اليمن: تحركات إخوانية عنيفة في مواجهة الثورة الشعبية في وادي حضرموت

تحركات إخوانية عنيفة في مواجهة الثورة الشعبية في وادي حضرموت

اليمن: تحركات إخوانية عنيفة في مواجهة الثورة الشعبية في وادي حضرموت


09/07/2023

ما زالت محافظة مأرب اليمنية تعاني من تداعيات الأعمال العدائية التي قامت بها قوات أمنية موالية لحزب الإصلاح، الذراع السياسية للإخوان، والتي أسفرت عن سقوط قتلى، بينهم زعيم قبلي بارز.

كانت عناصر من قوات ما يُسمّى بـ "أمن الطرق"، الموالية للإخوان، قد شرعت في تشييد حاجز تفتيش عند مفرق حريب بمديرية الوادي في مأرب، دون أن تقوم بالتنسيق مع القبائل؛ ممّا أدى إلى حدوث معارك شرسة، استخدمت فيها العناصر الإخوانية المسلحة العنف المفرط.

وذكرت مصادر محلية أنّ القوات الموالية للإخوان قامت بقتل الشيخ القبلي مبارك بن طالب بن عقار العبيدي، ونجله حسن، عقب رفضه تشييد حاجز التفتيش؛ الأمر الذي أثار حفيظة قبائل عبيدة وآل فجيح، ممّا فجر معارك طاحنة بين أبناء القبائل، والقوات الأمنية المدعومة من الإخوان.

وبحسب المصادر الإعلامية اليمنية، فإنّ المواجهات استمرت لأيام، ونتج عنها سقوط (9) قتلى من رجال قبائل عبيدة، بينهم الزعيم القبلي ونجله، فضلاً عن سقوط عشرات الجرحى، ولم تكشف القوات الأمنية الموالية للإخوان عن حجم الخسائر التي لحقت بصفوفها.

تمرّد الإخوان

من جهة أخرى، أقدمت جماعة مسلحة تابعة لحزب الإصلاح الإخواني في مدينة تعز على إحراق صور الرئيس العليمي، ونائب رئيس المجلس العميد طارق عفاش.

مصادر محلية يمنية قالت: إنّ عناصر تابعة لجماعة الإخوان قامت بإنزال صور أعضاء المجلس الرئاسي من شوارع مدينة تعز، وقامت بإحراقها.

 إحراق صورة الرئيس العليمي

يذكر أنّ مدينة تعز تقع تحت سلطة الإخوان من الناحيتين الأمنية والعسكرية، وتتخذ منها الجماعة مقراً مركزياً  لقواتها، ونقطة انطلاق لفرض الهيمنة على مديريات المحافظة، وعلى المناطق الأخرى المجاورة.

وبحسب مصادر إعلامية يمنية، سبق أن حذّرت الجماعات المسلحة التابعة للإخوان  قيادات المجلس الرئاسي من حضور مهرجان غنائي كان من المقرر أن يقام داخل المدينة خلال أيام عيد الأضحى.

وكان مكتب الثقافة في محافظة تعز، بجهود من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، قد نظم حفلاً فنياً تحت عنوان: "عيدنا تعز السادس"؛ للاحتفاء بالفنان الكبير محمد محسن عطروش، وذلك في ملعب الشهداء الواقع وسط المدينة التي يحاصرها الحوثي، قبل أن يفضّ مسلحون يتبعون لحزب الإصلاح الإخواني الحفل بالعنف، وإطلاق وابل من الرصاص الحي؛ ممّا أسفر عن سقوط عدد من الجرحى بعضهم إصابتهم خطيرة.

تسلل وتمكين

أبدى سياسيون جنوبيون قلقهم الشديد بعد ثبوت تسلل عناصر إخوانية متشدّدة إلى المكون الحضرمي الجديد الذي يُعرف بــ "مجلس حضرموت الوطني"، والذي أصبح بمثابة واجهة جنوبية لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي، ونقطة لتكوين تحالف يتكون من كل أعداء الانتقالي، مع تشجيع قوى أخرى على إنشاء مجالس مشابهة، في أبين وشبوة والمهرة؛ الأمر الذي يؤدي إلى تأجيج الصراع السياسي، وتسلل الإخوان تجاه الجنوب.

الفعالية التي دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي يوم الجمعة الماضي، للاحتفال بيوم الأرض الجنوبي في حضرموت، بمثابة استفتاء على مدى التفاف سكان حضرموت حول المجلس الانتقالي.

وكان مجلس حضرموت الوطني قد تمّ الإعلان عنه في العاصمة السعودية الرياض، وذلك بموجب وثيقة سياسية صدرت في ختام المشاورات الحضرمية التي استضافتها المملكة السعودية في الفترة من 20 أيّار (مايو) حتى 19 حزيران (يونيو) الماضيين، بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية في محافظة حضرموت، من بينها محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.

وتكشف الوثيقة عن الرؤية الحضرمية للعديد من التفاعلات التي يشهدها الملف اليمني، في الجانب السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي والثقافي والتنموي، لكنّ تسلل الإخوان بهذه الكيفية من شأنه أن يطيح بالجهد السياسي المبذول، ويحوّل المجلس إلى واجهة إخوانية.

جمعة الغضب ضدّ الإخوان

تدفق طوفان بشري كاسح من كافة أرجاء حضرموت، عصر يوم الجمعة الماضي، إلى مدن المكلا والشحر وغيل باوزير، احتفالاً بيوم الأرض الجنوبي .

الفعاليات الجماهيرية الحاشدة رفضت إعادة تدوير قوى الاحتلال الإخوانية، وأدواتها القائمة على الهيمنة، وأعلنت عن الرفض القاطع لتواجد ميليشيات الإخوان في منطقة وادي حضرموت، وطالبت بتكوين قوات شعبية من أبناء حضرموت، ومساعدتها على بسط سيطرتها على كامل التراب الوطني.

كان مجلس حضرموت الوطني قد تمّ الإعلان عنه في العاصمة السعودية الرياض

الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة المهرة أشادت بأبناء حضرموت على مشاركتهم الحاشدة، وباركت لهم نجاح فعاليات يوم الأرض الجنوبي، وأكدت أنّ التلاحم الذي أظهرته الجماهير في فعالية يوم الأرض الجنوبي، أوصل رسالتهم، وعبّر عن إرادتهم وتطلعاتهم في رفضهم الاحتلال.

وأكدت الهيئة التنفيذية أنّ فعالية المكلا، والفعاليات الـ (5) الأخرى في مديريات سيئون، والشحر، وتريم، وغيل باوزير، والقطن، حسمت وبكل وضوح خيارات أبناء حضرموت وتوجهاتهم السياسية، وأظهرت للجميع رغبتهم في إقامة دولة جنوبية فيدرالية، وعبّرت عن رفضها تفريخ المكونات الوهمية التي تحاول تزييف إرادة أبناء حضرموت، وتكريس هيمنة قوى أخرى على ثرواتهم ومقدراتهم.

أبدى سياسيون جنوبيون قلقهم الشديد بعد ثبوت تسلل عناصر إخوانية متشدّدة إلى المكون الحضرمي الجديد الذي يُعرف بــ "مجلس حضرموت الوطني"

من جهتها، اعتبرت مصادر سياسية وإعلامية أنّ الفعالية التي دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي يوم الجمعة الماضية، للاحتفال بيوم الأرض الجنوبي في حضرموت، بمثابة استفتاء على مدى التفاف سكان حضرموت حول المجلس الانتقالي، وما يتعرض له من محاولات لتحجيمه في المحافظة، وآخرها الأنباء التي تتحدث عن توجه لتفكيك قوات النخبة الحضرمية.

وقالت صحيفة (العرب) اللندنية في تقرير نشرته: إنّ هذه الخطوة تعكس رغبة في استعراض القوة أمام القوى المعارضة لضم المحافظة الجنوبية إلى مشروع دولة فيدرالية في جنوب اليمن، مشيرة إلى أنّ المجلس الانتقالي شحذ كل طاقته وإمكانياته؛ لإنجاح الحدث الذي يهدف في جوهره إلى إحياء ذكرى 7 تمّوز (يوليو) 1994، التي جرى فيها تكريس الوحدة اليمنية بالقوة والدم في ذلك العام.

مواضيع ذات صلة:

باحث يمني لـ"حفريات": السلام لا يروق لجماعة الإخوان

كيف يتحالف الإخوان والحوثيون على تدمير الاقتصاد باليمن؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية