العثمانيون وتدمير الشرق الإسلامي

العثمانيون وتدمير الشرق الإسلامي

العثمانيون وتدمير الشرق الإسلامي


13/06/2023

ناصر الحزيمي

مما آسف له، وكثيراً ما أصابني بالحيرة هو موقف جماعات الإسلام السياسي من الدولة العثمانية! فمن المعروف أن تركيا شريك في خطة أميركا حول الشرق الأوسط الجديد أي إعادة رسم الحدود، فتركيا أردوغان الآن تعرض الوجه الإسلامي تستميل به جماعات الإسلام السياسي، وقد نجحت نوعا ما، والسبب أن جماعات الإسلام السياسي بالرغم من التناقضات الواضحة في الحالة التركية ووضوح العلمانية فيها إلا أن جماعات الإسلام السياسي لا تفتأ تسبح بفضائل استنبول حتى صنعوا أحاديث ونسبوها للرسول صلى الله عليه وسلم في فضائل استنبول، وهي مكذوبة وكل ذلك من أجل أن يجدد لهم الإقامة في استنبول، ومدح أردوغان وتركيا وطرح العثمانية وكأن مرحلتها خير المراحل وزمنها زمن عدل ورخاء وكأنهم لم يطلعوا على التاريخ العثماني نفسه يقول ابن إياس في واقعة دخول العثمانيين لحلب.

أحداث سنة 922 هجرية ((...أن ابن عثمان من حين استولى على حلب لم يدخل مدينتها غير ثلاث مرات، المرة الأولى دخلها وطلع إلى القلعة بسبب عرض حواصلها، فلما عرضها رأى ما أدهشه، من مال وسلاح وتحف، فاحتوى على ما كان من المال نحو مائة ألف ألف دينار، والكنابيش الزركش وأرقاب الزركش والقبة والطير والسروج الذهب والبلور والطبول بازات المينة واللجم المرصعة بالفصوص المثمنة والبركستوانات الفولاذ والمخمل الملون والسيوف المسقطة بالذهب والزرديات والخوذ الفاخرة وغير ذلك من السلاح، فرأى ما لا قط رآه ولا فرح به أحد من أجداده ولا أحد من ملوك الروم، والذي جمعه الغوري من الأموال... والتحف التي أخرجها الغوري من الخزائن من ذخائر الملوك السالفة من عهد ملوك بني أيوب الأكراد وغيرها... احتوى عليها سليم شاه بن عثمان من غير تعب ولا شقى، هذا خارجا عما كان للأمراء المقدمين والأمراء الطبلخانات والعشرات والمباشرين والعسكر قاطية من الودائع بحلب من مال وسلاح وقماش... فاحتوى ابن عثمان على ذلك جميعه. وقيل إنه ملك ثلاث عشرة قلعة من معاملة بلاد السلطان، واحتوى على ما فيها من مال وسلاح وغير ذلك من التحف. فكان الذي ظفر به سليم شاه بن عثمان في هذه السنة من الأموال والسلاح ما لا ينحصر ولا يضبط، واحتوى على خيول وبغال وجمال ما لا يحصى عددهم، واحتوى على خيام وبرك...)).

وقال في أحداث نهب القاهرة نهب القاهرة في أحداث سنة 923 هجرية ((وفي هذا الشهر وقع أن ابن عثمان شرع في فك الرخام الذي بالقلعة، في قاعة البيسرية والدهيشة وقاعة البحرة والقصر الكبير وغير ذلك من أماكن القلعة، وفك العواميد السماق التي كانت في الإوان الكبير، وقيل إنه يقصد أن ينشئ له مدرسة في إسطنبول مثل مدرسة السلطان الغوري، فلا تقبل الله منه ذلك)).

ثم صار يحيى بن نكار يركب ويأخذ معه جماعة من المرخمين فيهجمون قاعات الناس ويأخذون ما فيها من الرخام السماقي والزرزوري والملون، فأخربوا عدة قاعات من أوقاف المسلمين وبيوت الأمراء قاطبة، حتى القاعات التي في بولاق، وقاعة الشهابي أحمد ناظر الجيش ابن ناظر الخاصة التي على بركة الرطلي، وغير ذلك من قاعات المباشرين والتجار وأبناء الناس وغير ذلك. ثم إن الوزراء استدرجوا لأخذ الكتب النفيسة التي في المدرسة المحمودية والمؤيدية والصرغتمشية، وغير ذلك من المدارس التي فيها الكتب النفيسة، فنقلوها عندهم ووضعوا أيديهم عليها ، ولم يعرفوا الحرام من الحلال في ذلك)).

ولأول مرة في تلك الفترة في القاهرة ينصب خيام بحماية العثمانيين يجاهر فيها بكل معصية يذكر ابن اياس في أحداث سنة 923 هجرية ((... ثم إن العثمانيين نصبوا خيمة في وسط الرملة وجعلوا فيها أدنان بوزة، وخيمة أخرى فيها جفن حشيش، وخيمة أخرى فيها صبيان مرد يحارفون كعادتهم في بلادهم)).

هؤلاء هم العثمانيون الذين يلهج بذكرهم سفر الحوالي وحاكم المطيري وجماعات الإسلام السياسي.

عن "العربية"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية