"الوطن لا يهين أبناءه"... شاعر قطري يوجه رسالة لأمير قطر من منفاه

ناشد الشاعر القطري الشهير ابن الذيب أمير بلاده بتجديد جواز سفره، حيث يعيش "مخالفاً" لنظام الإقامة في منفاه، وقال في مقطع فيديو نشره بموقع (إكس)، يديره أحد محبيه: "أنا في إحدى الدول، وجوازي تبقى فيه (3) أشهر، وتأشيرتي منتهية، وبقائي في الدولة مخالف".

وأوضح الشاعر القطري أنّه تعرض لغرامة مالية أثناء محاولة مغادرة الدولة التي يعيش فيها إلى بلد آخر، لكنّه استدرك لاحقاً بقوله: إنّ السلطات في المطار اعتذرت "رسمياً" وأعادت مبلغ الغرامة (2000 أو 3000) يورو (2200 أو 3300 دولار أمريكي) بعد أن عرفوا قصتي".

وجه في مقطع الفيديو الجديد رسالته إلى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قائلاً: قدركم أنّي مواطن قطري، وقدري أنّكم حُكامي.

وأضاف في المقطع أنّ هذا الموقف يدل على "الحس الإنساني الراقي أيّاً كان معتقد  الإنسان"، مردفاً: "الوطن لا يهين أبناءه... لو رغبنا في الحصول على جنسيات (أجنبية) حصلنا عليها منذ فترة طويلة"، بحسب ما نقله موقع (الحرة).

ووجه في مقطع الفيديو الجديد رسالته إلى أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قائلاً: "قدركم أنّي مواطن قطري، وقدري أنّكم حُكامي".

والشاعر محمد بن راشد العجمي الملقب بـ "ابن الذيب" أعلن العام الماضي أنّ القضاء القطري أصدر بحقه حكماً بالسجن مدى الحياة، بعد احتجاجه على قانون انتخابات مجلس الشورى في قطر. 

كان ابن الذيب، المعروف بانتقاده للسلطات القطرية، مدافعاً شرساً عن هزاع وراشد المري اللذين اعترضا على حرمان قبيلتهم من التصويت في الانتخابات.

وفي أيار (مايو) الماضي أظهرت وثائق محكمة أنّ قطر قضت بسجن (4) رجال، بينهم (2) بالسجن المؤبد، بعد احتجاجهم على قانون جديد يمنع بعض أفراد قبيلتهم من التصويت في أول انتخابات تشريعية في البلاد، وفق (رويترز). 

وحكم على هزاع أبو شريدة المري، وراشد علي المري، وهما محاميان، بالسجن مدى الحياة، بينما حكم على رجلين وصفا بأنّهما شاعران يعيشان في المنفى، وظهرا في مقاطع فيديو على الإنترنت مرتبطة بالاحتجاجات، بالسجن (15) عاماً، بحسب (رويترز). 

وتسبب التصويت الذي أُجري في تشرين الأول (أكتوبر) 2021، لانتخاب ثلثي أعضاء مجلس الشورى، في تأجيج التوترات داخل قطر بخصوص المشاركة الانتخابية والمواطنة في الدولة الخليجية الثرية التي تحظر الأحزاب السياسية.

وكان ابن الذيب، المعروف بانتقاده للسلطات القطرية، مدافعاً شرساً عن هزاع وراشد المري اللذين اعترضا على حرمان قبيلتهم من التصويت في الانتخابات، وسبق له السجن في قطر بين عامي 2011 حتى 2016.

في عام 2013 صدر حكم نهائي على ابن الذيب بالسجن (15) عاماً بتهمة التحريض ضد نظام الحكم في قطر، على خلفية "قصيدة الياسمين" المرتبطة بثورات الربيع العربي.

وفي عام 2013، صدر حكم نهائي على ابن الذيب بالسجن (15) عاماً بتهمة التحريض ضد نظام الحكم في قطر على خلفية "قصيدة الياسمين" المرتبطة بثورات الربيع العربي، وفقاً لمحاميه، نجيب النعيمي.

وخلال ذلك الوقت اعتبر النعيمي في تصريح لوكالة (فرانس برس) أنّ "القرار سياسي وليس قضائياً" بحق ابن الذيب، الذي حوكم خصوصاً بسبب قصيدة تناولت أحداث الربيع العربي بحسب ناشطين.

كما دعت فرنسا السلطات القطرية إلى "بادرة رأفة" بحق ابن الذيب، بعد أن أبدت قلقها تجاه الحكم الذي نددت به منظمة العفو الدولية، معتبرة أنّه "انتهاك صارخ لحرية التعبير"، ودعت إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن الشاعر الذي "لم يدعُ أبداً إلى العنف".

وفي عام 2016 أفرجت السلطات القطرية عن ابن الذيب بعد عفو صادر عن أمير البلاد إثر وساطة سعودية، رغم حكم سجنه (15) عاماً الذي أحدث آنذاك ردود فعل دولية واسعة، بما في ذلك من قبل الأمم المتحدة.

ولم يفصح ابن الذيب عن كيفية مغادرته قطر، ويبقى ذلك أمراً غير معروف بدقة.