الصومال يدخل "رسمياً" المجاعة... هل يستجيب المجتمع الدولي لاستغاثته؟

الصومال يدخل "رسمياً" المجاعة... هل يستجيب المجتمع الدولي لاستغاثته؟


31/07/2022

بعد بلوغ انعدام الأمن الغذائي معدلات غير مسبوقة في الصومال، أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أمس أنّ بلاده تمرّ "رسمياً" بمجاعة، في أسوأ أزمة إنسانية على الإطلاق تحصد يومياً أرواح العشرات.     

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن محمود قوله، في تسجيل مصوّر: إنّ الصومال يمرّ "رسمياً" بمجاعة،  داعياً إلى استجابة محلية ودولية سريعة، وأعلن عن وفيات مرتبطة بالجوع في البلاد.

أعلن الرئيس الصومالي أنّ بلاده تمرّ "رسمياً" بمجاعة في أسوأ أزمة إنسانية على الإطلاق تحصد يومياً أرواح العشرات

ووفقاً لتقارير عالمية، يواجه أكثر من (7) ملايين صومالي نقصاً حاداً في الغذاء، مع ما يقرب من نصف مليون تحدق بهم المجاعة، مشيرين إلى أنّ اعتراف الرئيس الصومالي يؤكد التأثير المدمر للجفاف على الصوماليين.

وقبل شهرين، حذّر برنامج الأغذية العالمي، في تقديرات نشرها على موقعه الرسمي على الإنترنت مطلع أيار (مايو) الماضي، من حدوث مجاعة في الصومال في حالة عدم هطول الأمطار الموسمية، وعدم وصول المساعدات الغذائية الإنسانية إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها."

وكان أمين عام الجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قد قال: إنّ دولة الصومال تقترب من مجاعة حقيقية نتيجة قلة الأمطار، ممّا قد يعرض الملايين للخطر.

وأشار أبو الغيط إلى أنّه في حال لم يجد الصوماليون قوتهم بسبب تلك المجاعة، فسوف يتجه أفراد من الشعب والقبائل لـ "أعمال لا يمكن أن تكون مقبولة، والتي من الممكن أن تؤثر على البحر الأحمر وشرق أفريقيا والجزيرة العربية واليمن نتيجة هجرة الملايين من البشر الباحثين عن الطعام".

وأوضح أنّه تم بحث القضية الصومالية في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، قائلاً: إنّ هذا الأمر تم بحثه، ولدينا بعض الأفكار الأساسية حول كيف ننطلق في مساعدة الشعب الصومالي.

قبل شهرين حذّر برنامج الأغذية العالمي من حدوث مجاعة في الصومال في حالة عدم هطول الأمطار الموسمية

وفي نهاية حزيران (يونيو) الماضي، نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مايكل دانفورد المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي لشرق أفريقيا قوله: إنّ انعدام الأمن الغذائي بلغ معدلات غير مسبوقة في الصومال، وإنّ الزيادة "الهائلة" والفورية في الأموال والإغاثة الإنسانية فقط هي التي يمكن أنّ تنقذ الصومال من المجاعة.

وأظهر مسح أجرته منظمة "أنقذوا الأطفال" غير الحكومية، في شباط (فبراير) الماضي، على عينة شملت (12) ألف شخص في أعمار تترواح بين (15 و18 عاماً) في الصومال، أنّ 70% من السكان ليس لديهم ما يأكلونه، وقد نفق أكثر من (700) ألف جمل وماعز وأغنام وماشية لأسباب متعلقة بالجفاف خلال الأشهر الماضية، على حدّ قول "ريليف ويب".

ويعاني (81.6) مليون شخص "من انعدام الأمن الغذائي الحاد" في جميع أنحاء شرق أفريقيا، وفقاً لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، بزيادة 39% عن تقديرات تشرين الثاني (نوفمبر) 2021.

وقد عانى القرن الأفريقي من (4) مواسم متتالية من قلة الأمطار، ويعاني حالياً أسوأ موجة جفاف منذ (4) عقود، وهي صدمة مناخية تفاقمت بسبب الصراع المستمر وارتفاع الأسعار الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع العام لانعدام الأمن الغذائي في معظم بلدان المنطقة خلال موسم الجفاف، ويواجه صدمات متعددة ومتداخلة، من بينها الجفاف والفيضانات وتحديات الاقتصاد الكلي والصراعات.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية