بعد أشهر من الجدل... إيران تنشر أول تقرير صحي لها حول تسميم الطالبات

بعد قرابة (4) أشهر من انتشار الظاهرة المريبة، وبعد انتقادات لصمت السلطات، نشرت وزارة الصحة الإيرانية أول تقرير لـ "لجنتها العلمية" الخاصة بقضية تسميم الطالبات، أكدت فيه أنّ "بعض الطلاب تعرّضوا لمادة مهيجة يتم استنشاقها بشكل رئيسي، الأمر الذي أصابهم بالتسمم".

وقال سعيد كريمي، نائب وزير الصحة الإيراني، عن النتائج الأولية للتحقيقات: إنّ "بعض الطلاب تعرّضوا لمادة مزعجة يتم استنشاقها بشكل رئيسي، والجزء الآخر يتعلق بالطلاب الذين كانوا مع الطلاب الذين تعرضوا للتسمم، وتم نقل القلق إليهم".

وزارة الصحة أكدت أنّ بعض الطلاب تعرّضوا لمادة مهيجة يتم استنشاقها بشكل رئيسي، الأمر الذي أصابهم بالتسمم

وأضاف كريمي أنّ هناك قسماً من الطلاب قد قرأ عن المادة السامة في الأخبار، ممّا ترك أثراً نفسياً عليهم كانت له مضاعفات، على حدّ قوله.

وبحسب النتائج التي أعلنتها اللجنة العلمية، أعلن نائب وزارة الصحة أنّ "المنشطات ليست بالضرورة مادة واحدة يمكن تسميتها، وأنّ هناك أنواعاً مختلفة".

وأوضح كريمي: "المادة المنشطة التي يتم استنشاقها تكون في حالة غازية، ولكن قد لا تكون المادة الرئيسية غازية بالضرورة، ولكنّها يمكن أن تكون مادة صلبة، ويمكن أن تكون على شكل مسحوق أو سائل، يمكن أن يتبخر عند سكبه على المدفأة أو بسبب حرارة البيئة، ثم يسبب أعراض التهيج".

وصف المرشد الإيراني علي خامنئي حالات التسميم بأنّها جريمة، مطالباً بالقبض على مرتكبيها ومعاقبتهم بشدة

والإثنين، وصف المرشد الإيراني علي خامنئي حالات التسميم بأنّها جريمة، مطالباً بالقبض على مرتكبيها ومعاقبتهم بشدة.

وقال محمد حسن أصفري، الذي تمّ تقديمه كعضو في "لجنة تقصي الحقائق البرلمانية للتحقيق في سبب تسميم الطالبات: إنّ "(25) مقاطعة إيرانية، يوجد بها ما يقرب من (230) مدرسة، تعرّضت لحالات تسميم".

وبحسب أصفري، فقد أصيب أكثر من (5) آلاف طالب وطالبة بالتسمم حتى يوم الإثنين، مضيفاً أنّ "لجنة تقصي الحقائق للتحقيق في أسباب التسمم الطلابي عقدت الأحد اجتماعاً مشتركاً مع ممثلين عن وزارات الاستخبارات والصحة والتعليم، فضلاً عن منظمة استخبارات الحرس الثوري وجهاز استخبارات الشرطة".

اعتقلت السلطات الأمنية الإيرانية الصحفي علي بور طباطبائي، بعدما كشف للمرة الأولى عن حالات تسميم الطالبات

وبحسب تقارير إعلامية متطابقة، فقد تعرّض ما يزيد على (1000) فتاة في عشرات المدارس للإصابة بأمراض غامضة منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأبلغ عن وقوع حوادث في (15) مدينة وبلدة على الأقل يوم الأحد بمفرده.

ولم تنشر السلطات سوى القليل من المعلومات بشأن تحقيقاتها، ولم تعلن عن أيّ اعتقالات، غير أنّها اتهمت من وصفتهم بـ "أعداء" إيران باستخدام التسميم الغامض لتقويض المؤسسة الدينية.

بالمقابل، اعتقلت السلطات الأمنية الإيرانية في محافظة قم وسط إيران رئيس تحرير موقع (قم نيوز) الإخباري، الصحفي علي بور طباطبائي، بعدما كشف للمرة الأولى عن حالات تسميم الطالبات في المحافظة.

ويعتقد بعض الإيرانيين أنّ مدارس الفتيات مستهدفة من قبل عناصر متشددة لمنعهن من التعليم، ويشير آخرون إلى أنّ السلطات ربما تعاقب الفتيات على دورهن القيادي في الاحتجاجات المناهضة للحكومة على مستوى البلاد، التي اندلعت في أيلول (سبتمبر) الماضي.