المعارضة تربح معركة جديدة داخل حركة النهضة... ما موقف الغنوشي؟

أظهرت النتائج التي أعلنتها حركة النهضة، أول من أمس، للتشكيلة الجديدة لمكتبها التنفيذي المؤلف من 17 عضواً، عقب انعقاد الدورة الـ 47 لمجلس الشورى، تفوّق الجناح المعارض الذي استطاع جني عدد من المقاعد على حساب مقرّبين من رئيس الحركة راشد الغنوشي.

وأسفرت النتائج، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز"، عن سقوط العديد من القيادات المقرّبة من الغنوشي، على رأسهم صهره، وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام، ووزير النقل السابق أنور معروف، ورئيس مجلس الشورى السابق فتحي العيادي، ووزير الاقتصاد السابق رضا السعيدي، إلى جانب كل من رضا إدريس ومحمد القوماني.

في المقابل، صعد إلى المكتب التنفيذي الجديد قيادات تنتمي للجناح المعارض للغنوشي، الذي يُسمّى "مجموعة الـ100"، أبرزها وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي، الذي يُعتبر قائد المعارضة الداخلية في حركة النهضة، ورضا الباروني أحد الذين تتهمهم هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي بالانتماء للجهاز السرّي الخاص للحركة.

صعد إلى المكتب التنفيذي الجديد قيادات تنتمي للجناح المعارض للغنوشي، الذي يُسمّى "مجموعة الـ100"

وتشهد حركة النهضة منذ أكثر من عام حراكاً داخلياً معارضاً للغنوشي، خشية أن يرشح نفسه مرّة أخرى لرئاسة الحزب.

وينصّ الفصل 31 من النظام الأساسي المنقح للنهضة، والمتعلق بشروط انتخاب رئيس الحزب على أنه لا يحقّ لأي عضو أن يتولى رئاسة الحزب لأكثر من دورتين متتاليتين، وأن يتفرغ رئيس الحزب فور انتخابه لمهامه على رأس الحركة، إلا أنّ الغنوشي جمع بين رئاسة الحركة ورئاسة البرلمان.

ورغم التفوق الذي أظهره الجناح المعارض، فإنّ الباحث والأكاديمي المتخصص في حركات ما يُعرف بالإسلام السياسي، عبيد الخليفي، رأى أنّ معركة المكتب التنفيذي "لن تقف أمام طموحات الغنوشي غير المحدودة في البقاء على رأس الحركة، فحتى وإن كان صحيحاً أنه خسر جولة، بعد سقوط الدائرة المقربة، لكنه ما زال يملك أوراقاً للمناورة".

وأضاف الخليفي في حديث مع "سكاي نيوز": "ما زال راشد الغنوشي محافظاً على سيطرته على الحركة، تنظيمياً ولوجستياً، وما زال غضبه قادراً على تطويع الكثيرين من الهياكل الوسطى مسنوداً ببراغماتية الحلقة القيادية الضيقة، وهذا يؤكد أنّ هذا الرجل في حركته لم يكن يوماً ديمقراطياً".