القضاء التونسي يواصل تصفية الإخوان... السجن لطارق الجريدي.. ما التهم الموجهة إليه؟

قضت محكمة الجنح في تونس العاصمة أمس بسجن الإخواني والقيادي بـ "ائتلاف الكرامة"، الذراع العنيفة للإخوان، طارق الجريدي، والمعروف في مواقع التواصل الاجتماعي باسم "طارق رفانيلي"، مدة (3) أشهر وتغريمه (2000) دينار تونسي، حوالي (700) دولار أمريكي.

وتتعلق التهم الموجهة للجريدي بالقذف العلني، والإساءة إلى الغير، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في ملف قضية كانت تقدّمت بها الممثلة التونسية المعروفة وحيدة الدريدي ضدّه على خلفية تدوينات نشرها في حقّها على صفحته الرسمية على موقع (فيسبوك).

وكان الجريدي مودعاً بالسجن أيضاً منذ منتصف شهر أيار (مايو) الماضي، لتنفيذ حكم سجني على خلفية شكاية رفعتها ضدّه رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، اتهمته فيها بالإساءة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً.

تتعلق التهم الموجهة للجريدي بالقذف العلني والإساءة إلى الغير عبر مواقع التواصل الاجتماعي

ويشير مراقبون إلى أنّ الجريدي كان من بين "أبواق الإخوان" التي عملت على تشويه الخصوم والتحريض ضدهم والقضاء على كل صوت مناهض لتفرض أفكارها المتعصبة، طيلة الأعوام الماضية.

وتشير تقارير صحفية إلى أنّ حركة النهضة الإخوانية، وعلى رأسها راشد الغنوشي زعيم الإخوان، كانت تعتمد على مجموعة من الأفراد المتخفين وراء هويات مزيفة عملت على استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لخلق جيوش إلكترونية، ضمن حسابات وصفحات تعتمد الذكاء البشري، وخوارزميات الذكاء الاصطناعي.

الجريدي كان من بين "أبواق الإخوان" التي عملت على تشويه الخصوم والتحريض ضدهم طيلة الأعوام الماضية

و(ائتلاف الكرامة) الذي كان يضم (21) نائباً في البرلمان المنحل، هو تحالف سياسي وانتخابي تأسس في شباط (فبراير) 2019، ويجمع عدة شخصيات سياسية ومستقلة، إلى جانب أحزاب سياسية أخرى تُعرف بتوجهها الإسلامي.

ويُوصف هذا الحزب الإسلامي من قبل المراقبين بالابن المدلل لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، والذراع البلطجية للحركة الإخوانية التي حرصت على تمرير صورتها كتيار منفتح على الآخر، والمكلف بالمهمات القذرة التي لا يمكنها القيام بها علنية. 

عُرف ائتلاف الكرامة بممارسة العنف اللفظي والجسدي وممارسة البذاءة بأنواعها ضدّ زملائهم النواب في البرلمان المنحل

وكان يتلقى، وفق متابعين، تعليماته مباشرة من راشد الغنوشي، ومن رئيس كتلة حركة النهضة في البرلمان نور الدين البحيري، وذلك لـ "تسميم" الحياة السياسية، وتشويه كل الخصوم السياسيين.

وعُرف ائتلاف الكرامة بممارسة العنف اللفظي والجسدي وممارسة البذاءة بأنواعها ضدّ زملائهم النواب في البرلمان المنحل، حيث قاموا بإلقاء الأوراق النقدية على إحدى زميلاتهم بالبرلمان، والاعتداء بالعنف على رئيسة الحزب الدستوري الحر والنائبة في البرلمان المنحل عبير موسي، وهي حادثة اعتبرها مراقبون في تلك الفترة بمثابة المحاولة لإلهاء الرأي العام عن الحقائق التي كشفتها هيئة الدفاع في قضية اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي المتعلقة بتورط حركة النهضة في ملفات إرهاب.