادة الحادة في فواتير الوقود والكهرباء وغيرها، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

يتوجه السويديون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد، وسط أجواء سيطرت عليها مواضيع تدعم حظوظ المعارضة اليمينية

ولم يسبق أن وردت إمكانية تولي اليمين التقليدي الحكم بدعم سواء كان مباشراً أو غير مباشر من حزب "ديمقراطيي السويد"، غير أنّ شعبية رئيسة الوزراء الاشتراكية الديمقراطية المنتهية ولايتها ماغدالينا أندرسون التي تتفوق على خصمها المحافظ أولف كريسترسون من حيث نسبة الثقة، وتخوّف الناخبين الوسطيين من اليمين المتطرف، عاملان يلعبان لصالح اليسار.

وتشير معاهد استطلاعات الرأي الـ5 في آخر توقعاتها إلى تقدّم طفيف لمعسكر أحمر-أخضر، في إشارة إلى الأحزاب اليسارية واليسار الوسط في السويد، غير أنّ كل النسب الواردة تبقى ضمن هامش الخطأ بعد اشتداد المنافسة وتقلص الفارق إلى حد كبير في الأسبوعين الماضيين.

 فارق ضئيل

تتوقع آخر الأرقام فوز التكتل اليساري بقيادة الاشتراكيين الديمقراطيين، الحزب الأول في السويد منذ الثلاثينيات، وبدعم متوقع من الخضر وحزب اليسار وحزب الوسط، بنسبة أصوات تتراوح بين 49,6% و51,6%، أمّا تكتل اليمين الذي يضم ديمقراطيي السويد وحزب المعتدلين (محافظ) والحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي، فيتراوح التأييد له بين 47,6% و49,4%.    

وقالت أندرسون أمس، في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية: "إنّه سباق يشهد منافسة شديدة للغاية"، وأضافت: "بالطبع أخشى قيام حكومة تعتمد بشكل تام على ديمقراطيي السويد بصفتهم الحزب الأول في الحكومة أو الداعم الأول لها... ستكون لدينا سويد مختلفة لـ4 أعوام".

تتوقع استطلاعات للرأي أن يحلّ حزب "ديمقراطيي السويد" اليميني المتطرف والمعادي للهجرة ثانياً لأول مرة في تاريخه

وفي الأسبوعين الأخيرين من الحملة، تخطى حزب ديمقراطيي السويد بقيادة زعيمه جيمي أكيسون لخامس انتخابات على التوالي، المعتدلين في استطلاعات الرأي، بإحرازه بحسب استطلاعات الرأي 16 إلى 19% من التأييد، ممّا يتخطى النسبة القياسية التي حققها عام 2018 وبلغت 17,5%، أمّا المعتدلون الذين خاضوا ثاني انتخابات بقيادة زعيمهم أولف كريسترسون، فتراجعت نوايا الأصوات لهم حتى 16 إلى 18%، بحسب آخر استطلاعات للرأي.

 يعود منصب رئاسة الحكومة تقليدياً في السويد إلى الحزب الأول في التحالف المنتصر، لكنّ أحزاب اليمين التقليدي تعارض تعيين وزراء من ديمقراطيي السويد، وستعارض بشدة أكبر توليهم رئاسة الوزراء، أمّا من جانب اليسار، فيخيم الغموض أيضاً حول تشكيلة الحكومة الجديدة التي قد تنبثق عنه، إذ يعارض كل من حزب اليسار وحزب الوسط أن يحظى الطرف الآخر بنفوذ كبير. غير أنّ خبراء السياسة يستبعدون قيام أزمة سياسية شبيهة بالأزمة التي تلت انتخابات 2018، حين جرت مفاوضات شاقة استمرت (4) أشهر لتشكيل الحكومة، إذ أنّ المعسكرين واضحان هذه المرة.

 مرحلة جديدة

سيفتح فوز اليمين بدعم من اليمين المتطرف مرحلة سياسية جديدة في السويد، في وقت تستعد البلاد لتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في الأول من كانون الثاني (يناير)، ولإنجاز آلية ترشيحها التاريخي للانضمام إلى الحلف الأطلسي.

وفي حال حقق اليسار فوزاً جديداً، فسوف يُسقط ذلك استراتيجية التقارب بين اليمين وديمقراطيي السويد، ويقطع الطريق أمام وصولهما إلى السلطة. وتهدف الانتخابات التي تعتمد النسبية إلى منح (349) مقعداً بالإجمال، ووحدها الأحزاب التي تحقق أكثر من 4% من الأصوات تحصل على مقاعد.

ويتطلب تعيين رئيس للوزراء حصوله على غالبية مطلقة من الأصوات المؤيّدة، بشرط ألا يصل عدد المعارضين له إلى (145) صوتاً. ودعي حوالى (7,5) ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم، غير أنّ عملية الاقتراع بدأت إذ تسمح السويد بالتصويت مسبقاً. وغالباً ما تكون المشاركة مرتفعة جداً في البلد البالغ عدد سكانه (10,3) ملايين نسمة، وتخطت 87% عام 2018، مسجلة أعلى مستوياتها منذ (30) عاماً. وقال سامويل سكانبرغ الذي أدلى بصوته بصورة مبكرة، متحدثاً لوكالة فرانس برس في رينكبي إحدى ضواحي ستوكهولم الفقيرة: "من المهم أن نصوّت لحكومة ذات طابع إنساني، وليس لحكومة يحكمها سياسيون عنصريون ويمينيون".

 وتفتح مراكز الاقتراع الأحد، وتغلق في الساعة 20,00 على أن تصدر عندها نتائج استطلاعين للرأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع، وستعلن نتائج جزئية أكثر موثوقية بعد ذلك بساعتين.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية