بصمة الإمارات في مجلس الأمن

بصمة الإمارات في مجلس الأمن

بصمة الإمارات في مجلس الأمن


13/06/2023

علي بن سالم الكعبي

بدأت الإمارات مطلع هذا الشهر رئاستها لمجلس الأمن في دورته الراهنة، وهذا الحدث إلى جانب ما سبقه من أحداث له دلالته ومغزاه، ويعبر عن حضور مميز لها في الساحة العالمية، والذي لم يأت من فراغ، إنما هو نتاج جهد دؤوب أسهم في مد جسور الثقة مع المجتمع الدولي ومؤسساته.

ما يعكس مكانة الإمارات وثقة الدول بها مؤشرات عدة، ولا شك أن تلك المؤشرات تدعمها مواقف نستطيع رصد أبرزها على صعيد دعم الأمن والاستقرار الدوليين، والتخفيف من حدة عدة أزمات حول العالم، والحرص على تعزيز الحوار والتعاون الدولي لبحث مختلف التحديات الإقليمية والدولية.

وفي إطار الاستعداد لرئاسة المجلس نظمت وزارة الخارجية في مايو الماضي حلقة نقاشية بعنوان (الفرص والتحديات في مجلس الأمن) استعرضت فيها أولويات رئاسة الدولة للمجلس، وسبل تعزيز التعاون بين الدول غير دائمي العضوية في المجلس، ومناقشة التجارب والفرص والتحديات، إلى جانب المواضيع ذات الاهتمام المشترك. ثم إن الإمارات تسعى دوماً نحو تعزيز جهودها كشريك بنّاء في المجتمع الدولي للتعامل مع مجموعة عناوين وقضايا من بينها السلام، التسامح، التغير المناخي، الإغاثة الإنسانية، الأزمات الصحية العالمية، والابتكار في التنمية.

خلال الفترة التي ترأس فيها الإمارات مجلس الأمن؛ سوف يواصل أعضاء المجلس دراسة ومناقشة مشروع قرار دولي بشأن التسامح والسلم العالميين، لكن بصمة الإمارات ستكون واضحة وضمن ثلاث جلسات رسمية ومفتوحة. في الجلسة الأولى – التي عُقدت يوم الأربعاء الماضي - طرح فيها المتحدثان الرئيسان، أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية روزماري أ. ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، سبل التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

الجلسة الثانية والتي سيكون المعنيون بانتظارها؛ ستناقش آثار تغير المناخ على السلام والأمن الدوليين بمشاركة «جان – بيير لاكروا» وكيل الأمين العام لعمليات السلام، وخوان مانويل سانتوس الرئيس السابق لكولومبيا عضو «مجموعة الحكماء»، وممثل عن المجتمع المدني وهو الحائز على جائزة نوبل للسلام، فيما تتناول الجلسة الثالثة موضوع قيم الأخوة البشرية في تعزيز السلام واستدامته، ومن المقرر أن يشارك فيها أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ود. أحمد الطيب شيخ الأزهر، وممثل رفيع المستوى عن الفاتيكان.

مناقشات تلك الجلسة لا تقل أهمية عن سابقتيها، ذلك أنها تركز على التوعية بالدور المحوري، الذي يمكن أن تؤديه قيم الأخوة الإنسانية في تعزيز السلام واستدامته ومنع التعصب والتطرف، وذلك بالاستناد على ما جاء في وثيقة «الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معاً»، التي وقعها البابا فرنسيس والدكتور أحمد الطيب في فبراير عام 2019، وعلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2020 بشأن التسامح والتقاليد والتعددية والاحترام المتبادل وتنوع الأديان والمعتقدات.

القضايا الثلاثة التي وضعتها الإمارات على أجندة المجلس لهذه الفترة؛ مهمة بالنسبة لدولة الإمارات، وتنسجم مع المرحلة الراهنة والتحديات التي تواجهها شعوب المنطقة بشكل خاص، والعالم بشكل عام، وهي أزمات تحتاج إلى تضافر الجهود الدولية وترسيخ قيم التعاون وتبني المواقف الإيجابية في سبيل خدمة مصالح المجتمع الإنساني ككل، كما تحتاج إلى دور فاعل من المجتمع الدولي.

إن رئاسة الإمارات لمجلس الأمن تتويج لجهودها الدبلوماسية ولحضورها على خارطة الأحداث العالمية وخصوصاً في ما يرتبط بالأزمات الإنسانية، إلى جانب حضورها في الفعاليات الدولية سواء تلك التي تستضيفها أو التي تُدعى إليها ليكون لها فيها صوت وبصمة تتمكن من خلالهما إبراز رؤيتها نحو مجتمع إنساني متعدد يقوم على السلام والتسامح والاحترام، ورسالتها بدعم الشعوب والدول المحتاجة ومد يد العون لها.

عن "الاتحاد" الإماراتية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية