بالفيديو.. الملكة رانيا تنتقد ازدواجية الغرب الصارخة في التعامل مع "كارثة" غزة.. هذا ما قالته

بالفيديو.. الملكة رانيا تنتقد ازدواجية الغرب الصارخة في التعامل مع "كارثة" غزة.. هذا ما قالته

بالفيديو.. الملكة رانيا تنتقد ازدواجية الغرب الصارخة في التعامل مع "كارثة" غزة.. هذا ما قالته


25/10/2023

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع جداً مقابلة ملكة الأردن رانيا العبد الله، التي أجرتها مع شبكة (سي إن إن)، والتي سلطت فيها الضوء على صدمة العالم من ازدواجية المعايير لدى أمريكا والغرب بما يتعلق بالكيان الصهيوني، وعلى ضحايا العدوان، وعلى مهنية المؤسسات الإعلامية، وعلى الأوضاع الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.

وقالت الملكة رانيا: إنّ هناك "ازدواجية صارخة في المعايير"، إذ يدين العالم الغربي هجوم حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، لكنّه لا يدين القصف الإسرائيلي على غزة، أو يدعو إلى وقف إطلاق النار.

الملكة رانيا: ازدواجية صارخة في معايير العالم الغربي؛ يدين هجوم حماس، لكنّه لا يدين القصف الإسرائيلي على غزة، أو يدعو إلى وقف إطلاق النار

وأضافت: إنّ "الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن، يشعرون بالصدمة وخيبة الأمل من ردّ فعل العالم على هذه الكارثة التي تتكشف".

وتابعت الملكة حديثها: "لا يمكنني أن أصف لك عمق الأسى والألم والصدمة التي نشعر بها هنا في الأردن، جميعنا متحدون في هذا الحزن، بصرف النظر عن أصولنا، نحن لا نستطيع تصديق الصور التي نراها كل يوم من غزة، نحن نشاهد هذه الصور ونحن ذاهبون إلى النوم ونستيقظ عليها. لقد شاهدنا أمهات فلسطينيات اضطررن إلى كتابة أسماء أطفالهن على أيديهم، لأنّ احتمالية قصفهم حتى الموت وتحول أجسادهم إلى جثث مرتفعة جداً".

وبعبارات لامست القلوب قالت الملكة رانيا: "أريد أن أذكّر العالم بأنّ الأمهات الفلسطينيات يحببن أطفالهن مثل أيّ أمهات في العالم، واضطرارهن إلى أن يواجهن ذلك لا يصدق. وبشكل متساو، أعتقد أنّ الناس في كل أنحاء الشرق الأوسط، بما فيها الأردن، نشعر بالصدمة والإحباط من ردّ فعل العالم على هذه الكارثة التي تتكشف".

الملكة رانيا: إنّ الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن، يشعرون بالصدمة وخيبة الأمل من ردّ فعل العالم على هذه الكارثة

وأشارت الملكة رانيا إلى أنّه "في الأسبوعين الماضيين شاهدنا معايير مزدوجة صارخة في العالم. عندما حدث ما حدث في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، العالم -بشكل فوري وواضح- وقف إلى جانب إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، وأدان الهجمات التي حدثت. لكن ما نشاهده في الأسبوعين الماضيين، نشاهد صمتاً من العالم، الدول توقفت فقط عند إبداء قلقها أو الإقرار بالضحايا، ولكن دائماً مع إعلان الدعم لإسرائيل. هل يتم إخبارنا بأنّه من الخطأ قتل عائلة بأكملها بالرصاص، ولكن من المقبول قصفهم حتى الموت، يوجد معايير مزدوجة صارخة هنا، والأمر صادم للعالم العربي، هذه أول مرة في التاريخ الحديث التي يحدث فيها مثل هذه المعاناة الإنسانية، والعالم لا يطالب حتى بوقف إطلاق النار".

وأكدت الملكة رانيا أنّ "الصمت يصمّ الآذان، وبالنسبة إلى الكثيرين في منطقتنا، يجعل العالم الغربي متورطاً، عبر الدعم والغطاء الذي يمنحه لإسرائيل التي تحاول الدفاع عن نفسها، الكثيرون في العالم العربي ينظرون إلى العالم الغربي ليس فقط على أنّهم يتحملون ذلك، بل يدعمونه أيضاً، وهذا أمر شنيع ومحبط للغاية بالنسبة إلينا".

وقالت الملكة رانيا: "أنا لا أؤمن بقتل المدنيين، ولكن هذه قصة عنف مستمرة الآن لفترة طويلة، ويجب إدانة هذا العنف".

الصمت يصمّ الآذان، وبالنسبة إلى الكثيرين في منطقتنا يجعل العالم الغربي متورطاً، عبر الدعم والغطاء الذي يمنحه لإسرائيل

وأضافت: "ما نراه اليوم، وما يحتاج الناس إلى فهمه، هو، أنّه تحت ستار الحق في الدفاع عن النفس، نحن نشهد أعمالاً وحشية. لكلّ دولة الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن ليس بأيّ وسيلة، ليس من خلال جرائم الحرب، وليس من خلال العقاب الجماعي".

وتابعت: "(6) آلاف شخص من المدنيين قتلوا حتى الآن، (2400) طفل، كيف يكون هذا دفاعاً عن النفس؟"، مشيرة إلى أنّنا "نشهد مذبحة على نطاق واسع باستخدام الأسلحة الدقيقة، لقد شهدنا خلال الأسبوعين الأوّلين القصف العشوائي على غزة، تم القضاء على عائلات بأكملها، أحياء سكنية سوّيت بالأرض".

وتساءلت الملكة: "لماذا عندما ترتكب إسرائيل هذه الفظائع، فإنّها تأتي تحت شعار الدفاع عن النفس؟ ولكن عندما يكون هناك عنف من جانب الفلسطينيين، فإنّه يُسمّى إرهاباً على الفور؟ هل كلمة "إرهابي" محفوظة حصراً للمسلمين والعرب فقط؟"

وأشارت الملكة إلى أنّه "توجد ازدواجية معايير حقيقية نشهدها هنا. وهناك أيضاً تناظر زائف نراه، لأنّ هؤلاء الناس في النزاع ليسوا متساوين؛ أحدهما يحتل، والآخر مُحتل. واحد لديه جيش، من بين الأقوى في العالم، والآخر ليس لديه جيش على الإطلاق"

وطرحت الملكة رانيا العبد الله سؤالاً على مذيعة شبكة (سي إن إن) حول قصة "قطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين"، قائلة: إنّ موقع (سي إن إن) في بداية الصراعات نشر عنواناً رئيسياً عن العثور على أطفال إسرائيليين مذبوحين في كيبوتس إسرائيلي، وعندما تقرأين القصة فإنّه لم يتم التحقق منها بشكل مستقل. الآن سؤالي لك، هل يمكنك نشر ادعاء مدمر مثل هذا، ولم يتم التحقق منه إذا كان صادراً من الفلسطينيين؟".

تصريحات الملكة رانيا وفق رواد مواقع التواصل سيكون لها أثر كبير على المجتمعات الغربية المغيبة بسبب وسائل الإعلام الداعمة لإسرائيل

وأشارت الملكة رانيا إلى أنّ "الإسلام يدين قتل المدنيين، وكما ذكر زوجي مؤخراً، فإنّ "العهدة العمرية" التي صدرت على أبواب القدس قبل (15) قرناً، أي قبل اتفاقيات جنيف بـ (1000) عام، تأمر المسلمين بعدم إيذاء امرأة وعدم قتل الأطفال أو كبار السن وعدم تدمير شجرة أو إيذاء كاهن؛ لذا، هذا ما نعتقد أنّها قواعد الاشتباك في وقت الحرب، ولكن يجب أن تُطبق على الجميع".

وتابعت بالقول: "نعم، كانت هناك الصدمة وهناك الإدانة، ولكن لماذا لا توجد إدانة متساوية لما يحدث الآن؟ أريد فقط أن أؤكد أنّ هذا الصراع لم يبدأ في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، رغم أنّه يتم تصويره على أنّه كذلك".

وشددت الملكة رانيا على أنّ "معظم الشبكات تغطي القصة تحت عنوان "إسرائيل في حالة حرب". ولكن بالنسبة إلى العديد من الفلسطينيين، على الجانب الآخر من الجدار العازل، على الجانب الآخر من الأسلاك الشائكة، لم تغادر الحرب أبداً، هذه قصة عمرها (75) عاماً، قصة الموت الغامر والتهجير للشعب الفلسطيني. إنّها قصة احتلال في ظل نظام الفصل العنصري الذي يحتل الأراضي ويدمر المنازل ويصادر الأراضي، هناك توغلات عسكرية وغارات ليلية".

وقد أكد الكثير من المغردين والنشطاء أنّ تصريحات الملكة رانيا سيكون لها أثر كبير على المجتمعات الغربية المغيبة؛ بسبب وسائل الإعلام الداعمة لإسرائيل، مؤكدين أنّ على المجتمع الدولي التحرك فوراً لوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة والضفة.

وأضافوا عبر الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي أنّ عنجهية الصهاينة مستمرة، وأنّ الاجتماعات في مجلس الأمن لن تغير شيئاً من الواقع، وأنّ وحشيتها ستستمر طالما الولايات المتحدة أعطتها الضوء الأخضر لقتل الأطفال الفلسطينيين، وارتكاب المجازر بحق شعب بأكمله.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية