العراق: هل ينجح الإطار التنسيقي الشيعي في إفشال مساعي تحالف "إنقاذ الوطن"؟

العراق: هل ينجح الإطار التنسيقي الشيعي في إفشال مساعي تحالف "إنقاذ الوطن"؟


24/03/2022

يواصل الإطار التنسيقي الشيعي الموالي لإيران عرقلة المسار السياسي، محاولاً حصد أكبر قدر ممكن من المكتسبات والمناصب.

وقد حذّر الإطار التنسيقي اليوم من فجوة "كبيرة" تطال صفوف "المكوّن الأكبر" – في إشارة إلى شيعة العراق-، ويؤكد أنّ جلسة البرلمان المقررة السبت المقبل "لن تتحقق"، داعياً إلى استمرار الحوارات، وفق ما نقل موقع "شفق نيوز".

الإطار التنسيقي يُحذّر من فجوة "كبيرة" تطال صفوف شيعة العراق، ويؤكد أنّ جلسة البرلمان المقررة السبت المقبل لن تتحقق بسبب عدم اكتمال النصاب

ويأتي الموقف الرسمي للإطار التنسيقي بعد يوم من إعلان الحزب الديمقراطي الكردستاني والكتلة الصدرية وائتلاف "السيادة" تشكيل تحالف "إنقاذ الوطن النيابي"، وتقديمه "ريبر أحمد" مرشحاً لمنصب رئيس الجمهورية، و"جعفر الصدر" لرئاسة الحكومة المقبلة.

وقال الإطار التنسيقي في بيان وصفه بأنّه "مهم": "ندعو كلّ الشركاء في العملية السياسية إلى التحلي بروح الوطنية الصادقة، والانتباه إلى مصلحة الوطن، وإبعاده عن كلّ ما يعكر صفو أمنه واستقراره"، مشيراً إلى أنّ "معاناة أبناء شعبنا تزداد يوماً بعد آخر، بفعل غياب السياسات الحكيمة التي تعمل لتحقيق مقومات الحياة الرغيدة، وتنتشل الفقراء من مستنقع الضياع والفساد المستشري".

الديمقراطي الكردستاني والكتلة الصدرية وائتلاف "السيادة" يشكّلون تحالفاً، ويقدّمون ريبر أحمد مرشحاً لرئاسة الجمهورية، وجعفر الصدر لرئاسة الحكومة

وتابع: "إنّنا نرى أنّ ما يجري العمل عليه من ضغط وتهويل لعقد جلسة غير مكتملة الشروط من ناحية النصاب والقناعات، خصوصاً لدى أهمّ الفواعل السياسية والمستقلين، سيؤدي إلى التفريط بحقوق المكوّن الأكبر من أبناء الشعب العراقي، الذين عايشوا مختلف أشكال المرارات والآلام، وسيخلق فجوة كبيرة بين صفوفهم، ويمعن في تقسيمهم وتشتت كلمتهم وضياع هيبتهم، وهذا ما لا يقبله العقل والمنطق".

مقتدى الصدر يؤكد أنّ إعلان التحالف الثلاثي الكتلة الأكبر ومرشحيه لرئاسة الجمهورية والوزراء، إنجاز فريد ومهم

وأكد بيان الإطار أنّه "انطلاقاً من واجباتنا الأخلاقية واستشعاراً لشتى المخاطر، عملنا في الإطار التنسيقي على لملمة البيت الشيعي وتوحيد كلمتهم، ودعوة بقية القوى السياسية من مكوّنات الشعب العراقي إلى طاولة النقاش والتباحث، والتعاطي بروح وطنية إيجابية مع مختلف القضايا، مبتعدين عن الشخصنة وسوء الظن والتكتلات الطائفية والفئوية، ممّا أفضى لإنتاج ثلث ضامن قادر على إيقاف أيّ مشروع يضرّ بحقوق مكوّنات الشعب العراقي، لا سيّما الكتلة الأكبر منه، وتعديل أيّ انحراف بمسار العملية الديمقراطية، وضمان عدم تولي من لا يؤمن بوحدة العراق واستقلاله، ولا يعمل على صون خيراته ومعلوماته وأمنه، والحرص على  مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة".

وأكد أنّ "جلسة يوم السبت القادم لن تتحقق لعدم اكتمال النصاب"، مشيراً إلى أهمية "استمرار الحوارات البنّاءة مع بقية القوى الأخرى، لتوحيد الأفكار والرؤى، وتحقيق مزيد من التفاهمات التي تسرّع في استكمال الاستحقاقات المقبلة".

المحكمة الاتحادية العليا تردّ دعوى النائب عن الإطار التنسيقي الشيعي عالية نصيف ضد ترشيح ريبر أحمد لمنصب رئيس الجمهورية

بالمقابل، عدّ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس إعلان التحالف الثلاثي الكتلة الأكبر ومرشحيه لرئاسة الجمهورية والوزراء، أنّه "إنجاز فريد ومهم"، وحذّر من أنّه "لن يقف مكتوف اليدين"، لكنّ زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أبدى "تحدياً" إزاء ذلك بالقول: "من المستحيل أن يجمع الطرف الآخر (220) نائباً" لإعلان الكتلة الأكبر.

هذا، وكانت المحكمة الاتحادية العليا (أعلى سلطة قضائية في العراق) قد ردّت اليوم دعوى النائب عن الإطار التنسيقي الشيعي عالية نصيف ضدّ ترشيح ريبر أحمد لمنصب رئيس الجمهورية.

وكانت نصيف قد رفعت دعوى ضد رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب إضافة إلى وظيفتيهما، طلبت فيها الحكم بعدم دستورية وبطلان ترشيح المرشح ريبر أحمد بارزاني.

ورغم كلّ المحاولات التي قادتها قيادات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني لإنهاء انقسامات البيت الشيعي، والوصول إلى تفاهمات لتشكيل حكومة محاصصة، إلا أنّ مساعيهم فشلت أمام إصرار قادة الإطار التنسيقي بحصد أكبر عدد من الحقائب الوزارية السيادية، في ظلّ رفض مقتدى الصدر الذي يدعو لحكومة وحدة وطنية بعيداً عن المحاصصة السياسية. 

الصفحة الرئيسية