الميليشيات التابعة لتركيا ترتكب جرائم وانتهاكات بحق السوريين.. هذه أبرزها

الميليشيات التابعة لتركيا ترتكب جرائم وانتهاكات بحق السوريين.. هذه أبرزها


12/12/2021

تستمر الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا بارتكاب جرائم إنسانية ضد المدنيين العزل في مناطق سورية، وتواصل أعمال النهب والخطف وطلب الفدية والقتل والتهجير القسري فيها، بمباركة جهاز الاستخبارات التركي الداعم لها بالأسلحة والعتاد.

آخر تلك الجرائم، بحسب ما نقل المرصد السوري، اعتقال دورية تابعة لفصيل فيلق الشام المقرب من الاستخبارات التركية، في 9 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، مواطنين اثنين من أهالي قرية فافرتين في ناحية شيراوا، واقتادهم العناصر إلى مقراتهم الأمنية، وطالبوا ذويهم بدفع فدية مالية مقدارها (2500) ليرة تركية مقابل إطلاق سراحهم.

اقرأ أيضاً: بالأسماء والتهم.. عقوبات أمريكية جديدة تطال أفراداً وكيانات في سوريا وإيران

وأقدمت دورية مشتركة للأمن السياسي وفصيل فيلق الشام الموالي لنظام رجب طيب أردوغان على اعتقال (5) مواطنين من أهالي قرية غزاوية في ناحية جنديرس بتاريخ 8 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بتهمة خضوعهم للخدمة الإلزامية إبّان سيطرة "الإدارة الذاتية" على مدينة عفرين، واقتادهم العناصر إلى مدينة عفرين، وطالبوا ذويهم بدفع فدية مالية غير معلومة مقابل إطلاق سراحهم وتسوية أوضاعهم.

وفرض فصيل "فرقة الحمزة" إتاوة تقدر بـ (5) آلاف دولار أمريكي على مواطن من أهالي قرية الباسوطة تحت تهديد السلاح والتهديد بالقتل في حال عدم دفع الإتاوة، وخوفاً على حياته تمكنت عائلته من جمع المبلغ خلال (5) أيام، ودفع قيمة الإتاوة.

اقرأ أيضاً: هؤلاء ضحايا الغارة الأمريكية لاستهداف قيادي في القاعدة في سوريا

وفي المقابل، اعتقل  مسلحو "أحرار الشرقية" في مدينة عفرين مواطناً من عشيرة العميرات خلال الأسبوع الماضي، وجرى اقتياده إلى مقرّ الفصيل الأمني، دون معرفة التهمة الموجهة إليه، المواطن كان قد اعتُقل عدة مرات خلال فترات سابقة من قبل الفصيل ذاته، وأطلق سراحه بعد دفع فدية مالية، بالإضافة إلى الاستيلاء على منزله ومزرعة الأبقار التي يملكها.

 

ميليشيات موالية لتركيا تفرض إتاوات وتعتقل مواطنين بتهم مفبركة للحصول على فدى مالية من ذويهم

 

وقد أقدم حاجز تابع للقوات التركية على مدخل مدينة عفرين على اعتقال مواطنين اثنين من أهالي قرية أشكان غربي في الـ3 من الشهر الجاري، دون معرفة التهمة الموجهة إليهم، حيث جرى اقتيادهم إلى جهة مجهولة، في حين أفرجت "الشرطة العسكرية" خلال الشهر ذاته عن مواطن من أهالي قرية يلانقوزة بناحية جنديرس كان قد اعتقل في الـ 21 من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي من قبل دورية مشتركة بين الاستخبارات التركية و"الشرطة العسكرية"، دون معرفة التهمة الموجهة إليه، وذلك بعد دفع ذويه مبلغ (1000) دولار أمريكي، رغم عمله ضمن المجلس المحلي في ناحية جنديرس .

منذ وقوع ما يُعرف بمناطق "غصن الزيتون" تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئاً فشيئاً، فلا يكاد يمرّ يوم بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير، وما إلى ذلك من حوادث، وقد وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مقتل مواطن تحت وطأة التعذيب في سجون الفصائل الموالية لتركيا، بعد اعتقال دام نحو عام ونصف العام، حيث تلقت عائلة القتيل البالغ من العمر (51) عاماً خبر وفاته، وطالبوا عائلته باستلام جثته من سجن الراعي الذي تديره وتشرف عليه الفصائل المقربة من الاستخبارات التركية، كما قتل عنصر من لواء الغاب تحت التعذيب في سجون فرقة الحمزة، بعد أسره على خلفية اقتتال بين الطرفين في قرية "جولقان" بناحية جنديرس.

 

منذ وقوع ما يُعرف بمناطق "غصن الزيتون" تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم

 

وشهدت منطقة "غصن الزيتون" خلال الشهر الماضي تفجيرين اثنين، ففي تاريخ 3 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أصيب (4) مدنيين بينهم طفلان و(2) من الدفاع المدني جرّاء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في قرية "كوليان" بناحية راجو، وضرب انفجار مجهول مقراً لفصيل فيلق الشام المقرب من الاستخبارات التركية بتاريخ الـ(6) من الشهر ذاته، في قرية "تل سلور" بناحية جنديرس، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر البشرية.

وشهدت المنطقة خلال الشهر الماضي (5) اقتتالات بين الفصائل الموالية لأنقرة فيما بينهم؛ الأوّل: حين اندلعت اشتباكات بين أحرار الشرقية من جهة، وفصيل فرقة المعتصم من جهة أخرى، في شارع الفيلات في وسط مدينة عفرين.

اقرأ أيضاً: أسرار جديدة: هكذا ازدهرت تجارة المخدرات في سوريا.. ما علاقة حزب الله؟

ووفقاً لمعلومات تناقلتها وسائل إعلام محلية، فإنّ وقوع مشادة كلامية وسبّ وشتم جرت بين عنصر من فرقة المعتصم من أبناء مدينة حلب، وعنصر آخر من أحرار الشرقية، قبل أن تتطور إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

 

وقعت (5) اقتتالات بين الفصائل الموالية لأنقرة فيما بينهم على مشادات كلامية وخلافات على سرقة السوريين

 

الاقتتال الثاني: جرى في اليوم ذاته، حين اندلعت اشتباكات بين عناصر من فرقة الحمزة مع مسلحين آخرين مجهولين، على خلفية خلافات تتعلق بسرقة الزيتون، ووفقاً لنشطاء المرصد السوري، فإنّ عناصر من حاجز عسكري يتبع لفرقة الحمزة بالقرب مفرق قرية "شيخ كيلي" في ناحية راجو أطلقوا النار على مسلحين بحوزتهم كميات من أكياس الزيتون المسروقة، بعد أن رفضوا تقاسمها مع عناصر الحاجز، لتندلع على إثرها اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أفضت إلى إصابة مواطن من أهالي عفرين، وإصابة عدد من عناصر الحاجز بجروح متفاوتة.

الاقتتال الثالث: بتاريخ 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، بين مجموعة تابعة لفصيل لواء الغاب من جهة، وفصيل فرقة الحمزة من جهة أخرى، قتل على إثره عنصر من لواء الغاب تحت التعذيب بعد أسره وأصيب شقيق لواء صقور الغاب و(3) عناصر آخرين، وذلك في قرية "جولقان" بناحية جنديرس.

الاقتتال الرابع: جرى يوم الـ 10 من الشهر ذاته، بين الفصائل نفسها، وهذه المرّة في مدينة عفرين وقرية "جولقان" بناحية جنديرس، أصيب على إثرها (4) عناصر من الطرفين.

 

الفصائل الموالية لأنقرة تواصل جرف التلال الأثرية في محاولة منها للبحث عن الدفائن الأثرية وتخريب التاريخ السوري أسوة بما فعله تنظيم داعش

 

الاقتتال الخامس: جرى بين الشرطة العسكرية من جهة، وعناصر من فصيل سليمان شاه "العمشات" من جهة أخرى، بتاريخ 24 من الشهر الماضي، وذلك وسط الأحياء السكنية في ناحية جنديرس، أصيب على إثره (3) مدنيين، بينهم نساء.

في حين ما تزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق أهالي المنطقة الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة إلى انتهاكات تطال المهجّرين إلى المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري خلال الشهر الماضي قيام الفصائل الموالية لأنقرة بخطف واعتقال أكثر من (121) شخصاً، بينهم (10) نساء وطفل واحد خارج نطاق القانون، بناء على أوامر قيادات الفصائل؛ بغية تحصيل فدى مالية منهم، وذلك في مدينة عفرين ونواحي الشيخ حديد ومعبطلي وبلبل وراجو.

اقرأ أيضاً: نهاية العزلة: كيف يتصالح العالم العربي مع سوريا؟

وكان النصيب الأكبر من هذه الاعتقالات التعسفية في قريتي "معمل أوشاغي" في ناحية راجو بـ (29) معتقلاً ومعتقلة من قبل فصيل محمد الفاتح والشرطة العسكرية، تلاها قرية "إيسكا" في ناحية جنديرس بـ (27) معتقلاً ومعتقلة من قبل فصيل فيلق الشام، وقد جرى اعتقالهم بغية المنفعة المادية وتحصيل فدية مالية تراوحت المبالغ ما بين (1500) ليرة تركية إلى (2000) ليرة تركية، وجرى إطلاق سراح معظم المعتقلين في قرية "معمل أوشاغي" بناحية راجو، بعد دفع كل واحد منهم ما بين (1500) و (2000) ليرة تركية.

وتواصل الفصائل الموالية لأنقرة جرف التلال الأثرية في محاولة منها للبحث عن الدفائن الأثرية وتخريب التاريخ السوري، أسوة بما فعله تنظيم داعش من تخريب وتدمير للتاريخ السوري وسرقة الآثار من المناطق التي كان يسيطر عليها سابقاً.

وفي السياق، قام فصيل "الجبهة الشامية" المقرّب من المخابرات التركية منذ قرابة (10) أيام بعمليات جرف وتخريب لبعض المواقع في قرية أكده بريف مدينة إعزاز شمالي حلب، بحثاً عن الدفائن والقطع الأثرية، حيث تجري عمليات التجريف أمام منازل المدنيين بقيادة القائد العسكري في الفصيل، وبالاشتراك مع رئيس مجلس بلدية سجو.

 

فصائل سورية تابعة للاستخبارات التركية تقاسم المزارعين السوريين بمحصول الزيتون، وتعاقب كلّ من يتخلف عن الدفع

 

وفي مدينة عفرين، تعرّضت تلة "دير صوان" بناحية شران والمسجلة ضمن قيود مديرية الآثار السورية، منذ العام 1981، لعمليات حفر وتجريف وتخريب من قِبل الفصائل الموالية لأنقرة، ووفقاً للصور الملتقطة حديثاً للموقع الأثري تظهر جليّة أعمال الحفر والتدمير الممنهج للتلة الأثرية وعلى سفح "الأكروبول" مروراً بالمنحدر، حيث تتم عمليات الحفر والتنقيب بالجرافات والآليات الثقيلة بحثاً عن القطع والمقتنيات الأثرية أمام أعين القوات التركية، وتعرّضت تلة جنديرس الواقعة جنوب الناحية للتدمير والجرف من قبل القوات التركية المتواجدة فوق التلة، التي حوّلتها إلى قاعدة عسكرية لها منذ احتلال المنطقة، بالإضافة إلى هدم مستودعات البعثات السورية – الألمانية وتجريفها بالكامل، بعد سرقة ما بداخلها من مواد كانت تستخدمها البعثات الأثرية للبحث والتنقيب عن الآثار.

وسبق أن جرى تجريف مواقع أثرية عدة في عفرين وسرقة الكثير من الآثار بعد العثور عليها من قِبل فصائل "الجيش الوطني" الموالي لتركيا، منذ السيطرة على عفرين في آذار(مارس) من العام 2018.

وتواصل الفصائل جرف ما تبقى من تلة "كشور" الأثرية في ناحية راجو الواقعة على الحدود السورية التركية، أمام أنظار القوات التركية، باستخدام الآليات الثقيلة والجرافات بحثاً عن اللقى والمقتنيات الأثرية.

اقرأ أيضاً: هل نشهد فصولاً جديدة لمسلسل "داعش" في سوريا؟

في حين تستمرّ الفصائل الموالية لأنقرة بتدمير تلة قيبار الأثرية بريف عفرين بالجرافات والآليات الثقيلة، والتي تقع على بعد (5) كم من مدينة عفرين، حيث بدأت فصائل الجيش الوطني بأعمال الحفر في عام 2018، لتبدأ بإزالة الطبقات الأثرية تباعاً منذ ذلك الحين وصولاً الى الطبقات السفلية في عام 2019 وتدمير ما تبقى من التلة بشكل نهائي، لسرقة اللقى والمقتنيات الأثرية أمام أنظار القوات التركية.

وفي خضم الحديث عن الانتهاكات بحق أهالي عفرين وفرض الإتاوات على المزارعين مع بدء عملية جني محصول الزيتون، فرض فصيل فيلق المجد بقيادة ياسر عبد الرحيم إتاوة تقدر بـ (190) صفيحة زيت زيتون على أهالي قرية هياما بناحية بلبل و(160) صفيحة زيت زيتون على قرية "سعريا"، و(150) صفيحة زيت زيتون على قرية "بخجة"، و(180) صفيحة زيت زيتون على قرية "علي باكه"، كما فرض فصيل فرقة الحمزة إتاوة (300) صفيحة زيت زيتون على أهالي قرية "علي كارو"، و (200) صفيحة زيتون على أهالي قرية "شنكيليه"، و(25) صفيحة زيت زيتون على أهالي قرية "بيكيه"، وفي قرية كمروك بناحية معبطلي، فرض صقور الشمال المسيطرون على القرية إتاوات على المزارعين تقدّر بـ 10% من محصول الزيتون، و35% على معاصر الزيتون، وكلّ من يخالف القرار يهدد بالاعتقال بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، كما فرض فصيل أحرار الشام إتاوة تقدّر بـ (100) دولار لكلّ عائلة من أهالي قرية "قرزيحل" تحت بند الحماية، وفرض فصيل السلطان سليمان شاه (العمشات) إتاوات على المزارعين بناحية الشيخ حديد، حيث بدأت بفرض إتاوة على كلّ معصرة بنسبة 25%، وعلى كل شجرة زيتون (4) دولارات، وأقدم فصيل لواء السمرقند فرض إتاوة (50) صفيحة زيت و(1500) ليرة تركية على مختار قرية حج قاسم، والاعتداء عليه بالضرب المبرح، وفرض فصيل لواء السمرقند إتاوة (25) صفيحة على المواطن رمضان قاسو، بسبب نقله محصول الزيتون إلى معصرة يسيطر عليها فصيل العمشات.

اقرأ أيضاً: مظاهرات شمال سوريا لمنع تجنيد القاصرات... ما القصة؟

وقامت الميليشيات الموالية لأردوغان بعمليات استيلاء وبيع لـ (24) منزلاً في مدينة عفرين خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، وبيعها بأسعار زهيدة تراوحت ما بين (1000) دولار إلى (2500) دولار للمنزل الواحد، وذلك بعد طرد أصحابها منها.

واستولت الفصائل وسرقت أكثر من (27) أرضاً زراعية، وتمّ السطو على نحو (1670) شجرة زيتون، و(11) حالة قطع لأشجار الزيتون، شملت نحو (3148) شجرة، بغية بيعها واستخدامها للتدفئة.

وممّا سبق يتضح جلياً أنّ مسلسل الانتهاكات في مناطق سيطرة القوات التركية والميليشيات الموالية لها لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر في مخالفة كلّ الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية