الغنوشي يقوم بمحاولة أخيرة لإنقاذ "النهضة" من عزلتها ... ما علاقة السبسي؟ (صورة)

الغنوشي يقوم بمحاولة أخيرة لإنقاذ "النهضة" من عزلتها ... ما علاقة السبسي؟ (صورة)


26/07/2022

بعد سلسلة من فشل حركة النهضة المتلاحق بنجاح الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، لجأ زعيم الحركة راشد الغنوشي إلى زيارة قبور الأموات لاستدرار الاستعطاف الشعبي، ولا سيّما بعدما اهتزت صورة الحركة الإخوانية على مدار الأعوام الـ(10) الماضية حتى الآن، بعد الكشف عن تورطها في جرائم تتعلق بالاغتيالات السياسية والإرهاب، فضلاً عن الفساد المالي والسياسي.

ووفقاً لإذاعة "موزاييك" التونسية، فقد زار الغنوشي  قبر رئيس الجمهورية التونسية السابق محمد الباجي قائد السبسي، تزامناً مع ارتفاع معدلات المشاركة في الاستفتاء على الدستور التونسي الجديد، في حركة ربما كانت طوق النجاة الأخير للغنوشي لجذب الانتباه وصرفه بعيداً عن الاستفتاء الدستوري.

لجأ زعيم الحركة راشد الغنوشي إلى زيارة قبور الأموات لاستدرار الاستعطاف الشعبي، ولا سيّما بعدما اهتزت صورة الحركة الإخوانية

ويأتي تسليط الضوء على زيارة الغنوشي المتزامنة مع الاستفتاء الدستوري في سياق محاولات حركة النهضة اليائسة للتعتيم على فشلها في التأثير على إرادة ملايين التونسيين الذين حثتهم الحركة الإخوانية على مقاطعة الاستفتاء الدستوري، وفشلها كذلك في الحشد، الذي لطالما تباهت بقدرتها عليه انطلاقاً من مساجد طُردت منها. ويأتي أيضاً في وقت تمر فيه الحركة بحالة عزلة شديدة نتيجة لتورط قادتها، وفي مقدمتهم الغنوشي، في قضايا تتعلق بتمويل الإرهاب وتبييض الأموال والتلاعب في ملفات الاغتيال السياسي بهدف التعتيم على الجناة.

الغنوشي يزور قبر رئيس الجمهورية التونسية السابق محمد الباجي قائد السبسي

وفي مطلع شباط (فبراير) الماضي، كشفت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في ندوة صحفية بـ"الوثائق" تورط حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي في الاغتيالات السياسية التي طالت عدداً من النشطاء السياسيين وفي مقدمتهم بلعيد في عشرية الإخوان، وكشفت تورط الغنوشي ونجله، إضافة إلى آخرين، في جرائم غسيل الأموال، والقيام بتحركات مالية مشبوهة مع أطراف مرتبطة بدولة قطر لتمويل عمليات تسفير شبان تونسيين إلى سوريا للالتحاق بمعسكرات داعش، فضلاً عن الاعتداء على أمن الدولة الداخلي، والتجسس على التونسيين.

تأتي زيارة الغنوشي المتزامنة مع الاستفتاء الدستوري في سياق محاولات النهضة للتعتيم على فشلها في التأثير على إرادة التونسيين

وقال رضا الرداوي عضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي في ندوة صحفية: إنّ جمعية تأسست في 2011 تحت اسم "نماء تونس" كان هدفها تشجيع الاستثمارات الأجنبية، وتورطت في جرائم التسفير (تسفير شباب تونسي للقتال بمناطق النزاع والحروب)، وتم فتح أبحاث جزائية أولية سرعان ما لاحقتها يد حركة "النهضة" الإخوانية عبر ذراعها في القضاء، وتم وقف التحقيق.

وأشار إلى أنّ "أحد الأطراف المتهمة هو شخص يُدعى ناجح الحاج لطيف الذي يدير أعمال زعيم إخوان تونس الغنوشي، وهو أحد أذرعه الخفية، وكان وكيلاً لشركة تنشط في مجال النسيج بتونس، وهذه الشركة بريطانية في الأصل وتم طرده منها، لكنّه خلال إدارته للشركة، كان يستعمل الحساب الإلكتروني للشركة الثانية في إدارة الأعمال الإدارية والمالية المشبوهة مع النهضة".

ولجأ الغنوشي كذلك إلى كلمة "التوافق"، في إشارة إلى سياسة التوافق مع الحركة التي تبناها السبسي، وكلفت تونس (10) أعوام من تدهور الاقتصاد، والوقوع في دوامة العنف، في محاولة بائسة لإخراج "النهضة" من عزلة محققة بإرادة شعبية.

وقد حملت تصريحات الغنوشي أمام قبر السبسي تهديداً ضمنياً بأنّ غياب التوافق مع الحركة يمثل "خطراً داهماً على تونس"، بعد نحو أسبوع من تهديده، قبل مثوله أمام قاضي التحقيق في قضية "نماء تونس"، بإشعال تونس في حال صدر في حقه مذكرة توقيف.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية