بعد إعلان الدعم رسمياً... هل جرى التنسيق بين طنطاوي والإخوان؟

بعد إعلان الدعم رسمياً... كيف جرى التنسيق بين طنطاوي والإخوان

بعد إعلان الدعم رسمياً... هل جرى التنسيق بين طنطاوي والإخوان؟


24/09/2023

إعلان جماعة الإخوان، على لسان رئيس المكتب السياسي للتنظيم حلمي الجزار، دعم المرشح الرئاسي المحتمل في مصر أحمد طنطاوي، فجّر حالة واسعة من الجدل في الأوساط السياسية، فيما اجتمع قادة الأحزاب والساسة على رفض محاولات إقحام الجماعة المصنفة على قوائم الإرهاب في المشهد السياسي المصري مجدداً. 

وأثار الإعلان أيضاً جدلاً حول طبيعة التنسيق الذي جرى بين طنطاوي وجماعة الإخوان خلال الفترة الماضية، ويقول مصدر قريب من التنظيم لـ (حفريات): إنّ اتصالات تجري بشكل مستمر لترتيب آلية ترشح طنطاوي للانتخابات الرئاسية، في ضوء تفاهمات تمّت مع الجماعة واتفاق حول تمكينهم من العودة إلى العمل السياسي داخل مصر. 

وبحسب المصدر، تعمل الجماعة من خلال دعم طنطاوي على تحقيق عدة أهداف؛ يتعلق جزء منها بالعودة إلى ممارسة العمل السياسي في مصر، والتفاوض بشأن قياداتها المحبوسين، فضلاً عن أهداف أخرى تتعلق بمحاولة "تحريك المياه الراكدة"، بمعنى إثارة الجدل حول الانتخابات الرئاسية والطعن في نزاهتها، وادعاء التضييق الأمني على أحد المرشحين، وهو ما بدأت منصات تابعة للتنظيم بالترويج له بالفعل خلال الأيام الماضية. 

دعم صريح 

للمرة الأولى منذ سقوطها عن الحكم وخروجها من دائرة السياسة المصرية، أعلنت جماعة الإخوان قبل أيام دعم المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي، ووجهت من خلال حلمي الجزار قواعدها في مصر لانتخابه، وعددت مزايا ترشحه باعتباره الأقرب للتنظيم والأقدر على تحقيق عودته إلى ممارسة السياسة. 

وقال الجزار في أول ظهور له منذ عام 2013: إنّ التنظيم يدعم الشباب لتولي القيادة في المرحلة المقبلة، لافتاً في تصريحات لقناة (الشرق) التي تبث من إسطنبول أنّ طنطاوي هو المرشح الأقرب لدعم ومساندة التنظيم خلال المرحلة المقبلة إذا تمكن من الترشح رسمياً. 

حلمي الجزار

ووفق مصادر (حفريات)، تطمع الجماعة فيما هو أبعد من العودة إلى المشهد السياسي، فربما تجد في طنطاوي طريقاً للعودة إلى الحكم مجدداً، ورغم استحالة الفرضية وفقاً لمعطيات الواقع، إلا أنّ الجماعة لن تتخلى عن حلمها القديم أبداً، وتتمسك بالعودة، خاصة بعد فشل موجات العنف في تحقيق ذلك، فباتت الطريق الوحيدة هي اللعب على أوتار السياسة. 

خطة الدعم 

تحدث لـ (حفريات) مصدر آخر، قريب أيضاً من التنظيم ويقيم في إسطنبول، حول تفاصيل خطة الدعم التي أعدها الإخوان لمساندة طنطاوي خلال الفترة المقبلة، وتعتمد على (4) محاور رئيسة؛ الأول هو تدشين حملات إلكترونية ضخمة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لدعم طنطاوي. 

المحور الثاني هو توجيه قواعد التنظيم في المحافظات للاشتراك بالحملة الرسمية لطنطاوي، والعمل على دعمه بمختلف محافظات الجمهورية، من خلال التواصل المباشر مع المواطنين في القرى والنجوع والمناطق البعيدة. 

تعمل الجماعة من خلال دعم طنطاوي على تحقيق عدة أهداف؛ يتعلق جزء منها بالعودة إلى ممارسة العمل السياسي في مصر، والتفاوض بشأن قياداتها المحبوسين، فضلاً عن أهداف أخرى تتعلق بمحاولة "تحريك المياه الراكدة"، بمعنى إثارة الجدل حول الانتخابات الرئاسية والطعن في نزاهتها

أما المحور الثالث، وفق المصدر، فهو الترويج لطنطاوي في الخارج باعتباره المرشح الأكثر انفتاحاً على النظم الديمقراطية، والأقدر على تحقيق مناخ الحريات والحقوق الذي تزعم الجماعة أنّه مفقود في مصر، وتحاول ترويج هذه الرواية لدى الغرب بشكل كبير. 

في حين يتمثل المحور الرابع في إظهار طنطاوي باعتباره مضطهداً سياسياً، ويواجه ضغوطاً بسبب إعلانه الترشح للرئاسة، ممّا سيكسبه قدراً من التعاطف. 

وتدير حسابات لشخصيات إخوانية أو داعمة للإخوان حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت العديد من الهاشتاغات من بينها (#أحمد_طنطاوي_رئيس_مصر)، (#توكيلي_لأحمد_طنطاوي)، وتتراوح هذه الحسابات بين شخصيات حقيقية من الجماعة، وبين مئات الحسابات للجان إلكترونية إخوانية تتولى مهمة ومسؤولية الدفاع عن طنطاوي بوصفه مرشحاً رئاسياً محتملاً، ويقومون بتسويق كل تصريحاته والتطاول على أيّ شخص ينتقده، وفق موقع (العرب). 

كما تقوم قنوات ومنصات الإخوان بدور موازٍ عبر الإعلام التقليدي، والترويج لفكرة المرشح الجريء والشجاع، خصوصاً قناة (الشرق) التي يديرها أيمن نور، إضافة إلى  إعلامييها عبر برامجهم وحساباتهم الشخصية.

ردود فعل غاضبة 

اعتبر سياسيون مصريون، فضلاً عن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إعلان الإخوان دعم طنطاوي أنّه انكشاف لوجه المرشح الإخواني، وتأكيد لكافة الاتهامات التي وجهت إليه باعتباره مرشح التنظيم الإرهابي لانتخابات الرئاسة المصرية. 

واستنكر حزب (الإصلاح والنهضة) المصري التصريحات الواردة عن حلمي الجزار أحد قيادات جماعة الإخوان، التي أعلن فيها أنّ أحمد طنطاوي هو المرشح الأقرب إلى دعم الجماعة.

هشام النجار: ليس لدى جماعة الإخوان ما تخسره بعد الهزائم المتتالية التي مُنيت بها. وقد تجد أنّ دعم أحد معارضي السيسي المدنيين فرصة أخيرة، وربما وسيلة وحيدة،  لتحقيق الهدف الذي انتظرته طويلاً، وهو أن تظهر مجدداً في المشهد المصري لتبدأ إعادة تنظيم صفوفها

وأكد الحزب، في بيان له، أنّ "قبول أيّ مرشح التعاون أو التعامل أو الدعم المباشر أو غير المباشر، أو تحسين صورة جماعة الإخوان النازية التي حلها ودفع الشعب المصري من أرواحه ودمائه وموارده للتخلص منها، يُعدّ خيانة للشعب المصري بجميع طوائفه وانتماءاته".

وطالب حزب (الإصلاح والنهضة) المرشح المحتمل أحمد طنطاوي بإعلان موقفه بوضوح من تصريحات الجزار، مشدداً على أنّ أيّ مرشح يسعى للدعم المالي أو الإعلامي على حساب مصلحة الوطن لن يجني سوى الخسارة والنبذ من الشعب المصري.

الإخوان وهاشتاغ "طنطاوي رئيس مصر القادم"

تحت هذا العنوان فنّد مدير المرصد المصري محمد مرعي تفاصيل الحملة الإخوانية لدعم طنطاوي، وأهداف الجماعة من الدفع بمرشح رئاسي. 

ويقول مرعي عبر حسابه في (إكس): "بعملية بحث ومجهود  بسيط  وتحليل محتوى، أنصحك أن تقوم بعمل بحث على موقع تويتر (إكس)، و(فيس بوك)، بجملة "طنطاوي رئيس مصر القادم"، وستكتشف التالي:

1- معظم الحسابات التي تستخدم هذا الشعار هي حسابات لشخصيات إخوانية داعمه للإخوان، ومن السهولة التأكد من ذلك.

2- هذه الحسابات لشخصيات حقيقية، وكذلك مئات الحسابات للجان إلكترونية إخوانية تتولى حالياً مهمة ومسؤولية الدفاع عن السياسي أحمد طنطاوي بوصفه مرشحاً رئاسياً "محتملاً"، وتسويق كلّ تصريحاته، والتطاول على أيّ شخص ينتقده، بل القيام بعملية اغتيال معنوي.

3- بعد التأكد من حقيقة دعم لجان الإخوان الرقمية، حاول أن تربط بين هذا وبين دفاع قنوات ومنصات الإخوان عن طنطاوي ووصفه بالمرشح الجريء والشجاع.

4- دفاع قناة (الشرق) التي يديرها أيمن نور، ودفاع مذيعي القناة (سميح وعطوان والبحيري ودعاء وسمير وغيرهم)، عن طنطاوي في برامجهم وحساباتهم الشخصية قد يكون دافعه في "تحليلي" الاتفاق الذي أبرمه طنطاوي مع أيمن نور في بيروت قبيل عودته إلى مصر منذ عدة أشهر، وهو اللقاء الذي كشف نور عنه بعد ذلك.

لماذا تراهن جماعة الإخوان على طنطاوي؟

بحسب الباحث المصري هشام النجار، في تقرير لصحفية "العرب اللندنية"، ثمّة مصلحة مشتركة تجمع بين الإخوان والمرشح الرئاسي المحتمل الحريص على عدم تكرار فشل أستاذه وقدوته المعارض الناصري حمدين صباحي الذي أخفق في المرتين اللتين ترشح فيهما للرئاسة المصرية عامي 2012 و2014، بالنظر إلى أنّ صباحي فعل كل ما بوسعه لكسب النزال، ما عدا تطوير تحالفه مع الإخوان في المرة الثانية.

تدير حسابات لشخصيات إخوانية أو داعمة للإخوان حملة على مواقع التواصل تحت العديد من الهاشتاغات من بينها (#أحمد_طنطاوي_رئيس_مصر)، (#توكيلي_لأحمد_طنطاوي)، وتتراوح هذه الحسابات بين شخصيات حقيقية من الجماعة، وبين مئات الحسابات للجان إلكترونية إخوانية

ويضيف: "ليس لدى جماعة الإخوان ما تخسره بعد الهزائم المتتالية التي مُنيت بها، والضعف الذي تعاني منه، نتيجة تراخي الكثير من حلفائها الإقليميين في إنقاذها، وتجد أنّ دعم أحد معارضي السيسي المدنيين فرصة أخيرة، وربما وسيلة وحيدة، لتحقيق الهدف الذي انتظرته طويلاً، وهو أن تظهر مجدداً في المشهد المصري لتبدأ إعادة تنظيم صفوفها".   

مواضيع ذات صلة:

استراتيجية الحركية الإخوانية في الولايات المتحدة الأمريكية

هل اعتمد الإخوان على الإسلام كمصدر وحيد لإعداد شبابهم؟ دراسة تجيب

الإخوان يسيطرون على الحقل الديني في إثيوبيا




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية